8 ابريل 2022م
- منذ فترة غادر الزعيم محمد عثمان الميرغني السودان مغاضباً واستقر في القاهرة تحت عناية ورعاية مصرية كاملة الدسم.
- صام سيادته عن التصريحات السياسية طوال فترة اختبائه واختفائه عن اتون الواقع الملتهب بالرغم من هزات عنيفة شهدها السودان.
- ويبدو ان الزعيم اطال الله عمره، قد ظل يعاني من مرض كان واحداً من أسباب إطالة بقائه في مصر بغرض متابعة العلاج لذاته، ولحزبه الذي تشظى وأصبح يترنح في مواجهة عصار السياسة الذي ضرب السودان.
- ولأسباب ذات صلة بتآكل رصيدها الجماهيري والنضالي أصبح موقف الأحزاب الطائفية من مجريات الأحداث في السودان محل سؤال واستقصاء وربما حيرة وحسرة على تراجع نفوذها وعجزها عن القيام بأدوارها التي تحولت الى ارشيفية.
- ومع بقائه بعيداً عن مجرى نهر المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان، ها هو الزعيم يصر على الخروج من تحت أنقاض النسيان معلناً رغبته في العودة الى السودان، كما أعلن عن نيته اثناء زيارة البرهان له بمقر إقامته بالقاهرة.
- مع كامل الترحيب المستحق والواجب بعودة الزعيم الطائفي. من حقنا ان نتساءل عن ماهية الآمال المنتظر تحقيقها من عودته الى الخرطوم على الصعيد السياسي المأزوم؟ والاقتصادي المنهار؟ والاجتماعي المتفسخ؟ والٲمني المحاصر بالمهددات؟؟
- من واقع تقييم محايد لكثير من المتغيرات على الأرض في السودان، فإن عودة الزعيم لا تعدو أن تكون مجرد استجابة وجدانية لحالة حنين طاغ الى ارض النيلين، وسط حفاوة المريدين.
- وليت الزعيم يدرك وأثق تماما بأنه مدرك لحقيقة ان كيمياء السياسة قد افرزت الكثير في جسد دولة السودان، لدرجة ان خارطة بيولوجيا السياسة فيها قد اكتسبت مناعة كافية ضد كل موروثات الماضي وفي مقدمته الأحزاب الطائفية رغم أنف ثقلها الجماهيري.
- وبحكم منطق الاشياء وموضوعية علم التاريخ فإن الاحزاب تشيخ وتهرم كما بقية المخلوقات. ولتفادي هذا المطب والمأزق قام الزعيم وهو في القاهرة بتعيين نوابه الأربعة.
- ونأمل عبر اجراء تعيين النواب الأربعة أن ينجح عطار زعيم الحزب الاتحادي في اصلاح ما افسده الدهر.!! رغم ان كل المؤشرات على الارض تقول ان الخطوة لا تعدو ان تكون مجرد حسن ظن في المستقبل لا أكثر.!!