محجوب الخليفة يكتب : السُّودان.. تنازع الكروت المُحترقة
11 ابريل 2022م
▪️ويبقى السودان وطناً محزوناً بفعل أبنائه، وإصرارهم على أن يظل وطناً حبيساً، منهكاً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، فلا أحدٌ يحرص على حق الوطن عليه، ولا أحدٌ يرغب في تغليب مصلحة السودان على مصالحه الشخصية أو الحزبية أو القبلية أو الجهوية الضيِّقة.
▪️المُؤسف أن يسقط السودان تحت وطأة تنازع أصحاب الكروت المُحترقة أصلاً، وهم بلا محاباة أهل اليسار المتهور واليمين المتطرف، والحركات المتمردة دائماً، والشواذ أصحاب الأجندات المكروهة، وعملاء الدول والمخابرات الأجنبية، والأجانب الذين تسلّلوا في غفلةٍ ليتصدّروا المشهد ونعني بهم مجهولي الهوى والهوية، وكل هؤلاء جميعاً يعتقلون الوطن والمُواطنين، ويمسكون بتلابيب البلاد ويخنقونها بلا رحمة.
▪️والمُخيف أنّ أصحاب الكروت المحروقة قد تسلّلوا وسط حشود الثوار، وكأنّهم هم صناع الثورة، كما أنهم تسلقوا إلى مواقع السلطة فأصبحوا هم أصحاب القرار، فتحوّل المشهد العام بملامح الفوضى المتصلة والبطش القاتل ليكون المشهد قريباً جداً من الفوضى الخلاّقة، ليدفع الشعب السوداني فاتورة الدم والدموع والغلاء والمُعاناة والتعب والجوع.
▪️ولعل دليلنا على تنافس وتنازع أصحاب الكروت المحترقة، لا يحتاج إلى بحثٍ، وإنما هو واضحٌ في تزامن إفطار الإسلاميين الذي شهدته ساحة الحرية أو الساحة الخضراء مساء أمس وعشية انطلاق مظاهرات السادس من أبريل المحدد لها اليوم، وتزامن ذلك مع مؤتمر صحفي غريب لمجموعة أردول والتوم هجو وعسكوري، المنتمون للحرية والتغيير مجموعة الميثاق، مع حادثة قذف صحفية مناصرة للتطبيع مع إسرائيل حذاءها تجاه منصة التوم هجو وأردول.
▪️اليمينيون أظهروا دولة الفساد، واليساريون يرغبون في سيادة دولة الانحراف والانحلال والفسوق والعصيان (مجتمع المثليين والسحاقيات والغلمان)، والعياذ بالله، والحركات المسلحة، والعملاء يضمرون سرقة الوطن بأكمله.
فجميع من ذكرنا آنفاً هم ضد الوطن ، ولا سبيل للخلاص إلا على يد مُنقذ صاحب ولاء وطني معتدل ، يكنس كل أصحاب الكروت المحروقة، ويُعيد للسودان كرامته ومجده وهيبته بين دول العالم، وينتصر للسواد الأعظم من الشعب السوداني المكلوم.