الكهرباء.. استمرار القطوعات وتَدميرٌ مُمنهجٌ!!
الخرطوم: رشا 15 ابريل 2022م
موجة استياء كبيرة اجتاحت مواطني ولاية الخرطوم على اثر استمرار قطوعات التيار الكهربائي لمده تجاوزت ٨ ساعات في مناطق متفرقة من أنحاء العاصمة. بالرغم من الوعود التي جزمت بها هيئة الكهرباء بتوفير إمداد مستقر خلال شهر رمضان، إلا أن الواقع غير ذلك، حيث تبدأ برمجة القطوعات منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء دون أي إنذار أو إعلان من الهيئة، وأضحى الحصول على خدمة الكهرباء أمراً بعيد المنال. وتوجب على المواطنين إما الاتجاه لاستخدام بدائل مكلفة او الانتظار في أجواء حارّة تجاوزت ٤٠ درجة مئوية في انتظار عودة التيار الكهربائي.
ومازالت القطوعات مستمرة في القطاع السكني دون برمجة معلنة.
وكشفت مصادر وثيقة بملف الكهرباء، عن استمرار برمجة قطوعات التيار الكهربائي عن القطاع السكني في الفترتين الصباحية والمسائية خلال شهر رمضان، واكدت المصادر لـ”الصيحة” ان السبب يعود إلى ضعف التوليد المائي، وأشارت الى ان المياه المحجوزة في البحيرات تم استخدامها في فصل الشتاء، ونوهت المصادر الى توقف عمليات الصيانة الدورية في موعدها، وجزمت باستمرار القطوعات جرّاء ارتفاع درجات الحرارة ورغماً عن إخراج القطاعين الصناعي والإنتاجي لتوفير الإمداد للقطاع السكني، ونوهت الى ارتفاع حجم استهلاك الكهرباء في منطقة وسط الخرطوم، مما يمثل حمولة عالية في ساعات الذروة، مما يؤدي إلى خروج ما بين ٦٥٠ الى ٧٠٠ ميقاواط خارج الخدمة.
ورهنت استقرار قطاع الكهرباء في البلاد بتنفيذ خط الكهرباء الدولي إلى إثيوبيا لزيادة الربط الكهربائي الى السودان بواقع ١٠٠٠ ميقاواط.
واكدت المصادر ان مصر لديها احتياطي من الكهرباء يقدر بـ١٣ ألف قيقاواط يصل منها ٦٠ ميقاواط الى حلفا و٨٠ ميقاواط الى دنقلا.
وشددت المصادر على أن القطوعات سوف تستمر في حال اُجريت عمليات الصيانة او عدمها وان المشكلة ليست في التوليد او المحطات او شركة التوزيع، ولكن في السياسات الخطأ التي يُدار بها قطاع الكهرباء، وأشارت الى توقف خدمة العملاء بالرقم ٤٨٤٨ دون أسباب واضحة، وتوقف خدمة تغيير العدادات التالفة. وأكدت مواجهة مشكلات كبيرة في التوزيع وتعطل البلاغات ورفعها ومتابعة عربات التوزيع وانعدام المحاسبة، مما أدى إلى اضراب المهندسين عن العمل دون الوصول إلى تسوية معهم، واقرت المصادر بتوقف مشروع تأهيل شبكة الخرطوم دون أسباب معلومة. وقطعت بحدوث تدمير ممنهج لنظام المتابعة بالهاتف وعدم تغيير الأنظمة وصعوبة توصيل البلاغات الى عربات الصيانة. وأضافت أن هيئة الكهرباء فقدت ما بين ٥٠٠ الى ٧٠٠ مهندس من أفضل الخبراء في السودان والوطن العربي.
وقالت المصادر إن مديري شركات الكهرباء الحالية استلموا (جنازة بحر). وليس بيدهم إصلاح شيء.
واكدت ان إصلاح الوضع الراهن مرتبط بإقامة المشاريع المصاحبة للتوليد المائي والحراري ومشاريع طاقة الرياح في كل من دنقلا وبورتسودان وطوكر. وفقاً للدراسات المثبتة لتوليد طاقة ٣ قيقاواط تساعد في استقرار الكهرباء العامة، بجانب مشاريع الطاقة في الولاية الشمالية ودارفور وشمال أم درمان وتعلية خزان الروصيرص.
وشكت من انشطار هيئة الكهرباء الى ٥ شركات دون مبرر وزيادة عدد العاملين من ٦ آلاف في الهيئة بأكملها الى ٨ آلاف موظف في شركة التوزيع و٢ ألف موظف في شركة النقل،
بالإضافة إلى هجرة الكوادر المؤهلة من المهندسين والفنيين الى الخارج.
وطرحت سؤالا عن أين هم الخبراء في الكهرباء اليوم؟ واين بيوت الخبرة التي يمكن أن تستعين بها الدولة لإجراء الإصلاحات اللازمة.
وشدد ت المصادر على أن نزوح الكفاءات يعد كارثة حقيقية، ومن يديرون العمل في الكهرباء الآن هم (الرويبضة) والذين لا يستطيعون التعامل مع القطاع، وأردفت بأن هناك أيادٍ خفية تعمل على تعطيل خطط الكهرباء في البلاد.
ووصفت ما يحدث الآن في قطاع الكهرباء بفعل فاعل وليس أخطاء إدارية فقط.
وأضافت أن الخطة العامة لتطوير قطاع الكهرباء العام ٢٠٣٠م لتوفير احتياطي للبلاد يتضمّن تعلية الروصيرص ومحطات قري ٢ و٣ و٤ وطاقة الرياح والربط الاثيوبي والمصري ومع دولة جنوب السودان تقبع في احد الكونتيرات في الكيلو ١٠.
وكانت الخطة بإشراف المهندس مكاوي محمد عوض، وتم الاتفاق على استلام الكهرباء وبيعها الى الجنوب ومصر وتشاد، وأن يصبح السودان ناقلاً للكهرباء ومستثمراً أيضاً وزيادة حجم التوليد.
وأبدت أسفها على أن البلاد في العام ٢٠٠٨م احتفلت بزيرو قطوعات، واليوم يشهد التيار الكهربائي انقطاعاً بصورة دائمة خلال اليوم!!!