انسحاب أسرار بابكر جعلنا نتحسر كثيراً على فقدان فنانة فرضت وجودها وأصبحت (مدرسة أدائية) .. وذلك بفضل قدراتها الصوتية الفذة والخارقة والتي صقلتها بالعلم من خلال كلية الموسيقى .. وهي نموذج باذخ لاشتراكية (الموهبة والعلم) فكان الناتج فنانة بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى. صحيح أن أسرار بابكر انسحبت من الساحة الفنية ولكن هذا لا يمنع أن نتذكرها .. وتبدو المفارقة غريبة ومستغربة حينما يكون (الغياب) أفضل من (الحضور) .. وأسرار أكدت ذلك واقعاً محسوساً وملموساً ولم تترك لنا خيارات سوى أن نتوقّف عندها (بالذكرى الطيبة) هي والفنانة القامة (حنان النيل) .. وكلاهما يُشكِّل غياباً أفضل من حضور الكثيرات اللائي يمارسن الهرج والفوضى الفنية ـ في حد جاب سيرة إيمان لندن ــ.