الروائي والقاص مبيور شريلو بول لـ”الصيحة” : رائحة البارود أول رواية صدرت لي ولديّ مجموعة قصص قصيرة بعنوان خوازيق السلطان
حوار/ عائشة الزاكي 6 ابريل 2022م
الروائي والإعلامي مبيور شريلو بول كاتب وقاص من دولة جنوب السودان، عمل في العديد من البيوتات الإعلامية والآن مراسل لقناتي الحدث والعربية بجنوب السودان، صدر له عدد من الروايات.. ويشير الى ان الجنوب في السابق عرف بالحركات المسلحة، والآن عرف بالحركات المسلحة بالثقافة والفن والأدب، جمع في الكتابة ما بين الفصحى العامية السودانية، “الصيحة” التقته في هذا الحوار بعد تدشين رواية رائحة البارود والى مضابط الحوار:
متى بدأت كتابة قصص الرواية عند مبيور؟
بدأت علاقتي بالكتابة في المرحلة الثانوية وكانت عبارة عن محاولات شعرية كنت أشارك بها على مستوى النشاطات التي كانت تقام في الكنيسة فكانت هي تلك بدايتي بالكتابة عموما، اما على مستوي كتابة القصة بدأت في العام ٢٠١٢ وهي ايضا كانت عبارة عن محاولات لعكس الواقع المعاش سياسيا واجتماعيا.
كما تعلمين ان جنوب السودان بها الكثير من الموضوعات والقضايا التي في حاجة الى عكسها سواء عن طريق كتابة القصة او الرواية او حتى القصص الخبرية ووجودي بها على مدار الستة عشر عاماً جعلني اتعايش مع واقعها السياسي والاجتماعي وحتى الثقافي منها ، و التي لا تخلو من المعاناة اليومية التي تواجه إنسان هذا البلد الذي كثيراً ما حاولت ولا تزال تحاول النهوض، ولكنها تصطدم بعبث السياسيين .. الذين حاولوا تجريدها عن كل ما هو جميل.
جنوب السودان عبارة عن لوحة فنية غنية بجماليات متنوعة .. اذا ما استخدمت وروّجت بشكلٍ واسعٍ .. فإنّها بلا شك ستكون محطة انظار الفنانين سواء كانوا كُتابا أو إعلاميين ويشير الى ان هناك وجها جميلا آخر لجنوب السودان، خلافاً لوجه الحرب والصراعات التي طفت على المشهد العام من خلال الكتابة الموضوعية يمكن ابراز هذا الجانب المخفي.
* عدد القصص والروايات التي كتبتها؟
مازالت في طور البداية .. عبرك ارسل تحياي لكتابنا الأجلاء في كتابة الرواية والقصة .. الصيدلانية استيل قيتانو والأستاذ آرثر غبريال انهما يمثلان جنوب السودان خير تمثيل في كتابة الرواية والقصة القصيرة.
صدر لي رواية العام الماضي بعنوان رائحة البارود وهي اول اعمالي الادبية والفنية، تناولت سلسلة من الأحداث المتسلسلة التي شهدتها جنوب السودان خلال فترة الحرب، لديها جزء ثان لم يصدر بعد. كما لديّ رواية اخرى بعنوان كيجي، وهي بالكاد تكون جاهزة، وهي في مراحل المراجعة النصية واللغوية، اما على مستوى القصص لديّ مجموعة قصصية. بعنوان خوازيق السلطان.. وهي تتألف من عدد من القصص وهي جاهزة للطبع بعد ما تمت مراجعتها.
ومن منصتكم هذه أرسل تحياتي للأستاذ الفاتح زبد البحر، الذي قام بتصميم غلافي خوازيق السلطان وكيجي.
هل هنالك رمزية في كتابة القصة والرواية؟
في اعتقادي الموضوعات التي نكتب عنها، فهي رمزية مكانية أو موضوعية تعكس في الغالب بيئة أو انسانا، تعكس هوية الكاتب بين النصوص الكتابية.
أول رواية كتبتها وآخر رواية؟
أول رواية صدرت العام الماضي في القاهرة وهي بعنوان رائحة البارود وآخر رواية ستصدر خلال هذا العام بإذن الله بعنوان كيجي.
*هل الكتابة بالفصحى أم بالعامية؟
اللغة التي أكتب بها هي العربية.. وأجمع ما بين الفصحى والعامية السودانية، إضافة الى بعض المفردات بعربي جوبا، وهذا إن دل إنما يدل على أن اللغة العربية لا تزال تُشكِّل حضوراً كبيراً وسط الكاتب والقارئ الجنوب سوداني، رغم ان لغة الدولة الرسمية هي الإنجليزية.. وأريد أن أثير انتباهك هنا ان الحركة الثقافية التي بدأت تشهده الساحة الفنية في البلاد، وخاصة العاصمة جوبا يقوم بها شباب درس غالبيتهم في الجامعات السودانية، وتربطهم اللغة العربية كلغة تواصل وكتابة وقراءة، فنحو 80% من سكان جنوب السودان يتحدثون العربية ما بين العامية السودانية والعربي المبسط باللغة هي الوسيط التي يجتمع بها الناس في أغلب المناسبات إلا الرسمية منها، لذا يلجأ الكثير من الكتاب الى اللغة العربية حتى يستطيعون التواصل مع الجمهور المستهدف.
كيف تقيم الحركة الأدبية في الآونة الأخيرة بجنوب السودان؟
هذا السؤال مهم جداً.. الحركة الثقافية والأدبية التي بدأت تشهدها الساحة الفنية في جنوب السودان مؤخراً كما اشرت إليه في السؤال السابق هي حركة تقف من خلفها مجموعة من الشباب المُستنيرين على سبيل المثال لا الحص، دكتور جون باي، لورانس كورباندي، السفير المرحوم موسس أجاوين، الكاتب والقاص الطَبيب جاقو والشاعر والكاتب أتيم سايمون والإذاعي غبريال شيدار والقاصة والإعلامية سيسليا جوزيف وغيرهم،
فهذه المجموعة وغيرها أطعموا الساحة الفنية بأعمال ومشاركات ادبية وغالبيتهم يتعاملون باللغة العربية.
فقط جوبا تنقصها البيوتات الفنية والصوالين الأدبية خلافاً لصالون غورباندي.. والتحية عبركم الى القانوني الضليع لورانس غورباندي، مؤسس صالون غورباندي مع لفيف من الكتاب والأدباء والشعراء في جوبا، وفي اعتقادي أن مثل هكذا حراك ستدعم البيئة الفنية والادبية.. فهي واحدة من أهم الحركات السلمية .. التي بإمكانها عكس الوجه الجميل لجنوب السودان ليس علي المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الإقليمي والدولي.. فجنوب السودان الذي عُرف بالحركات المسلحة، لديها أيضاً حركات متسلحة بالثقافة والفن والأدب .. ونأمل ان تحظى بالمشاهدة والمشاركة.
وهل يوجد كتاب قصص أطفال؟
لم يحالفهم الحظ كتاب لقصص الأطفال.. ولكن أنا متأكد أن هنالك كتابا بالإمكان استخدام مواهبهم لكتابة القصص التي تستهدف الأطفال.. وكما تعلمين أن المرأة والطفل هم أكثر العناصر التي تضرّرت من الأحداث المتلاحقة التي شهدتها جنوب السودان منذ الاستقلال عام 2011.
فبلا شك أن الكتابة للطفل قد تُحظى بمتابعة وربما الحوجة الملحة لها.. وعبرك أناشد الكتاب المتخصصين والموهوبين في كتابة القصة للأطفال أن يتوجهوا بمحاولاتهم على غزو ساحة الطفل بكتاباتهم – جنوب السودان لديها مشاركات كثيرة سواء على مستوى القصة او الرواية .. والتي مثلها خير تمثيل على سبيل المثال الطبيب القاص جاغو والدكتور آرثر غبريال بكتاباتهم .. فجنوب السودان رغم المشاركات الضئيلة فهي موجوده .. سواء عبر الأشخاص او مؤلفاتهم .. وكما تعلمين الآن لدينا دور نشر .. ويلو هاوس و دار رفيقي .. والكثير من المؤلفات والكتب لكتاب من جنوب السودان، وشكلت هذه الكتب حضوراً.
في الختام ماذا أنت قائل؟
في الختام دعيني أشكر من بعد الله .. زوجتي العزيزة سيسليا صاحبة المجموعة القصصية دينق واخوانه.. على دعمها وتحفيزها لي لمواصلة الكتابة رغم زحمة الشغل والمسؤوليات، كما اشكركم على هذه السانحة الفنية.. موفقون دائماً.