18 ابريل 2022م
قوات الشعب المسلحة السودانية مدرسة متفردة في قوالب الفنون القتالية وصاحبة خبرة تراكمية متعددة في شتى المجالات الأكاديمية والعلمية والاجتماعية.
لم يقتصر دور قوات الشعب المسلحة السودانية فقط في الجوانب الحربية والمهارات القتالية في شتى أساليب الحرب الداخلية والخارجية.
مؤسسة رائدة مثل الجيش السوداني الذي لا يعرف الذل والهوان والانكسار والهزيمة والعودة إلى الوراء وفقا لسجل تاريخي ناصع البياض يشهد به الأعداء قبل الأصدقاء.
تعرض الجيش السوداني لحملات عدائية ممنهجة ومنظمة حشدت لها كافة الإمكانيات المالية من أجل إضعافه وكسر شوكته وإظهاره أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بمظهر القاتل والمجرم وسفاك الدماء.
ولكن بحكمة وقوة قيادة الجيش السوداني العليا، استطاع أن يعبر من هذا الامتحان الملغوم والمدبر بليل ليثبت للعالم أجمع بانه جيش عظيم وعريق ولا يمكن أن يتضعضع أو تخور عزيمته.
لولا حكمة القيادة العليا للجيش السوداني لتفتت وانهارت البلاد وتمزّقت شر مُمزّق وصارت كمثل البلدان التي من حولنا التي انفرط فيها عقد الأمن وتمكّنت الفوضى من مفاصلها وفقدت البوصلة.
موقع الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني من المواقع المهمة والحساسة ولديه دور كبير لأنه يمثل حلقة الوصل ما بين الإعلام والجيش في توصيل الحقائق المجردة إلى الرأي العام وفي أسرع ما يُمكن، مما يساهم ذلك في الحد من انتشار الشائعات.
ويزداد موقع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أهميةً في هذا التوقيت المهم من عُمر البلاد، وذلك من أجل وضع النقاط على الحروف في ظل التطور الإعلامي المُتسارع وتيرته التصاعدية الجنونية من دون رقيب ولا حسيب.
لا بد من وضع خطة علمية وعملية واضحة المعالم للتعامل مع الإعلام شعار منطقة عسكرية ممنوع من الاقتراب والتصوير قد ولى زمانه وتجاوزه الزمن، فلذلك يتطلب تغيير الصورة الذهنية القديمة للتعامل مع الإعلام.
ظل موقع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية شاغراً لقرابة العام، وتزامن ذلك مع قمة حملة العداء السافر والحملات التشويهية المنظمة من كل جانب على الجيش السوداني.
المطلوب من الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله أن يكون أكثر قرباً والتصاقاً بصانعي الرأي العام وقادته، وذلك من خلال خلق شراكات ذكية مشتركة تحقق الأهداف الوطنية العليا.
من المفترض أن لا يقتصر دور الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية فقط في إصدار البيانات اللحظية التي تفرضها الضرورة في حدث معين.
دور الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية كبيرٌ واستراتيجيٌّ في هذا التوقيت الحسّاس الذي أصبحت فيه المعلومة في متناول اليد وبأسرع وقت.
التقارب ما بين الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة والإعلاميين، يزيل الغبش ويجسر الهوة ويفتح آفاقاً جديدة ويغلق باب الشائعات المضللة والهدامة.
الجيش السوداني ليس مِلْكاً لأشخاص مُعيّنين، بل هو مِلْكٌ للشعب السوداني ومن حق الشعب السوداني أن يعرف كل شيء عنه، الجيش السوداني من الشعب والى الشعب، ولكي يتحقق شعار جيش واحد شعب واحد، لا بد من عملٍ كبيرٍ ومُتعاظم وجُهد مُضنٍ يكون للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية ويتمثل في قيادة المبادرات الوطنية والتي ستسهم إيجاباً في دعم الجيش.
بقاء الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية داخل مكتبه وانحصاره في البرنامج الروتيني الجامد لا يخدم مصلحة الجيش إطلاقاً.
منذ أن تولى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله أعباء مهامه، لم أسمع عنه قام بتنظيم لقاء مشترك ما بينه وبين الإعلاميين والاستماع إليهم والإجابة على أسئلتهم، فقط يقتصر تعامله معهم عبر البيانات الرسمية في مختلف الأحداث، لا بد من تعامل مختلف وتفكير خارج الصندوق.
التعامل مع الإعلام بالصورة القديمة والتقليدية لا يخدم لا مصلحة الجيش ولا مصلحة المواطن الذي أحوج ما يكون للمعلومة الصادقة والمُجرّدة، لكي لا يقع المواطن فريسة للإعلام المضلل والمكذوب والمصنوع والموجّه وفقاً لأجندات داخلية وخارجية.