لوّح بـ”إجراءات” في الفترة القادمة.. تصريحات لـ(أبو هاجة) بشأن “التلفزيون القومي”
الخرطوم- الصيحة
قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، العميد د. الطاهر أبو هاجة، إن المادة الإعلامية المبثوثة عبر القناة الرسمية للدولة (تلفزيون السودان) بلا شك هي محل إهتمام ومتابعة من كل الجمهور السوداني والرأي العام العالمي ومن الضروري أن تكون هذه المادة قائمة على المبادئ العامة لاستراتيجية الدولة الإعلامية المرسومة على ثوابت متفق عليها بين كل السودانيين، وغير مقيدة بذهاب مديري المؤسسات الإعلامية الحكومية أو بقاءهم في مناصبهم.
وأوضح أبو هاجة في تعميم صحفي، أن الخطوط الحمراء في الدول ذات السيادة ليست خطوطاً كنتورية وهمية اخترعتها وفرضتها تعليمات عسكرية وإنما هي خطوط حقيقية نابعة من وجدان الشعوب المحبة لأوطانها ومؤسساتها العسكرية كما هو حال الشعب السوداني.
وذكر أن الفطرة السليمة هي أن يكون المدنيون من أبناء شعبنا أكثر حرصاً من العسكريين على سيادة الدولة وهيبتها لذا يغضبون عندما يجدون أن تلفزيونهم القومي يتجاهل أخبار القوات المسلحة أو يفتح المجال للتعرّض لها ولقادتها بصورة غير جميلة كأن تبث أخبار القائد العام في ذيل النشرة الرئيسة وهو رئيس البلاد والتلفزيون مملوك لحكومة السودان.
وقال “كانوا يحاجوننا بأن للأخبار الأخرى أهمية دون أخبار رئاسة المجلس السيادي، فتعجبنا أي أهمية تلك التي تضع رأس الدولة في ذيل الأخبار، إن تراتبية بروتوكول الأخبار كان يمكن أن يأخذ معيار عدم أهمية أخبار رئاسة الدولة إذا كانت الوسيلة الإعلامية التي تبث الخبر خاصة، ولكن تلفزيون السودان وسيلة حكومية تخضع لبروتوكول الدول وتحفظ قيمة المقامات الوظيفية فيها”.
واعتبر أبو هاجة أنه من الغريب أن القنوات الخاصة تضع اعتباراً وتهتم بالبروتوكول ووضعية المناصب السيادية والتنفيذية في الدولة أكثر من القناة الرسمية أحياناً، هذا فضلاً عن تضخيم المظاهرات وتوجيه القناة الرسمية لدولة لتسبح عكس التيار والواقع.
وقال المستشار الإعلامي، إن عدم اهتمام التلفزيون القومي بتحرير الفشقة وزيارات القيادة العسكرية لها وتسخير القناة الرسمية واستخدامها بصورة واضحة واستغلالها لتعمل ضد الدولة وضد الحكومة وضد رأس الدولة بلا شك أمور يرفضها كل وطني غيور، وقال “أروني في أي دولة يحدث هذا؟!”
وأضاف “انظروا إلى كل دول الجوار بل انظروا لتاريخ اعتى الديمقراطيات والديكتاتوريات فهل ستجدون مثل هذا؟!”
وتابع “هل سيحدث مثل هذا في بريطانيا أو النمسا أو ألمانيا أو أمريكا أو روسيا وبينكم الآن الحرب الروسية الأوكرانية وكيف يتم توظيف الآلة الإعلامية الوطنية في خدمة أهداف الدولة العليا”.
وأكد أبو هاجة أن الخطوط الحمراء ليست وهمية وإنما هي موجودة في كل العالم، ونوه إلى أن الفترة القادمة سيكون هنالك تفعيل لميثاق الشرف الصحفي وتفعيل القوانين واللوائح التي تحكم عمل كل القنوات الإعلامية وغيرها، لا للحد من الحريات وإنما للحد من الفهم الخاطئ للحريات وجرائم النشر، ولابد أن يكون هذا الأمر أمراً جلياً واضحاً”.
وأشار إلى أن تجربة “قحت” الأولى كانت خارج المألوف، حيث أتت بما لم يأتِ به الأوائل، وقال “تلك أمة خلت لها ما كسبت ولا نسأل عمّا كانوا يعملون”.
وأوضح المستشار الإعلامي، أنه سيتم تطوير القنوات الإعلامية القومية حتى تصبح جاذبة للمتابعة بما تقدِّم من برامج جذابة تتصف بالمهنية العالية والوطنية التلاحمية وعملها المخلص من أجل تماسك الجبهة الداخلية وعملها الدؤوب لسد الذرائع والاهتمام بالمشروعات التنموية الكبرى ومعالجة قضايا الاقتصاد والتوافق الوطني والتنمية والطفل والمرأة والمشروعات الزراعية الضخمة والاهتمام من قبل ومن بعد بالأمن القومي لأن التفريط فيه إنما هو هلاك للعباد والبلاد وغيرها من البرامج التي تبعث الأمل وتشحذ الهمم وتخرج السودان من أزمته الحالية.
وشدّد على أن تصحيح مفهوم مدنيين وعسكريين يحتاج لهمة وإخلاص إعلامي يبين أن الجيش خرج من رحم الشعب والشعب هو السند الحقيقي لمؤسسته العسكرية، فلا مدنية يمكن أن تتطوّر وتنمو دونما جيش قوي بمعنويات عالية وثقة في القيادة وإحساس حقيقي بوجود الشعب في ظهره معضداً وداعماً.
وقال “مطلوب من التلفزيون القومي دور كبير، ولابد أن نتكاتف جميعاً حتى ينجح”.
وأضاف “فتح أبواب الحوار الإعلامي وتفعيل الورش العلمية للخروج برؤى وفهم جديد يوطِّن للحرية والديمقراطية دونما إفراط أو تفريط أمور مهمة تعبِّد الطريق نحو تحول ديمقراطي حقيقي يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يبعث الأمل لا الإحباط”.