فتح الرحمن رمضان (كاجكو) يكتب : أسر شهداء قرية تريرة تُناشد السيادي
8ابريل 2022م
لَقَد كَانَت فَاجِعة منطقة تريرة بمحلية السوكي ولاية سنار، مأساة بحق وحقيقة، خاصةً وأن الأمر تمثل في فقدان 17 شخصاً من أسرة واحدة قضوا نحبهم غرقاً في عرض البحر في ظل بدائية وتقليدية وسائل العبور الى الضفة الأخرى من النيل الأزرق طلباً للرزق الحلال.
وبرغم التعاطي الإعلامي الكثيف للحادثة من قبل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، الا اننا نعيب ونرفض بشدة ردة فعل الحكومة المركزية متمثلة في المجلس السيادي الانتقالي بمكونيه المدني والعسكري، وحتى تفاعل الأحزاب السياسية بمختلف مكوناتها كأن كل أولئك ليسوا بقدر الحادثة، ولم يتكرّم المجلس السيادي ولو بإعلان تعزية أو احتساب لأولئك الشهداء، ناهيك عن إيفاد ممثل له لأداء واجب العزاء، خاصةً وأن الأمر لا يحتاج لركوب طائرة خاصة!!
وطيلة الأيام الفائتة ظلت أسر المفقودين في مياه النيل الأزرق إثر حادثة غرق 23 فتاة نتيجة للتيار الجارف.
ظلوا يطلقون المُناشدات لرئيس مجلس السيادة ونائبه وأعضاء الحكومة المركزية بضرورة الإسراع في تسخير إمكانيات الدولة المتمثلة في فرق الإنقاذ المُؤهِّلة والمدربة وتوفير الأجهزة والمعدات المتقدمة في هذا الشأن.
وحتى كتابة هذه الأسطر وبعد مرور أكثر 4 أيام على الحادثة، تم العثور على 13 جثة فقط من جملة الـ23، ولم يتم التمكن من إخراج الـ10 جثث نتيجة لصعوبة مكان الحادث وسُرعة تيار مياه النيل المصحوبة برمال متحركة، مما زاد تضجر وتذمر أهالي المنطقة ولسان حالهم أين ذهبت إمكانَات الدولة في مثل هذه الظروف؟!
واصفين أن حادثة الطفل المغربي ريان الذي يبلغ من العمر ٣ أعوام شغلت الرأي العام العالمي ونالت تعاطف كل إنسان في نفسه ذرة إنسانية، لا سيّما أن حادثة تريرة راح ضحيتها 23 من فتيات وطفل واحد و17 ضحية من أسرة واحدة أسرة العم أبكر (كافي)، وما زال الحزن يُخيِّم على جميع أرجاء تريرة والقرى المجاورة الذين لا حول لهم ولا قوة غير التضرع الى الهن تعالى بالدعوات الصادقات بأن يجمع بجثث أبنائهم فلذات أكبادهم ليقوموا بإكرامهم ويواروا جثامينهم الطيبة الطاهرة.
ولا بُدّ هنا التطرُّق للدور الفاعل للسيد عوض الشايقي أحد أبناء المنطقة الفاعلين، وأن الحكومة المحلية المتمثلة في المدير التنفيذي ومدير جهاز المخابرات العامة ، بمحلية السوكي والوفد الولائي برئاسة أمين عام الحكومة واللجنة الأمنية قاموا بجُهد يستحق الشكر والثناء من خلال متابعتهم لتفاصيل عمليات فرق الإنقاذ الشعبية لأبناء وشباب تريرة والقرى المجاورة ودعم الأسر ببعض المواد الغذائية وتخصيص تيم شرطي للوقوف على آخر المستجدات، وأيضاً شكروا جميع الوفود القادمة من داخل الولاية وخارجها من عُمد ومشايخ ونُظّار لمواساتهم في فقدهم الجلل.
في ظل ضعف قدرات ومقدرات الحكومة المحلية التي ليس لديها من الإمكانَات الكافية والأجهزة والمعدات المُتطوِّرة التي تستخدم في هذه الظروف والتي تعينها في القيام بعملية البحث عن الجثث بصورة أسرع.
ونلاحظ تحرُّكات نفير مدينة السوكي بالتنسيق مع الجهات الرسمية بتشكيل لجنة مُختصة تضمّنت عدداً من الخبراء في مجالات مختلفة من أبناء المنطقة للمواساة وتقديم واجب العزاء وبعض الدعم العيني لأُسر المتضررين والبحث في الحد من مثل هذه الكوارث التي تحصد الأرواح وتسرق أحلام الشباب الذين يسعون لمُساعدة ذويهم وأُسرهم من الكسب الحلال مع إمكانية طرح عدد من المبادرات للتوعية بمخاطر مياه النيل الأزرق وضرورة استخدام معدات السلامة في كل قارب أو مركب يُستخدم لنقل المُواطنين.