لا تقرأوا هذا المقال!!
1
لا أفهم كيف يكون أحدهم عضواً كامل العضوية في منظومة الحرية والتغيير، وفي المقابل هو قيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان، ويمتلك جيشاً يرابط على الحدود بكامل أسلحته التي تشهر بنادقها باتجاه الوطن، وهو يومئذٍ على أهبة الاستعداد!!
2
الحالة التي يمثلها الدكتور محمد يوسف رئيس تجمع المهنيين، ورفاقه من منسوبي الحركات المسلحة والجبهة الثورية، فهؤلاء الأعضاء المحترمون في قوى الحرية والتغيير، هم في المقابل ينتمون إلى كيانات خارج السودان تحمل السلاح ضد الوطن.
3
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا، ألم يكن ولاء هولاء الأعضاء إلى جيوشهم التي تحاصر البلاد، أقوى من ولائهم إلى الجيش الوطني الذي يفترض أن يصون تراب البلاد!! بطبيعة الحال أن الولاء في هذه الحالة سيكون لجيوش الجبهة الثورية والحركات المسلحة، وليس للجيش السوداني الوطني، ولك في هذه الحالة أن تتصور السيناريوهات الجهنمية المحتملة!!
4
السؤال من زاوية أخرى، إذا ما ظفر هولاء الأعضاء أصحاب الجيوش التي تحاصر البلاد، إذا ما ظفروا بأغلبية ورئاسة في مجلس السيادة المفترض، ما الضمانة في عدم استخدام هذه الصلاحيات السيادية لصالح جيوشهم، على حساب القوات المسلحة والدعم السريع وبقية الأجهزة الأمنية الوطنية، حتى تصبح جيوشهم في نهاية المطاف هي الأصل.
5
على أن مسوغات تفكيك المنظومة الأمنية الوطنية جاهزة منذ الآن، ولم تكن مخفية في يوم من الأيام وهم يرددونها صباح مساء عبر الفضائيات العربية، يقولون بتفكيك قوات الدعم السريع بحجة أنها مليشيا وليست قوات نظامية، وتفكيك قوات جاهز الأمن والمخابرات الوطني بأكثر من سبب، ومن ثم تفكيك الجيش الوطني والشرطة السودانية بحجة التسييس الذي مارسه النظام السابق، بحيث لم تعد قوات وطنية قومية مؤتمنة!!
6
وينسون في غمرة سكرة الحكم أن القوات المفترضة البديلة، قوات الحركات المسلحة والحركة الشعبية، هي بالكاد قوات إثنية جهوية ظلت تقاتل الوطن لأجل (تحرير السودان)!! بحيث تقوم عقيدة هذه القوات المتمردة على تفكيك الدولة السودانية المركزية!! فلا يعقل أن تداويني بالذي هو الداء…
7
يفترض، والحال هذه، أن هولاء الأعضاء ذوو الولاءات والجيوش المزدوجة، ألا يكونوا أصلاً أعضاء في منظومة وطنية، قوى الحرية والتغيير، يفترض أنها تقوم بعملية ترسيم المرحلة السودانية الوطنية المقبلة، وإذا ما أجريت مفاوضات سلام في ظل هذه التشكيلة مزدوجة الولاء، سيكون بامتياز هذا الحوار بين قادة الحركات المسلحة في قوى العرية والتغيير من جهة، ومن جهة أخرى مع القادة الميدانيين لهذه الحركات المسلحة!!
8
فلهذا وذاك، لا ولن يقبل المجلس العسكري الانتقالي أن يملك آخرون، جيوشهم حتى الآن في خانة قتال الوطن، لا يقبل أن يملكهم سيفاً مسلطاً على رقابهم، بإعطائهم أغلبية ورئاسة في مجلس السيادة، بل ليس هنالك عاقل على وجه الأرض يمكن أن يقبل ويفعل ذلك، وإلا أن أول قرار المجلس السيادي سيكون الإطاحة بك وبالمشروع الوطني برمته، لصالح الحركة الشعبية لتحرير السودان ورفاقهم في بقية الحركات المسلحة!!
9
يفترض، والحال هذه، ألا يكون أعضاء الحركات التي تحمل السلاح أعضاء في منظومة تسعى لاستلام مقاليد الحكم في البلاد، حتى تتم تسوية ملفات تلك الجيوش بتسريحها أو استيعابها، ومن ثم تكون لهم كامل العضوية، على أن أي خطوة غير ذلك ستكون بمثابة وضع الحصان خلف العربة..
وليس هذا كل ما هناك