الخرطوم: جمعة عبد الله 14 ابريل 2022م
منذ مطلع الأسبوع الجاري، أعلنت المطاحن عن انخفاض في أسعار الدقيق من 30 ألف جنيه للجوال 50 كيلو إلى 26 ألف جنيه، وذلك تماشياً مع انخفاض واستقرار سعر الدولار.
وهي المرة الثانية التي يحدث فيها انخفاض على أسعار الدقيق من المطاحن، حيث كان التخفيض الأول من 34 ألف جنيه للجوال إلى 30 ألف جنيه، بيد ان المخابز لم تجر تعديلات على أسعار الخبز، إذ استمرت اسعار الخبز عند 50 جنيهاً لقطعة الخبز في العديد من المناطق.
وانتقد اقتصاديون غياب الرقابة الحكومية على المخابز، مشيرين إلى أن قطعة الخبز زنة 60 جراماً يفترض ان تُباع بسعر 35 جنيهاً في المخبز شاملاً 15% ارباحا لصاحب المخبز، وقطعة الخبز زنة 50 جراما يفترض ان تباع بسعر 30 جنيهاً، ايضاً شاملاً 15% ارباحا لصاحب المخبز، وطالب اقتصاديون ومُستهلكون بتفعيل دور حماية المستهلك والدور الرقابي لوزارة التجارة والتموين واتخاذ إجراءات بتحديد أسعار وأوزان الخُبز وحماية المستهلك بما يخفف من ارتفاع تكلفة المعيشة.
تكاليف متزايدة
في وقتٍ، استبعد فيه عددٌ من أصحاب المخابز بولاية الخرطوم، تراجع أسعار الخبز نتيجة لانخفاض أسعار دقيق المخابز، يقول حسن أدروب، صاحب مخبز، إن التراجع لم يكن في مثل هذا التوقيت بالمناسب، وأرجع ذلك لانخفاض أسعار القمح، وقطع بأن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على سوق القمح العالمي باتت هي المشكل الأكبر وكذلك على السوق الداخلي.
غاز المخابز
أما عيسى صلاح، عامل بأحد المخابز ولاية الخرطوم، قلّل من حدوث انخفاض في أسعار الخُبز بالخرطوم، ونوّه إلى تراجع الطلب عليه نسبةً لضعف القوة الشرائية في شهر رمضان المبارك، وأردف قائلاً: إنّ ثبات أسعار الخُبز بالرغم من تراجع الدقيق يعود لعدد من العوامل والتي من بينها نُدرة وغلاء غاز المخابز وزيادة أسعار الخميرة والكهرباء، وبالتالي لا أتوقّع أن تتراجع أسعار الخبز بسبب انخفاض أسعار دقيق المطاحن فحسب، وإنما تلك عوامل أهم بالنسبة لأصحاب المخابز.
ويقول صاحب مخبز جنوب الخرطوم، فضّل عدم ذكر اسمه، انخفاض أسعار الدقيق لبعض المطاحن، وأوضح أنه بعد الانخفاض بلغ سعر جوال دقيق الخبز 50 كيلو ما بين 26 إلى 28 جنيهاً وبحسب دقيق المطاحن، وأبان لا يوجد أي مبرر للارتفاع السابق في أسعار الدقيق، واستبعد أن تنخفض الأسعار بسبب انخفاض الدقيق وحده، مضيفاً بأن هناك مدخلات أصبحت أسعارها مُتضاعفة يوماً بعد الآخر.
تجمُّع المخابز
في وقتٍ أعلن فيه عصام عكاشة الناطق باسم تجمع المخابز، عن اتجاه لمراجعة تكلفة صناعة الخبز لتتماشى مع انخفاض أسعار الدقيق الأخيرة، وقال إن انخفاض الدولار له تأثير إيجابي على أسعار الدقيق بالتالي أسعار الخبز، وأشار للانخفاض الذي طرأ على أسعار الدقيق اعتباراً من أمس، حيث وصل سعر الجوال زنة 50 كيلو إلى 26 ألف جنيه بدلاً من 30 ألف جنيه، وأضاف أنه بموجب انخفاض أسعار الدقيق يكون هنالك انخفاضٌ في أسعار الخبز، وقال إن الزيادة في أسعار الغاز، الكهرباء، الجازولين، المياه، الجبايات والعمالة لها أيضاً تأثير على أسعار الخبز.
غلاء المدخلات
يقول المهتم بالشأن الاقتصادي، عثمان النور، إنّ أيِّ انخفاضٍ في أسعار أحد مدخلات صناعة الخبز دائماً ما تكون طفيفة خَاصّةً في أسعار الدقيق والخميرة والغاز، وقال إنّ تعويضها من إنتاج المخابز بجعل سعر قطعة الخبز بـ50 جنيهاً تعتبر مبالغة كبيرة، ومضى قائلاً: هذا امتدادٌ لجشع جديد من أصحاب المخابز، معرباً عن امله أن يحدث تراجع في أسعار الخبز بعد انخفاض أسعار الدقيق مؤخرًا، وواصل قائلاً: بهذا الجشع المستمر سيعاني الكثيرون إن لم تداركه.
انعدام الجودة
ويعتبر أستاذ الاقتصاد بعدد من الجامعات السعودية د. محمد عيد كليس، أن الخبز من السلع الضرورية التي يعتمد عليها شريحة كبيرة من السكان في السودان، وأبدى أسفه قائلاً إنّ صناعة الخبز في السودان تشهد تلاعباً كبيراً تكمن في السمسرة والغش في الأوزان والأحجام وانعدام الجودة، إضافةً إلى انعدام الرقابة، وطالب أصحاب المخابز بضرورة مُراعاة السوق خاصّةً أنّ القمح سلعة استراتيجية قابلة للارتفاع أو الانخفاض، وبالتالي من الأنسب أن تُجرى مراجعة للأسعار بأسرع ما يكون.
الدور الرقابي
فيما يرى الخبير الاقتصادي الدكتور، عبد الله الرمادي، أنّ تراجع أسعار دقيق القمح من البشريات في شهر رمضان المبارك، وأضاف هذا ما كان متوقعاً أن يحدث، وقال سوف تشهد أسعار القمح انخفاضاً كبيراً في الفترة القادمة، ورهن ذلك نسبةً لزيادة الإنتاج لمحصول القمح في هذا الموسم، لكنه أبدى أسفه لعدم تدخل الحكومة لعملية ضبط جودة الدقيق وكذلك حتى صناعة الخُبز، وتابع هذه هي مسؤولية الحكومة على حد قوله، متمنياً أن لا نتفاجأ في مقبل الأيام بحدوث أي زيادة جديدة في أسعار الخبر لأنّ الواقع لا ينذر بذلك، وحث الحكومة على ضرورة تفعيل الدور الرقابي على المخابز بأسرع وَقتٍ مُمكنٍ.