14 أبريل 2022م
ونعني المسيح..
ليس ابن مريم؛ ولكن الذي قيل إنه يظهر في آخر الزمان..
ثم يُفتن به الناس….. ويفتنهم..
وقد كتبت – من قبل – إنه ما من نبي بعد النبي الخاتم؛ إنه قول يعارض العقل والدين..
ولكن هناك الآن ما – ولا نقول (من) – يُفتن به الناس؛ ويفتنهم..
وهذا – أيضاً – كتبت عنه من قبل..
وربما نظل نكتب عنه من بعد؛ ما دام الذي نكتب عنه ما زال يحتاج إلى أن نكتب..
ما زال يحتاج إلى أن نحذر… ونصرخ… ونصيح..
ونكتب اليوم – ونعيد – عن الذي قلنا إنه (ما)؛ وليس (من)..
فهو ليس بشراً ؛ ورغم ذلك يكاد (يعبده) كثيرٌ من البشر… ويضلهم عن قصد وهم يعلمون..
أو يضل الكثيرين منهم ؛ كيلا نعمم..
ويغيِّب وعيهم – كما الخمر – عن دنياهم… وأنفسهم… ومجالسيهم… وحتى دينهم..
فهنالك من يبدأون (فجرهم) به؛ لا بصلاتهم..
ويختمون يومهم به – كذلك – عند منتصف الليل… أو بعده؛ و(هم عن صلاتهم ساهون)..
قد تجد (ست شاي) مشغولة به عن طلبات زبائنها..
وقد تجد موظفاً مشغولاً به عن واجبات وظيفته؛ وعنك أنت الواقف أمامه طلباً لخدمة..
وقد تجد الزوج مشغولاً به عن زوجته… وأبنائه… وبيته..
وقد تجد الزوجة – كذلك – مشغولة بمثل الذي يشغل بال زوجها؛ وربما أكثر..
الكل – من المبتلين به – في حالة انشغال دائم..
فهم مشغولون به آناء الليل وأطراف النهار لعله يرضى؛ ولكنه يقول دوماً: هل من مزيد؟..
في السيارة… في المواصلات… في المؤتمرات… وفي الاجتماعات..
بل وفي الجامعات…. وفي الجوامع..
كلهم مشغولون به؛ ويشغلهم هو عما يمكن أن يصيبكم من أضرار جرّاء الانشغال هذا..
وتعج الصحف – يومياً – بأحد الأضرار هذه..
فهذا مات في حادث حركة بسببه… وتلك طلقها زوجها بسببه… وذاك يُعالج نفسياً بسببه..
ويكاد تأثيره يفوق تأثير المسيح على حوارييه..
فهو مثله اسمه المسيح أيضاً؛ ولكنه يضل لا يهدي… ويُمرض لا يشفي… ويقتل لا يُحيي..
والأول إنما كان يفعل ذلكم بإذن من الله..
أما الثاني هذا فيفعله بإذن من الناس أنفسهم؛ يقولون له – بكامل وعيهم – أشغلنا فيشغلهم..
أو بالأحرى؛ بكامل (لا) وعيهم..
ورغم ذلك فإنه ذو نفع؛ ولكن ضرره أكبر من نفعه… تماماً كما الخمر..
ثم كما الخمر – أيضاً – يُسبب الإدمان..
وأعايش – شخصياً – الآن قصة طلاق جراء هذا الدجال؛ ولم تُجد كل محاولات الصلح..
وقبل فترة قصة مماثلة – بالسعودية – فصلت فيها المحكمة لصالح الزوج..
ومن قبل ذلك قصصٌ… وقصص..
ومن بعد – أيضاً – ستكون قصصٌ… وقصص؛ فمع ظهور الدجال ظهر (دينه) هذا..
دينه الذي هو أفيون شعوب هذا الزمان..
دينه الذي يضل عن الدين… والزوج… والزوجة… والأبناء… والوعي… والنفس ذاتها..
دينه الذي أرى أن محاربته تكمن في زيادة قيمته..
في زيادة سعره…وتعرفته… تكلفته؛ وربما لأول مرة أطالب بإرهاق جيب المواطن..
فلا حل مع شعبنا سوى أن يُشق عليه في هذا..
فهو أكثر شعوب الأرض عبادة لهذا الدين… وأشد حباً له… وأقوى إيماناً به..
هل عرفتموه؟..
إنه المسـيح الجـوال..
أو الدجال!!.