لا يتجادل اثنان، في أن حملةً منسقةً داخلياً وخارجياً، استحكمتْ حلقاتُها، وحدّدت أهدافها، وأُخرجت أسيافَها من أغمادِها، تستهدِف قوات الدعم السريع، وقائدها نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان دقلو، في محاولة لتلويث سمعة هذه القوات بكل جُرم ونقيصة، وتشويه صورتها والتحريض ضدها، ولَم يسبق في تاريخ السودان أن واجهَت جِهةٌ حرباً قذرة كما تدور اليوم، قد يستحثها في المقام الأول حقدٌ دفين ومُقيم بين الضلوع، ليس بسبب الموقف السياسي الذي تُعبّر عنه بعض القوى السياسية التي تعتقد أن الدعم السريع يقف غُصّةً في حلوقها، إنما بسبب التصنيف الجغرافي لهذه القوات كما يظهر في شبكات التواصل الاجتماعي التي تقيّحت بكل سوءٍ ومنشورٍ ومنبوذ.
تعمُّد تشويه صورة الدعم السريع له أبعادُه السياسية وربما الاجتماعية، كما هو شاخِص في ما يُعبّر عنه بعض الموتورين ممن يقودون حملة الأبلسة لهؤلاء الشباب الأشاوس منتسبي الدعم السريع، وهو للأسف انحدار وانحطاط جديد من مُضاعَفات المرحلة الراهنة التي عاد فيها كثير من الناس إلى انتماءاتهم الدنيا، ولَم يعلُ فوقها نحو آفاق الوعي والقيم الإنسانية الأرفع التي تجعل الإنسان بمقدار كسبه وجهده وأثره، ووقع كثير من الكتّاب والمدوّنين ووسائل الإعلام في غمرة الحقد الأعمى في المحظور والمُستَبشَع، بقصد إظهار صورة القوات التي ناصرَت الشعب وحمَته ودافعَت عنه، كأنها رديف للقتل وسفك الدماء وغيرها من التهم الجاهزة التي تُوزَّع جزافاً.
السبب الرئيس وراء حملة تشويه الدعم السريع، هو موقفها وقائدها من تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد، والموقف الواضح من عملية الابتزاز التي تُمارسها بعض الأحزاب السياسية، وخاصة اليسار لترهيب الخصوم السياسيين، والضغط على المجلس العسكري وإقصاء الآخرين من المشهد السياسي، فموقف قيادة الدعم السريع ونائب رئيس المجلس العسكري وأحاديثه الصريحة عن العبث الذي يُمارَس في الساحة السياسية، وصراحته في توضيح الصورة الكاملة لما يدور في البلاد، هي التي دفعت زُمرةً من مُدَّعِي النضال لسن سكاكينهم، ظناً منهم أنهم سيذبحون الدعم السريع إعلامياً، ويمرغون سمعتها في التراب والوحل، وما درى هؤلاء أن الدعم السريع قوات منضبطة تُمثّل كل مناطق السودان، فهي ليست مليشيا ولا مجموعات خارجة عن القانون، هي قوات تكوّنت بقانون تمّت إجازته بواسطة نواب الشعب في البرلمان، وتلتزم في عملها وفِي منهج تشغيلها بأعلى درجات الانضباط المهني العسكري، الذي شهد به الجميع في الداخل والخارج، ولديها نظام رادِع لأي مُخالفات ومُحاسبة زاجِرة عند كل تقصير وتجاوز.. فمن الظلم إلصاق كل تهمة بهذه القوات دون دليل يُقيم الحجة ويكذّب الادعاء.
والغريب أن من يحاوِلون تلطيخ سمعة الدعم السريع ويسوقون التهم داخلياً وخارجياً بدعمٍ من جهات إعلامية، ومنظمات غربية مشبوهة، هم ذات الأشخاص والجهات التي حاولت مغازلة الدعم السريع والتغنّي بدورها عندما انحازت للشعب، وقامت مع القوات المسلحة والأمن والشرطة بتغيير وإسقاط النظام السابق..! فعندما شعروا أن الدعم السريع قوات لا يمكن إلا أن تكون في الموقف الصحيح لا تقبل بالفوضى أو جر البلاد إلى مستنقع الفتنة والخراب، تجمّعوا جميعاً ضدها وبدأوا في تشويه صورتها… والتجنّي عليها.
لهؤلاء نقول، إن الدعم السريع باقِيةٌ وراسِخةٌ وقويةٌ بسمعتها الناصعة كمدافع عن وحدة البلاد وسلامة ترابها، وهي الحارس مع القوات المسلحة لهذا الشعب والضامن لأمنه في كل الظروف وأمام كل التحديات..
نحن نعلم أن مثل هذه الحملات المسعورة ضد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن، وهي أهم مؤسسات الدولة في بلادنا، ستستمر دون توقّف، ولن ينتهي الاستهداف، إلا إذا حقّق أهدافه بانهيار الدولة السودانية، وذهاب ريحها.. لكن هيهات لن يحدُث ذلك وجميعُ هذه القوات على قيد الحياة…