منى أبو زيد تكتب : في العلاج والفتوى..!
12 ابريل 2022م
“أيها النوم إنك تقتل يقظتنا”.. وليم شكسبير..!
هل تعلم أن هنالك آراءً فقهيةً، مُوثّقة في أضابير فتاوى أهل العلم، موضوعها الرئيسي هو “الطلاق بسبب الشخير”؟. أسئلة حائرة لرجال ونساء عدول، مكلفين، على غرار “هل يجوز للرجل طلاق المرأة التي تشخر في أثناء النوم، وهل يجوز للمرأة طلب الطلاق بسبب شخير زوجها”؟. فتاوى – رأسها عديل! – موثقة على غرار “ليس الشخير أثناء النوم من العيوب التي تبيح فسخ النكاح بين الزوجين، ولكن إذا كان أحد الزوجين يتضرّر من شخير الآخر ضرراً واضحاً، كما في بعض الحالات التي قد يتعذّر معها النوم في مكانٍ واحدٍ، ففي هذه الحال يكون الشخير مُبرّراً للزوج في إيقاع الطلاق، وعذراً للزوجة في طلبه من الزوج”..!
تتناقل المواقع الإلكترونية مثل هذه الفتاوى باطمئنان محير، لا يقل إدهاشاً عن حيرة السائلين. ومن باب التدليل – أو التشديد – على وجوب تحقق الأذى من الشخير ليكون سبباً للطلاق، ساق أحد المنبرين للفتوى حديث ثوبان عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم “أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة”، مدخلاً الشخير بصوت عال في قبيل البأس الذي لا يحتمله بعض الناس..!
بينما كان الأجدى بالمفتي الذي نصح بافتراق الزوجين في أوقات ازدياد نوبات الشخير – بعد أن أفتى بجواز الطلاق في حال تعذّر احتمال أحدهما لشخير الآخر – أن يوصي بفراقهما في ساعات سواد الليل “أي في أوقات النوم الطويل الذي يكثر فيه الشخير” عِوَضَاً عن أن يفتي بجواز الفراق الأبدي بسبب الشخير. إذ هل يُعقل أن يفترق زوجان عاقلان، بالغان، حران، مكلفان بسبب الشخير..؟!
البعض قد يقولون بلى!. على كل حال، وحفاظاً على مناخات القفص الذهبي من هجمات بعض الأزواج من عشاق الفتاوى الغريبة، فتح الله على المشخرين والمشخرات بعلاج بريطاني الجنسية، قرأت عنه قبل سنوات ولست أدري ماذا فعل الله بانتشاره. العلاج قوامه حقنة رخيصة، لا تتجاوز تكلفتها الجنيهات الثلاثة، وتمنع الشخير مدة عام كامل. خلال دقيقتين فقط، يتم حقن المريض – بعد أن يعطى مخدراً موضعياً – بالعقار الجديد الذي يتمركز بنهاية سقف الفم، مخترقاً غشاءه الرقيق، مكوناً بذلك بعض الندوب التي توقف الاهتزازات المسببة للشخير.. فاعلية الحقنة المعجزة ثبتت بعد تجربتها على أكثر من ثمانين بالمائة من المرضى، ويمكن استخدامها ثلاث مرات سنوياً، ولكن جُرعة واحدة منها تكفي المريض – في الغالب – مدة عام..!
يقال بأنّ حقنة الشخير تلك هي أهم الفتوحات الطبية لهذا القرن، وباللجوء إليها يتم إجهاض الكثير من حالات الطلاق. وبفضلها تفقد الكثير من أجهزة التسجيل فوائدها العملية “يلجأ بعض الأزواج إلى أجهزة التسجيل لإثبات شخير الطرف المنكر”. والأهم من هذا وذاك أننا سوف ننعم ببطلان فتاوى جواز الطلاق بسبب الشخير..!