بعد تبرئة قيادات الحزب المحلول .. المسرح السياسي.. اللعب على المكشوف!!
تقرير: صلاح مختار 9 ابريل 2022م
بعد أن أطلقت المحكمة المختصة مؤخراً، سراح قيادات المؤتمر الوطني آخرهم إبراهيم غندور رئيس المؤتمر الوطني المحلول، يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير أحمد حضرة، إن اللعب السياسي الآن أصبح على المكشوف.
وقال حضرة في حديثه لـ(الجريدة): إن إطلاق سراح قيادات المؤتمر الوطني وتبرئتهم جزء من هذه اللعبة السياسية التي حدثت في الخامس والعشرين من أكتوبر، مشيراً إلى أنهم لم يندهشوا إذا تم إطلاق سراح البشير رسمياً. ونفى في ذات الوقت وجود أي اتجاه للتسوية بين قوى الحرية والتغيير والانقلابيين كما سمّاهم، وقال: نحن مع الشارع الثوري ولجان المقاومة وجلسنا معهم ونعمل على الوحدة في العمل والمُقاومة.
الحرية والتغيير
ولأن السجال السياسي أصبح كذلك على المكشوف، فلا نندهش من جلوس قيادات في الحرية والتغيير مع المجلس السيادي أو من ينوب عنه، حيث كشفت تقارير عن اجتماع بين عضوين في مجلس السيادة السوداني هما الهادي ادريس والطاهر حجر مع ممثلين لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الأسبوع الماضي، ويعتبر اللقاء الأول من نوعه منذ إجراءات 25 أكتوبر من العام الماضي.
حيث يمثّل الهادي إدريس والطاهر حجر، عضوي المجلس السيادي، تحالف الجبهة الثورية المُشكّل من أحزاب سياسية وحركات مسلحة وقّعت اتفاق سلام مع الحكومة في عام 2020 بجوبا عاصمة دولة الجنوب وتطرح حالياً مبادرة وطنية للحوار بين الأطراف السودانية لحل الأزمة ما بعد إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
تنسيقية مدنية
وفي منحى ذات صلة بالمسرح السياسي المكشوف، أكدت قوى الحرية والتغيير أنها تعمل بكل جدٍّ في ملف وحدة قوى الثورة والتغيير من الأحزاب السياسية ولجان المقاومة وتجمُّع المهنيين السودانيين والقوى المدنية المقاومة لإجراءات البرهان. ودعت قوى الحرية والتغيير في بيان لها كل القِوى الثورية لتشكيل جبهة وتنسيقية مدنية موحدة، ولفتت إلى أن الشرط الحاسم وكلمة السر لهزيمة إجراءات البرهان هي وحدة قوى الثورة والتغيير في جبهة مقاومة شعبية عريضة بقيادة موحدة.
الحديث السابق لقوى الحرية والتغيير، هو نفس المضمون الذي أطلقه رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، الذي وجّه نداءً لقوى الثورة بالشروع الفوري في تكوين مركز موحد عبر جسم تنسيقي بقيادة سياسية موحدة لإنهاء ما وصفه بالانقلاب العسكري على حد قوله. وأوضح الدقير أن ذلك يأتي ضمن جبهة عريضة لا تذوب فيها الأطراف وإنما يبقى كل طرف بما يمثله. ودعا رئيس حزب المؤتمر السوداني في مقال منشور على “فيسبوك”، لأن يتّفق المركز الموحد على رؤية سياسية مشتركة. وأن يتضمّن الاتفاق ترتيبات دستورية تنشأ بموجبها سلطة مدنية تباشر إنجاز مهام الفترة الانتقالية العالقة وتمضي بما تبقى منها نحو انتخابات عامة حرة ونزيهة بنهايتها.
البعثة الأممية
كذلك المسرح السياسي المكشوف الآن ينشط فيه الاتحاد الأفريقي والبعثة الأممية، حيث يصل مبعوث الاتحاد الأفريقي ود لبات للبلاد ومواصلة جهوده بين الفرقاء السودانيين للتوصل الى تسوية سياسية وإنهاء الازمة بالبلاد. ويعمل الرجل كما هو معلومٌ بالتنسيق مع البعثة الأممية التي يترأسها فولكر بيرتس. ولكن من الأشياء المطروحة في الساحة السياسية السباق المحموم مع الوقت لتشكيل حكومة مدنية لإكمال الفترة الانتقالية وهو ما جاء في الاجتماع الذي جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ووفد من الجبهة الثورية الذي أكد على ضرورة التوافق على تعيين رئيس وزراء للحكومة الانتقالية للبدء في مُناقشة قضايا عديدة بما فيها الانتخابات.
كذلك كشفت مصادر تابعة للاتحاد الأفريقي أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان طمأن الاتحاد بأن كافة الإجراءات لتعيين حكومة تكنوقراط، واختيار رئيس الوزراء قد اكتملت في الاجتماع الأخير مع أطراف العملية السلمية الموقعة لاتفاق جوبا لسلام السودان.
وأكدت المصادر أن الاجتماع حسم شكل الحكم، والجهات التي يتشكّل منها المجلس التشريعي الانتقالي، ومفوضية الانتخابات ومفوضية الترتيبات الأمنية، وإنشاء مفوضية مكافحة الفساد بديلاً للجنه إزالة التمكين للخروج من حالة التوهان السياسي إلى بر الأمان والاستقرار.
وفي السياق، أكد العميد الدكتور الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، تشكيل واقع سياسي جديد خلال الفترة القادمة بالاستفادة من كل المُبادرات الوطنية الخالصة التي تقودها الكيانات والجهات السودانية الحادبة على مصلحة السودان واستقراره والعاملة على إنجاح الفترة الانتقالية، وأضاف أن تشكيل الحكومة القادمة بكوادر خلاقة همّها السودان أمر يمثل رغبة وخيارات الأغلبية الصامتة التي تأذّت من الفوضى والهمجية السياسية.
رئيس وزراء
ويرى خبراء أن الواقع السياسي السوداني أصبح على المكشوف، ليس فيه أي مواربة في ظل الانقسام والتشظي وتعدد المبادرات، وأكدوا أن توافق المكون العسكري وأطراف العملية السلمية المُوقّعة على اتفاق جوبا لسلام السودان على تعيين رئيس الوزراء لاستكمال الفترة الانتقالية دفعت حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي إلى قبول خطوات التوافق الوطني لبناء الثقة بين شركاء الفترة الانتقالية في السودان.
وجزم المحلل السياسي د. أبو بكر آدم أن الساحة السياسية الآن أصبحت غير واضحة الملامح وغير موحدة على اهداف حقيقية، ولذلك نجد دعوات الى وحدة القوى السياسية والى مركزية موحدة لها. وقال لـ(الصيحة) إن الساحة السياسية الآن مكشوفة لتوقعات وسيناريوهات متعددة, بسبب الخلافات والتباينات بين القوى والأحزاب وتعدد الأطروحات والمبادرات التي بلغت أكثر من (30) مبادرة, ولذلك كما قال نجد أن الجميع يلاحق الوقت كي يقدم ما يستطيع من مقترحات. وأضاف ما يزيد الساحة اشتعالاً إطلاق سراح قيادات المؤتمر الوطني وهو أمرٌ يضيف الى الساحة سخونة، خَاصّةً أنّ الوقت لا يسعف الجميع في إنجاز ما يُمكن إنجازه، وبالتالي حتى اذا أقدم الرهان لتشكيل حكومة مدنية فإن الأمر يظل كما هو عليه من التظاهرات والاحتجاجات، واستبعد آدم في ظل الشرود الذهني للقوى السياسية التوصُّل إلى وحدة مركزية فيما بينها لأنها لم تتفق على الثوابت التي تجمعها فكيف تجلس لتغيير الواقع..؟