عبد الله مسار يكتب : فضل الحمد والاستغفار لله
15 ابريل 2022م
استأجر الحسن البصري رحمه الله حمالاً ليحمل متاعه من السوق إلى البيت، فكان يسمعه طوال الطريق يردد كلمتين ولا يزيد عنهما
وهما الحمد لله واستغفر الله.
فلما وصل بيته وأعطاه أجره سأله عن ذلك.
فأجاب (أنا في حياتي كلها مع الله بين أمرين)
نعمة الله علي تستحق مني (الحمد) وتقصيري في حق ربي يستحق (الاستغفار).
فضرب الحسن كفاً بكف، وقال (حمّال أفقه منك يا حسن).
إن ذروة عطاء الله للعبد ليست السعادة فالسعادة شعور مؤقت زائل، وإنما ذروة عطاء الله للعبد وهي الرضاء
فالله سبحانه لم يقل لرسوله ولسوف يعطيك ربك فتسعد وإنما قال (ولسوف يعطيك ربك فترضى).
أسكن الله الرضاء قلوبنا وقلوبكم.
نسأله تعالى العلم والمعرفة والخُلُق الرفيع.
الشيخ الحصري
هو الشيخ محمود خليل الحصري، والده خليل الحصري، كان يشتغل بصناعة الحصير، وكان كلما وجد مصلىً بلا حصيره هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد، وكانت المصليات آنذاك تُفرش بالحصير، ورأي رؤية عجيبة في منامه، رأي عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقوداً من العنب، والنَّاس تأتي جماعات يأكلون من عنقود العنب وهو لا ينفذ.
ولما تكرّرت الرؤية، ذهب لأحد الشيوخ وقص عليه القصة، فسأله الشيخ إن كان له ذرية.
قال ولدي محمود عمره عامان.
قال الشيخ ألحقه بالأزهر ليتعلّم العلوم الشرعية، فسوف يكون له شأنٌ كبيرٌ.
ألحقه بالأزهر وختم القرآن الكريم في عُمر الثامنة، كان أول من سجّل المصحف المُرتّل في أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم، ورفض أخذ أجرة مالية عليها، فوضع الله لها القبول في الأرض.
في عام 1961م أول من سجّل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم.
1964م أول من سجّل القرآن الكريم براوية ورش عن نافع.
في عام 1968م أول من سجّل القرآن الكريم برواية قالون ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري.
في عام 1969م أول من سجّل القرآن الكريم المعلم (طريقة التعليم).
في عام 1975م أول من رتّل القرآن الكريم بطريقة المصحف المُفسّر.
1977م أول من رتّل القرآن الكريم في الأمم المتحدة وأذن لصلاة الظهر في الأمم المتحدة.
في عام 1978م أول من رتّل القرآن الكريم في القصر الملكي في لندن.
وأول من رتّل القرآن الكريم في قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن.
وأول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض وقاعة الكونغرس الأمريكي
هذا هو الشيخ محمود خليل الحصري.
توفي في 24 نوفمبر 1980م بعد صلاة العشاء حيث امتدت رحلته مع كتاب الله ما يقرب الخمسة وخمسين عاماً.
ولا زالت الأمة تأكل من عنقود العنب والعنب لا ينفذ.
وأحسن والده عمله بفرش المساجد وزادت صدقته حتى لُقِّب بالحصري.
فنشر الله صوت ابنه في أنحاء الأرض ولا يزال يتردّد على أسماع مشارق الأرض ومغاربها ولُقِّب بالحصري.
هذا هو فضل الصدقة ولو قَلّت.