محمد طلب يكتب :الكليمة الطيبة منك زادي كي لا نفقد أصواتنا الجميلة
14 ابريل 2022م
بمناسبة شهر رمضان أعيد ما كتبته في الرحيل المتقارب للشيخ نورين المقرئ المجيد والدكتور عثمان مصطفى الفنان وأستاذ علم الصوت.
رحل عن دنيانا الفانية اثنان من مشاهير السودان.. كل فيما اشتهر به.. الفنان عثمان مصطفى والشيخ المقرئ نورين محمد.. ونحسب أن كليهما من الطيبين.. ما لفت انتباهي ان هناك قاسماً مشتركاً أساسياً بين الاثنين أولهما أنهما كانا من المهتمين بالصوت والأداء والتطريب العالي بغض النظر عن المضامين وهي مقارنة ربما لا تجد الاستحسان من البعض لكنها حقيقة يجب الوقوف عندها.. أما القرب من الله أو البعد عنه فهو أمر يعلمه الله وحده والظاهر قد يرجح أحدهما على الآخر.. لكن حسن الخاتمة لا يدري به إلا الله عز وجل.
عثمان مصطفى متخصص في علوم الصوت ونورين رحمه الله حباه الله بصوت عذب في تلاوة القرآن ربما لم توظف خاناته بشكل كامل وعلمي والله أعلم.
ما دعاني لهذه المقارنة والمقاربة التي تبدو غريبة نوعاً ما هو سؤال طرأ على ذهني عند التأمُّل في خبري الوفاة.. سألت نفسي لماذا تلقائياً نبتعد بأهل القرآن عن أهل الفنون.. وكأن تلاوة القرآن لا علاقة لها بفنون وعلم الصوت (بالمناسبة هذا عندنا في السودان فقط).
وضعت افتراض ما هو الناتج للطرفين المرحومين إن شاء الله لو أنّ الشيخ نورين تدرّب على يد العالم المتخصص في الصوت عثمان مصطفى؟؟
أرجو أن تجيبوا على هذا السؤال.. وعليه سوف تعرفون لماذا لم يخرج السودان مقرئاً تعم سمعته العالم تملأ تلاوته وصوته كل الدنيا.
في العالم الإسلامي هناك معاهد ودراسات مُتخصِّصة ومهتمة بهذا الأمر.. هنا يتخرّج الطلاب من الخلاوي وإن كان أحدهم صاحب صوت جميل تتخاطفه المساجد ليكون في نهاية الأمر مقرئاً وإمام (مساجد الذوات) ويشد لها الغلابة الرحال في كل تراويح ليمتعوا أنفسهم بتلاوة قرآنية تأخذ بقلوبهم.
إلى متى تظل الخلاوي وما بعدها نهايتها (مسجد ذوات) ومجموعة أثرياء يغدقون على إمام مسجدهم.. لماذا لا تفتح أبواب أوسع لحفظة القرآن توقد فيهم جذوة الطموح للعالمية.
لماذا لا توجد معاهد تهتم بأمر القرآن وأهله في التأهيل الفني ودراسة العلوم التي تهتم بالصوتيات والمقامات وغيرها.. لماذا لا يُوجد مُقرئٌ عالميٌّ من السودان؟.
لست متخصصاً في كل ما أوردت لكن أحس أن هناك خللاً ما.. حتى الحكومات التي تدعي أنّها جاءت من أجل الدين لم تستوعب هذا الأمر رغم الادّعاء.. هناك جامعة تسمى جامعة القرآن الكريم أما كان الأجدى أن تستوعب البروف عثمان مصطفى لتأسيس قسم أو تخصص في أمر الصوت والتلاوة ليكون أنجب طلابها شيخ نورين وغيره.. رحم الله الشيخ نورين والبروف عثمان مصطفى وربما وفاتهما في هذه (الأيام) (انتباهة) (لليوم التالي) والمستقبل البعيد (لتغيير) (التيار) ووضع الأمر تحت (المجهر) لتشريح إمكانية الجمع بين المقرئ و(الفنون)، هذه (صيحة) في وادي الصوت لعلها تجد (الصدى) الذي يناسبها.
سلام