الخرطوم: الطيب محمد خير 18 أبريل 2022م
بَرَزَ نشاطٌ متسارعٌ لتهيئة الساحة السياسية لتسوية قادمة بين المدنيين والعسكريين من أجل الوصول الى حل وتوافق سياسي يفضي إلى اتفاق يؤسّس لوضع جديد برعاية من قِبل البعثة السياسية للأمم المتحدة لدعم التحول الديمقراطي وإيقاد والاتحاد الأفريقي، وحددت مكونات التفاوض التي شملت قِوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وقِوى الحرية والتغيير الميثاق الوطني قِوى الحرية والتغيير التحوُّل الديمقراطي وقِوى الحرية والتغيير (القِوى الوطنية) الأمة القومي والاتحادي الأصل والشباب والنساء والحِراك الوطني والمُكوِّن العسكري والجبهة الثورية، واشترطت القِوى السياسية تهيئة المناخ بإطلاق سراح المعتقلين وتخفيف الطوارئ.
من جانبه، اعتبر الحزب الشيوعي، التسوية السياسية المطروحة حالياً تهدف لتصفية الثورة وتكريس الديكتاتورية، وستفاقم من تعقيدات الأزمة في البلاد، وشرع الحزب الشيوعي في بناء وتأسيس تحالف جديد تحت مُسمى تحالف المركز الواحد يجمع لجان المقاومة والمهنيين، رافضاً بذلك أي خط تسوية سياسية، قاطعاً بأن التحالف الجديد وهو الذي سيقود الثورة والشارع إلى حين سقوطه الانقلاب ويعتبر المعبّر الأوحد عن صوت الجماهر الثورية.
النتيجة المرجوة
قال رئيس الحزب الناصري تيار العدالة الاجتماعية عضو الحرية والتغيير ساطع الحاج لـ(الصيحة)، إنهم لم ينخرطوا في هذا الحراك لأنه من وجهة نظرنا انه لن يفضي للنتيجة المرجوة وسيعمل على إنتاج ذات الأزمة، وبذات الوجوه التي ظلّت تُدير المشهد السياسي منذ أكتوبر وبالتالي نحن بعيدون.
ترتيب المشهد
وأضاف ساطع إن كانت هناك رغبة حقيقية في ترتيب المشهد وتغيير الوضع السياسي في السودان، لا بد من التصالح مع لجان المقاومة ورعايتها وتقويتها وإفساح الطريق لقيادتها لتصعد، لكن للأسف الآن الجميع يعملون على خنق وتدمير لجان المقاومة، فتجد الشعارات مُتماهية مع خط لجان المقاومة، لكن الحقيقة على أرض الواقع، الجميع يحاول تحاشي التعامل مع هذه اللجان، فلا بد من إعطاء الفرصة الكافية للجان المقاومة لإبراز مقدراتها وتجسيد تجربتها على أرض الواقع حتى يتثنى لها من إفراز قيادات حقيقية من لجان المقاومة، لكن ما يُؤسف له الجميع يتكدّس في الطريق وهناك إصرار على أن يكون الشخوص هم ذات الشخوص الذين كانوا قبل مجيء الإنقاذ ويصرون على الاستمرار.
قياداتٌ جديدةٌ
وقال ساطع من الأفضل أن يسلم الجميع بنتيجة التجربة التي اثبتت بأن لجان المقاومة أي تسوية أو وفاق بعيد منها لن يصمد ولا يجد تأييداً، مضيفاً الآن الساحة السياسية السودانية تشهد حالة تخلق قيادات جديدة وهي التي ستقود المشهد، وهذا ما تحتاجه السياسية السودانية، قيادات جديدة مُبرأة من كل عيوب الماضي، لأن القيادات الموجودة الآن هي مأزومة وعلى تقدير أنها نجحت في إسقاط البشير ونظامه الذي استمر ثلاثين عاماً ليس بالضرورة أن تستمر وتشارك في رسم المرحلة القادمة من عُمر الثورة الذي يحتاج لقيادات جديدة تُخرج من رحم لجان المقاومة، مُشيراً إلى أن هناك مشهدا سياسيا يتشكّل الآن ويجب ان نفسح المجال له لتتبلور عبره هذه القيادات الجديدة، دون أن يمسها طيفٌ من الأطياف السياسية القديمة، واستنكر ساطع إصرار ما سماه بالقيادات السياسية التي قادت العمل والحركة السياسية طوال الثلاثين عاماً الماضية، على أن تتبوأ قيادة المرحلة القادمة بكل ما أضافه إليها زخم الثورة ونضالات وتضحيات الشباب، فهذا الإصرار على التكرار أمرٌ لا يؤدي للنتائج المرجوّة.
إفساح المجال
وطالب ساطع بضرورة غياب كل القوى القيادات القديمة وإفساح المجال وفتح الطريق لقيادات جديدة تخرج من رحم لجان المقاومة، التي تعتبر اللاعب الأساسي الذي يتصدر المشهد السياسي الآن، وفي ذات الوقت هذا لا يعني أن تكون القوى السياسية معزولة عن المشهد السياسي، وحذر ساطع من أن أي تسويات أو اتفاقيات تتم بعيداً عن الفاعلين الأساسيين الجُدد في المشهد السياسي لن تؤدي لنتيجة، لأن لجان المقاومة هي الآن الأقرب لقلب الشارع وأكثر تأثيراً فيه.