تعاقدات، سباق على نجوم المنتخب، تحضيرات، واهتمام فوق العادة بفئة مواليد 2005 – 2006 في فريقي القمة لدرجة استعانة الهلال بالمدرب العام الإسباني للفريق الأول دانيال خيمينز للإشراف على فريق الناشئين، والإمارات، تمثل وجهة مُشتركة هذه الأيام وذلك بعد وصول دعوة للهلال للمشاركة في بطولة بني ياس الودية الدولية للناشئين ووصول دعوة لنادي المريخ من نادي الجزيرة الإماراتي لإقامة معسكر إعدادي لفريق الناشئين، فهل استفاقت إدارات أنديتنا من سباتها وبدأت تعي الطريق الصحيح وتخطط لمستقبل أفضل، وهل جاءت الدعوة لمجرد نشاط رياضي يقام في الإمارات، أم أنها وكما العادة ستكون جسراً يصنع عبره الآخرون مُستقبلهم؟! سؤال تبحث “سبورتاق” عن إجابته عبر المساحة التالية:
مشاركة الأندية السودانية وسيما القمة في بطولات ودية دولية، أو إقامة معسكرات بالإمارات ليس جديداً، وإنما يعود لسنوات طويلة ماضية، لكن الجديد هذه المرة أن الأنظار اتّجهت لفرق الناشئين ومواليد 2005 و2006 وليس الفريق الأول كما كانت العادة، مع التأكيد على أن تلك الأنظار هي الأنظار الإماراتية صاحبة الدعوة للهلال المريخ والتي اقتصر دورها على الاستجابة طالما أن المشاركة في البطولة الودية بالنسبة للهلال والمعسكر بالنسبة للمريخ مدفوعة القيمة من الجانب الإماراتي.
لماذا الناشئين؟!
بحسب مُتابعات “سبورتاق”، فإنّ الإمارات وعبر اللجنة الأولمبية ومجلس دبي الرياضي، وضعت خطة وطنية لتطوير الرياضة ومن بينها كرة القدم مع وضع آلية لتنفيذ تلك الخُطة الوطنية في الفترة من 2021 – 2028 وهي خُطة تستهدف تواجد المنتخبات الإماراتية في أولمبياد لوس انجلوس 2028 والتأهل لكأس العالم 2030، ومن ضمن محاور الخُطة، التعامُل مع الرياضة كصناعة والاهتمام برعاية وصقل المواهب منذ سن صغيرة.
ما هي العلاقة؟
سؤال قد يطرحه البعض حول علاقة الخطوة الوطنية الإماراتية بالدعوة التي قدمتها الإمارات لفرق القمة السودانية السنية من مواليد 2005 _ 2006، وبحسب مصادر “سبورتاق”، فإن الإمارات وعبر آراء ومقترحات بعض الخبراء، تتجه لاستقطاب المواهب من جنسيات مختلفة منذ سن مبكرة وصغيرة ومن ثم منحهم جنسيتها وإخضاعهم لتدريب عالي المستوى على يد أفضل الخبراء الأجانب مع توفير احتكاك قوي لهم، وذلك ضمن خطة تطوير المنتخبات الإماراتية وصناعة منتخبات قادرة على المنافسة في أعلى مستوى.
رصد
وبحسب ما تم الإعلان عنه مسبقا، فإن بطولة بني ياس الودية الدولية وهي النسخة الأولى في فئة الناشئين تُقام تحت إشراف مباشر من مجلس دبي الرياضي، وبحسب مصادر “سبورتاق”، فإن خبراء أجانب سيتابعون مباريات البطولة وكذلك معسكر المريخ لرصد أفضل وأميز المواهب السودانية في فريقي القمة.
معايشة أم تجنيس؟
تحدث المسؤولون في الهلال أن بعض عناصر فريق الناشئين ستبقى بالإمارات بعد نهاية البطولة الودية الدولية للخضوع لفترة معايشة هنالك، وهو ذات الحديث الذي تردّد في المريخ بأنّ فريق الناشئين سيؤدي معسكراً إعدادياً يعقبه خُضوع بعض العناصر لفترة معايشة، غير أن ما تحصل عليه “سبورتاق” من إرهاصات يفيد بأن المواهب التي سيقع عليها الاختيار من الفريقين، سيتم لاحقاً تجنيسهم وتوجيه الدعوة لأسرهم للإقامة بالإمارات للاستفادة منهم مستقبلاً في رفد المنتخبات الإماراتية بالمواهب أُسوةً بتجارب ناجحة في دول خليجية أخرى.
حق الاختيار
عادةً، وعندما يرغب نادٍ في ابتعاث بعض مواهبه الصغيرة للخارج لقضاء فترة مُعايشة، فإن النادي هو الذي يختار اللاعبين الذين يرغب في ابتعاثهم عبر الأجهزة الفنية للنادي، لكن الوضع حالياً مختلف فيما يتعلق بالهلال والمريخ، إذ اشترطت الإمارات حضور فريق الناشئين بالهلال للمشاركة في بطولة بني ياس الودية الدولية لاختيار المواهب التي ستُخضع بعدها لمعايشة بحسب حديث المسؤولين بالقمة ولتجنيس بحسب مصادر “سبورتاق”، والشرط الإماراتي بحضور الفريق كاملاً ليختار بعده خبراء بالإمارات المواهب المطلوبة كان حاضراً أيضاً فيما يتعلق بمعسكر المريخ.
تصريحات السوباط
شروط الإمارات تلك أكدها رئيس الآلية الإعلامية بالهلال هيثم السوباط إبان استضافته ببرنامج مع شمس الذي يقدمه الإعلامي شمس الدين الأمين بمنصة “السوداني” حيث قال: سنبعث ببعض العناصر الصغيرة من فريق الناشئين لقضاء فترة معايشة بإسبانيا وتركيا والإمارات، قبل أن يردف: الإمارات اشترطت علينا حضور فريق الناشئين كاملاً ومشاركته في دورة بني ياس لتختار هي بنفسها المواهب التي ستُخضع للمعايشة، لكن فيما يتعلق بإسبانيا وتركيا فإن الأجهزة الفنية بالهلال هي التي ستختار اللاعبين.
وهنا يبرز تساؤل مهم ما الذي يجعل الإمارات تصر وتشترط حضور فريق الناشئين بالهلال كاملاً وان تختار بنفسها وعبر خبرائها المواهب المطلوبة إن كان الأمر في حقيقته معايشة لعناصر يرغب الهلال في الاستفادة منها مستقبلاً؟ وهل المسؤولون بالإمارات أكثر حرصاً على مستقبل الهلال من مسؤوليه؟ وضع قد يبدو غريباً لكنها غرابة تزول متى ما كان الهدف الحقيقي هو مستقبل الكرة الإماراتية والبحث عن المادة الخام لصناعة كرة القدم من السوق السوداني.
تطوير أم تصدير؟
ما يبدو خلف الكواليس اليوم سيظهر للعلن غداً، وما يعلن للرأي العام حالياً بشأن التخطيط للمستقبل والاهتمام بالناشئين وتطويرهم وصناعة نجوم المستقبل ستعرف حقيقته لاحقاً إن كان التخطيط لمصلحة الكرة السودانية أم تصدير للمواهب للعرض في أسواق الآخرين ولخدمة مستقبل بلدان أخرى، وهي الأيام ذاتها التي يُمكن أن تُفصح عن هوية المُشاركين في ذاك السيناريو بالتخطيط وتعبيد الطريق، وهل تعلم إدارات الأندية هذه بما يُخطط له أم أنها مُستغفلة، فهل يا ترى تعود المواهب التي يقع عليها الاختيار بعد بطولة بني ياس ومعسكر المريخ، أم تظهر مستقبلاً بالقميص الإماراتي تاركة السودان والكرة السودانية في فلك الحسرة والإخفاقات..؟