ارتباكٌ بعد قرار السعودية مَنح المُقيمين السودانيين (72) ساعة للعودة
الخرطوم- عوض عدلان
سَادَ ارتباكٌ كبيرٌ وسط السودانيين العاملين بالسعودية، والموجودين بالبلاد هذه الأيام لقضاء عطلاتهم السنوية أو غيرها من الأسباب، وذلك على إثر القرار المُفاجئ الذي أصدرته المملكة بضرورة عودتهم لداخل الأراضي السعودية خلال (72) ساعة، ضمن رعايا دول أخرى، في الوقت الذي يُوجد فيه كثير منهم بأماكن بعيدة داخل البلاد، مع صُعوبة العودة حتى للخرطوم خلال هذا الوقت الوجيز.
وكانت المملكة، أعلنت تَعليق سفر المُقيمين والمُواطنين مُؤقّتاً لعدد من رعايا (13) دولة من بينها السودان، إضافةً لتعليق الرحلات، ضمن إجراءات التصدي لفيروس “كورونا” الجديد، وقرّرت حكومة المملكة تعليق السفر والرحلات الجوية إلى دول الاتحاد الأوروبي، الاتحاد السويسري، الهند، باكستان، سيريلانكا، الفلبين، السودان، إثيوبيا، جنوب السودان، إريتريا، كينيا، جيبوتي والصومال، وتعليق دخول القادمين منها، أو من كان موجوداً بها خلال الـ(14) يوماً السابقة لقدومه.
ومنح القرار مُهلة (72) ساعة للمُواطنين ولمن لديهم إقامة سارية المفعول من مُواطني تلك الدول للعودة إلى المملكة، وذلك قبل بدء سريان تطبيق قرار تعليق السفر.
وزاد من المُشكلة التي يُعانيها هؤلاء المُغتربون، الأزمة الخانقة في المواد البترولية التي تعيشها البلاد خلال هذه الأيام مما أربك أيضاً الحركة الداخلية بين الولايات، فانقطع بعضهم بمناطق نائية، حتى إن بعضهم قد لا يكون سمع بالقرار حتى الآن.
وفي الخرطوم، ازدحمت مكاتب السفر بأعدادٍ كبيرةٍ من المُغتربين الساعين لإيجاد حجوزات سريعة قبل انقضاء المُهلة الممنوحة مع الرحلات المحدودة التي تسيِّرها بعض الخطوط للمملكة، وحاول بعضهم السفر عن طريق ميناء بورتسودان، لكنه قد لا يتمكّن من الوصول في الوقت المُحدّد، وعلمت (الصيحة) أنّ أسعار التذاكر عبر الطيران تضاعفت لأكثر من ثلاث مرات، حيث وصل التذكرة من الخرطوم إلى جدة عشرة آلاف ريال.
مسؤول بالخطوط الجوية السعودية، أوضح أنّهم في العادة يُسيِّرون ثلاث رحلات يومياً للمملكة، سعة الرحلة (330) مسافراً ما يعني أنهم سينقلون (990) مسافراً خلال هذه الفترة المُحدّدة، لكنهم يسعون لزيادة عدد الرحلات، والاتّصالات جارية مع الرئاسة بهذا الخُصُوص، ونوّه إلى أنّ بعض المُسافرين لديهم تذاكر محجوزة سلفاً وقد لا يستطيعون ترحيلهم خلال هذه الفترة.
ويقول عبد الرافع حسن الذي حضر إلى السودان قبل عدة أيام في إجازته السنوية، إن بعض أصدقائه الذين حضروا معه تركوا زوجاتهم وأولادهم هناك، بينما لا يُمكنهم السفر خلال الفترة التي حدّدها القرار، مع عدم وجود حجوزات، وطالب بتمديد الفترة حتى يَستطيع الجميع توفيق أوضاعهم.
وقال أحد أصحاب وكالات السفر، إنّ الحجوزات في هذه الفترة ممتدة لفترة طويلة وأحياناً تكون لشهرٍ كاملٍ، والخُطُوط المُختلفة لديها رحلات مُحدّدة لا يُمكن زيادتها إلا في بعض المواسم “والمُشكلة حقيقة مُعقّدة”.
من الناحية الرسمية، لم تصدر الدولة، بياناً تُوضِّح فيه كيفية مُعالجتها لهذه الأزمة الطارئة والتي ستُؤثِّر بلا شك على مُستقبل آلاف السُّودانيين المُقيمين بالسعودية بعد أن ترك العديدون أسرهم وأموالهم هناك.
وناشدت بعض الجهات التطوعية، الدولة بضرورة التدخُّل لمد الفترة المَمنوحة للعودة، والتي تعتبر شبه مُستحيلة في ظل الظروف المُحيطة، ودَعَت وزارة الخارجية السودانية للتدخُّل لدى السلطات السعودية لحلها حتى لا يضيع مُستقبل أُسر تعتمد على تحويلات ذويها والموجودين هذه الأيام بالبلاد لسببٍ أو آخر، وأنّ المُشكلة حقاً تتطلّب التدخُّل الرسمي.