محجوب الخليفة يكتب : السودان مواجهات حاسمة
13 ابريل 2022م
—————————
▪️مرحلة متقدمة من المواجهات تنتظر المشهد السوداني خلال الأيام القليلة القادمة، وهي جميعها وليدة الصراع بين المكونين العسكري والمدني والذي نشأ منذ توقيع الوثيقة الدستورية وظهر للعلن فيما بعد وتطور إلى مواجهة دفعلت المكون العسكري لتنفيذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
▪️المواجهات الحتمية المنتظرة بين ثلاثة مكونات تتجاذب في السر والعلن طمعاً في إحكام السيطرة الكاملة على المشهد.
*المواجهة الأولى بين المكون العسكري والمجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
*المواجهة الثانية صراع داخل المكون العسكري نفسه.
*المواجهة الثالثة مواجهة حاسمة داخل المكون المدني أيضاً (تصاعد وتيرة الخلافات بين أحزاب الحرية والتغيير ولجان المقاومة والحزب الشيوعي)، والجديد هو أن جميع تلك المواجهات الحاسمة تفضي بالبلاد إلى احد ثلاثة احتمالات.
الاحتمال الأول
————
الانتصار للتحول المدني وتقليص دور المكون العسكري (نتيجة عقوبات دولية صارمة).
الاحتمال الثاني
————-
خروج السودان من دائرة التنازع بين كل الأطراف المذكورة أعلاه (المكون العسكري، المكون المدني وبعثة الأمم المتحدة وبندها الثاني) وظهور قيادة عسكرية تفرض هيبة الدولة وتسرع في تحقيق طموح الشعب ورغبته.
الاحتمال الثالث
—————–
الانفلات الكامل وحدوث كارثة الفوضى المسلحة والصراعات الدامية، داخل المدن والأحياء ليتحول السودان إلى ساحة لمعارك وصراعات مركبة، وتصفية حسابات للجماعات المتطرفة والقبائل المتنازعة وبعض الدول التي ظلت مخابراتها تنشط للاستفادة من انهيار السودان.
▪️وما يجعل حديثنا هذا أقرب للتحقق في إحدى حالاته هو عجز جميع الأطراف وضعف استجابتها لمقترح البعثة الأممية والخاص بقيام مؤتمر مائدة مستديرة يجمع ممثلي كل اهل السودان أحزاباً وقبائل ومنظمات مجتمع مدني بجانب المؤسسات العسكرية والأمنية لبحث المشكلة واقتراح حلول قابلة للتنفيذ، ثم تجاهل جميع الأطراف للمبادرة الوطنية التي شرحها البروفيسور محمد حسين أبو صالح بالتفصيل وهي مبادرة اشتملت على رؤية متكاملة للخروج من الأزمة والتوجه نحو بناء دولة المؤسسات المعتمدة على العلم والتخطيط الاستراتيجي الشامل.