الخرطوم- الصيحة
أثار مقطع فيديو قصير سجل داخل محكمة مدبري انقلاب 1989، حوى حواراً بين عضوين من هيئة الدفاع وتضمن الفاظا عنصرية ضد الصحفي لقمان احمد مدير التلفزيون القومي المقال وسباً للعقيدة، ردود فعل غاضبة وسط قطاعات واسعة من المجتمع، وحرك الساحة السياسية الراكدة، فيما بدأت جهات قانونية تحريك دعاوى قضائية ضد من نسب اليه الحديث وهو المحامي محمد شوكت رئيس هيئة الدفاع عن عبد الرحيم محمد حسين، وعضو هيئة الدفاع عن الانقلابيين، وفي ذات الوقت تبارت القوى السياسية والهيئات النقابية والانسانية في اصدار بيانات ادانة لما حدث، وكان شوكت قد نفى ما نسب اليه.
وقد حوى مقطع الفيديو بجانب التلفظ بعبارات عنصرية بحق لقمان احمد المدير السابق للتلفزيون لقمان احمد، وسب العقيدة، اساءات للثوار، كما تضمن عبارات تقلل من شأن الثورة ومن التظاهرات التي عمت البلاد لاحياء ذكرى سقوط المخلوع عمر البشير، عبر المتحدث عن غضبه من لقمان لسماحه بنقل التظاهرات على الهواء مباشرة من قبل تلفزيون السودان.
ادانات وغضب
وقد أدان حزب الأمة القومي في بيان تلقته الصيحة ما ورد بمقطع الفيديو، معتبرا ما تضمنه الفيديو يمس العقيدة ويكرس للعنصرية، وقال الحزب في بيانه: تابع الجميع اليوم فيديو عبر بث مباشر لحديث بين إثنين من محامي الإنقلابيين، تحدثا فيه بصورة عنصرية بغيضة عن مدير التلفزيون السابق السيد لقمان أحمد، إلى جانب تفوه أحدهم بسب العقيدة في نهار رمضان وتوجيه ألفاظ نابية وإهانات لفرسان الوطن الثوار والثائرات. واضاف: إن حزب الأمة القومي إزاء هذه الحادثة يدين بشدة هذا الحديث الذي يمس العقيدة ويكرس للعنصرية البغيضة ويطالب بالتحقيق في هذه الحادثة اللا أخلاقية من أشخاص يمثلون ركنا من أركان العدالة ويفترض فيهم القدوة الحسنة والمهنية وتجريم العنصرية لا التفوه بها.
وقال البيان: يوما بعد يوم يتضح للشعب وبجلاء بُعد هذه المجموعات المتأسلمة عن الشعارات البراقة التي يرفعونها “وهذا يبرر حالة الغضب الشعبي ضدهم ويؤكد على سوء نواياهم تجاه أبناء الشعب السوداني من الثوار والثائرات”.
واعلن حزب الامة تضامنه مع السيد لقمان أحمد، ودعم حملة تحقيق العدالة له لما تعرض له في هذا الفيديو، مشيرا الي أن التصدي للعنصرية ينبغي أن يتخذ أشكالاً ومسارات قانونية وثقافية وتعليمية وإعلامية تعلي من قيمة المواطنة والسودانية وتعزز كرامة الإنسان وكافة حقوقه.
تنمر وعنصرية
من جهتها أدانت الجبهة الثورية ما وصفته بالتنمر والعبارات العنصرية بحق لقما، وقالت في بيان تلقته الصيحة “بمزيد من الدهشة و الفجيعة استمع الشعب السوداني الي عبارات التنمر والعنصرية الصادرة من احد اعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في محاكمة مدبري انقلاب ١٩٨٩ بحق الاستاذ لقمان احمد المدير السابق للهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون “وأضاف البيان “الجبهة الثوريه تعلن تضامنها مع الاستاذ لقمان احمد وتدين بأغلظ العبارات هذا السلوك العنصري البغيض و تدعوا كل القوى السياسية و المدنية لإدانة هذا السلوك ونبذه”.
ودعت الجبهة في بيانها السلطات والجهات العدلية لتكوين لجنة تحقيق وتقديم المتورطين في هذة الحادثه المشينة الي المحاكمة
رفض خطاب الكراهية
الي ذلك، دانت اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين، ما حدث من إساءات دينية وعنصرية في حق الصحفي لقمان أحمد مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون المُقال، وقالت اللجنة في بيان “من مبادئي مهنة الصحافة الرافضة لخطاب الكراهية والعنصرية، تعلن اللجنة عن إدانتها وبشدة لما ورد من ألفاظ مسيئة من أناس كان أولى بهم تطبيق القانون على سلوكهم وحياتهم”.
وأضافت: “تؤكد التمهيدية تضامنها وتضامن كل الصحفيين مع الزميل لقمان أحمد، وتشدد على اتخاذ كل الإجراءات القانونية لمحاسبة المتورطين في الواقعة وتقديمهم لمحاكمة عادلة حتى يتم قبر مثل هذا المسلك الذي يثير الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، ويؤكد على استمرار بعض الجهات والأفراد في نهج الإساءة للصحفيين والصحفيات”.
حرق المجتمع
وفي ذات الاتجاه، دان مركز دارفور للعدالة الانتقالية ودراسات السلم، العبارات العنصرية، التي رددها أحد المحامين خلال جلسة محاكمة مدبري انقلاب 30 يونيو 1989، وحذر المركز من تنامي نزعات العنصرية والكراهية التي تستهدف حرق المجتمع وتحطيم الدولة وضرب تماسكها الوطني.
وطالب في بيان باجراءات عاجلة تجاه هذا الشخص وإيقاع اقصي العقوبات عليه، وسحب رخصة المحاماة منه نهائيا وإلزامه بالاعتذار علناً والتعهد بعدم تكرار ذلك.
وفي صعيد متصل، طالبت، حركة العدل المساواة، بإجراء تحقيق عاجل في فيديو العنصرية، وادانت بأشد العبارات الواقعة العنصرية التي صاحبت جلسات محاكمة مدبري إنقلاب 1989م
وقال بيان للحركة : إن صدور مثل هذه التصرفات و العبارات داخل المحكمة التي ينبغي أن تصان فيها كرامة الإنسان والمواطنة، انما يعبر عن استهتار من أطلقوا تلك العبارات بالمحكمة و القانون و الانسان.
ودعت الحركة بحسب بيانها إلى إيقاع أشد العقوبات ضد من تلفظوا بتلك العبارات وانتهكوا قدسية المحكمة وأساءوا الى المواطنة واستهتروا بقيمة الانسان، وقالت ” ان المواطنة المتساوية والعدالة وصون حقوق وكرامة الانسان من المبادئ التي لا يمكن الحياد عنها ويجب على الدولة ان تواجه بحزم كل من ينتهك تلك الحقوق والقيم دون تواني”.
لقمان يتحدث
وفي أول تعليق له اعتبر لقمان الإساءة التى وجهت له لا تستهدفه في شخصه بل تمتد إلى قطاع عريضا من السودانيين وإجزاء العالم،
وفي الاثناء أعلنت هيئة محامي دارفور في بيان عن نيتها تدوين بلاغ في مواجهة المحامين المتهمين بالمحادثة.
الفيديو مفبرك
وفي صعيد متصل، أصدرت هيئة الدفاع عن متهمي إنقلاب الإنقاذ، بيانا، نفت فيه بشكل قاطع صحة الفيديو المتداول والذي حمل اساءات عنصرية لمدير التلفزيون السابق لقمان احمد، وتعهدت الهيئة بملاحقة مفبرك الفيديو ومن روج بنشره.
قائلة ” نشير بأن ما تداولتـه بعض منصات التواصل الإجتماعي من نسبـة ما جاء في مقطع فيديــــو مجهول الحقيقـــة ومكذوب المحتوي إلي بعض أعضاء هيئة الدفاع بأنــه عمل لا يحترم العقل ولا حصافـة الإنسان السوداني ونؤكد بأن هذا الفعل لا صحة له ولم يتم ولم يتفوه أي من أعضاء هيئة الدفاع بتلك الألفاظ النابيـة وهي تعبير عن المنطق المتدني وضعف الحجة وعدم المواجهة ومقابلة الحجة بالحجة والجدال بالحسنى– إننا نؤكد بأن ما ورد من اساءات وكلمات لا تشبهنا ولا تشبه اخلاقنا ولا قيمنا ولا قناعاتنا التي نؤمن بها ونعمل من أجلها”.
شهادة شاهد
في مقابل، ذلك كشف المحامي الاسلامي، عضو المؤتمر الشعبي، احمد السنوسي، تفاصيل جديدة بخصوص مقطع الفيديو واكد في تدوينة على الفيس بوك ان صاحب الصوت الذي تلفظ بالالفاظ العنصرية هو المحامي محمد شوكت عضو هيئة الدفاع عن انقلابيي 89 ورئيس هيئة الدفاع عن عبد الرحيم محمد حسين، وهذا ما نفاه الاخير.