مناوي مع القوات النظامية بغرب دارفور.. دعوات للحسم
الجنينة- فاطمة علي سعيد
بحث حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، مع الأجهظة الأمنية بولاية غرب دارفور، التحديات الأمنية التي تواجه القوات حتى تؤدي دورها كاملاً لحماية وتأمين المواطن.
وزار مناوي، يوم السبت، مقرات الأجهزة الأمنية والشرطية وقوات الدعم السريع وقيادة الفرقة (15) مشاه برفقة مستشاريّه الأمني والسياسي والأمين العام لحكومة الولاية، وذلك في إطار زياراته التفقدية للمؤسسات الحكومية لولاية غرب دارفور.
وتلقى الحاكم تنويراً مفصلاً من قيادة الفرقة (15) والإدارة العامة لشرطة الولاية وجهاز المخابرات العامة وقوات الدعم السريع.
ودعا مناوي القوات الأمنية بولاية غرب دارفور لفرض هيبة الدولة، وأشاد بدور الشرطة رغم قلة التسيير لأداء واجبها، وأمن على حديث مدير الشرطة بالولاية على ضرورة بسط هيبة الدولة وإعادة سيرتها الأولى، والاهتمام بأمن المواطن والعمل الجنائي والبلاغات، ولفت إلى أن السياسات الخاطئة من الأنظمة السابقة بجانب سياسات المجتمع والإدارة الأهلية أعاقت الشرطة في أن تؤدي دورها المنوط بها.
ونادى الحاكم جميع الأجهزة الأمنية والشرطية التنسيق من أجل تجاوز المرحلة، وقال إن توقيع اتفاق جوبا لا يعني جرعة كافية للعلاج، وشدد على ضرورة أن يتم العمل بجهد وتعاون أكبر، وأضاف “لا نتعاطى السياسة لكن أجبرنا أن نصبح سياسيين”، وتابع “ونتحرك بعمل جديد حتى نصحح الأمور”.
وقال مناوي، إن وجود النازحين داخل المؤسسات الحكومية عطّل دولاب العمل بالولاية “رغم الظروف التي أدت لاحتلالهم لها”، وأكد أنها أسباب مقبولة في لحظة العنف وفقد المأوى- على حد قوله، ونبه لضرورة أن نضع أيدينا فوق بعض لإفراغ تلك المؤسسات ويعود النازحون لمناطقهم ويتحرك دولاب العمل.
وأضاف “الوضع الإنساني بالولاية يجب أن يتغير وضرورة التعايش بين الناس وخلق طمأنينة حتى يعودوا لقراهم”، وتابع “الدول تستقر بالقانون والشرطة”.
ونادى مناوي، بأهمية تأمين الموسم الزراعي لتهيئة الظروف للزراعة حتى لا تقع احتكاكات بين الراعي والمزارع، وأبدى تخوفه من حدوث مجاعة في حالة فشل الموسم الزراعي.
وقال “لدينا خطة قوافل السلام الظاعن بالدواب تطوف الفرقان والقرى للتوعية من مختلف المكونات الشبابية من الرعاة والمزارعين بصحبة الأئمة والدعاة تتحرّك مع المراحيل من أجل التعايش السلمي”.
ونوه الحاكم إلى ضرورة عدم استخدام الناس للفزع والمشاكل، مشدداً بأنه يجب أن يتوقف ذلك ويتصالح الناس.
وفي السياق، زار الحاكم مقر جهاز المخابرات العامة بالولاية، واطلع على المجهود الذي يقوم به الجهاز، وناقشت الزيارة تهريب السلع للدول المجاورةن بجانب قضية التعدين العشوائي بالمحليات المجاورة للولاية، وأمن على ضرورة تقنين تنقيب الذهب، على أن تأتي شركات التعدين حتى لا يحدث صراع قبلي، ونوه إلى ما حدث بجبل مون من صراع واقتتال، وأمنت الزيارة على ضرورة أن يلعب الأمن الاقتصادي.
وأيضاً زار الحاكم برفقة مستشاريه السياسي والأمني وقائد الدعم السريع قطاعات دارفور وممثل حكومة الولاية وعدد من المسؤولين، مقر قطاع قوات الدعم السريع بالولاية، وأكد مناوي على دور قوات الدعم السريع في استتاب الأمن بولاية غرب دارفور، واستمع لتنوير عن الوضع الأمني والمهددات الأمنية ومهام الدعم السريع بالولاية.
وقال إن الدعم السريع قوة داعمة ومساندة للقوات النظامية الأخرى في تنفيذ المهام الموكلة إليها، وأضاف أن الدعم السريع يقع على عاتقها بذل المزيد من الجهد للحفاظ على السلام وحماية أرواح وممتلكات المواطنين والحفاظ على السلام.
ودعا الحاكم جميع القوات للتنسيق من أجل توفير الأمن للمواطن، وقال “عندما كنا نحمل السلاح تقاتلنا مع الدعم السريع، ولكن الآن وبعد توقيع سلام يجب أن نعمل من أجل استقرار ووحدة البلاد”.
وأكد الحاكم أن الصراعات خلقت تعقيدات بالولاية وأصبحت واضحة، بجانب التفلتات بضواحي الولاية، وشدّد على ضرورة خطة إسعافية لنشر ثقافة السلام عبر الإعلام والأمن حتى تستتب الأوضاع.
واشار إلى أن الوضع لا يحتمل في حال فشل الموسم الزراعي، ونوه إلى أن الأداء والدعم الخارجي بدأ يقل، والعالم لا يستطيع تحمل مسؤولية دارفور كالسابق بسبب حروبات اليمن واوكرانيا، ونادى بضرورة المصالحات ومعالجة قضايا الحرب.
ودعا الحاكم القوات النظامية أن تلعب دورها لاستتاب الأمن، وشدّد بضرورة تكوين القوات المشتركة، ونادى قوات الدعم السريع بأن تصبح داعماً للقوات النظامية الأخرى بما فيها قوات حركات الكفاح المسلح، وضرورة أن تتوقف الحرب، وقال “أنا وحميدتي حاجة واحدة يجب أن نستفيد من الدولة”.
وأعلن الحاكم عن جائزة أطلق عليها “جائزة الكسوة” تمنح للولاية التي تخلو من المشاكل.
ودعا الحاكم جميع القوات أن تصبح حماة من أجل الوطن والمواطن وتكوين نسيج السودان.
وتبرع بمبلغ (26) مليار جنيه للقوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات جهاز الأمن والمخابرات العامة وقوات الدعم السريع بغرب دارفور.
وعبر مدير إدارة شرطة غرب دارفور اللواء حقوقي سليمان إسماعيل خريف، عن ترحيبه بزيارة الحاكم للولاية، وكشف عن خطة أمنية محكمة لبسط الأمن وهيبة الدولة بالولاية، واشار إلى أن الولاية عانت كثيراً من المشاكل القبيلة والصراعات “لذلك بدأنا في العمل المجتمعي”، وقال “جلسنا مع الإعلام وتواثقنا على أن تكون مصلحة الولاية فوق المصالح الشخصية وضرورة رتق النسيج الاجتماعي”، ونادى بضرورة نشر ثقافة السلام، مؤكداً السعي حتى تصبح الولاية آمنة.
ولفت إلى أن هناك خطة لمحاربة المظاهر السالبة والمخدرات والموارد والعربات غير المقننة حتى ينعم المواطن بالأمن الداخلي.
وأكد خريف أن جميع القوات بالولاية على قلب رجل واحد، وقال “سوف نعيد الشرطة سيرتها الأولى”، وأضاف “رفعنا شعار: أن لا قبيلة لنا الا الشرطة” والقيام بواجبها الجنائي، ولفت إلى أن الشرطة خلال الفترات الماضية كان أداؤها دون المستوى.
فيما أكد قائد قطاع قوات الدعم السريع بالولاية محمد ناجي، أن قواتهم مساندة للقوات النظامية الأخرى وتعمل وفق توجيهات أمن الولاية، وأوضح أن الدعم السريع قامت بحماية الموسم الزراعي العام الماضي، ومحاربة التهريب والمخدرات، وأعلن جاهزيتهم لحماية موسم هذا العام.
وكشف ناجي عن معاناتهم من التحالفات القبلية، وأكد أن هذه القضية باتت تمثل تحدياً بالولاية، وأضاف أن الأوضاع بالولاية معقدة يجب فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون بالحسم.