ناصر بابكر يكتب : تعميمٌ مٌخلٌ وقرارٌ خاطئٌ
6 ابريل 2022م
ما ورد في تعميم الاتحاد السوداني لكرة القدم اليوم “الرابع من أبريل” أحد أغبى القرارات التي يُمكن أن تطالعها في حياتك والعَذر الذي حاول الاتحاد أن يبرر به القرار وهو “عدالة المنافسة” عذر أقبح من الذنب، لأنّ قرار حرمان الجُدد من المشاركة مع أنديتهم هو الذي ينتهك عدالة المنافسة وليس مشاركتهم.
إذ خاضت أندية الممتاز باستثناء القمة ما بين “13 – 14” مباراة في الدورة الأولى بكشف كامل مكون من “30 لاعباً” وبالتالي كانت مهيأة للتعامل مع أي غيابات سواء لإصابات أو إيقافات بالبطاقات الملونة أو توقفات المشاكل المالية، كما كانت مهيأة للتدوير بين العناصر للتعامل مع البرنامج الضاغط ولم يتبق لتلك الأندية سوى مباراة وحيدة لبعضها واثنتين للبعض الآخر ضد القمة.
وبالتالي لن يكون من العدالة في شئ أن تفرض على طرفي القمة خوض “11 مباراة” بالنسبة للهلال و”10″ مباريات بالنسبة للمريخ بكشف مكون من “20 لاعباً” حال أراد النادي شطب عشرة لاعبين أو “15 لاعباً” حال أراد نادٍ شطب “15 لاعباً”، خصوصاً في ظل إمكانية فقدان خدمات عناصر بالإصابات أو البطاقات الملونة وفي ظل برنامج يفرض على الأندية خوض تلك المباريات في ظرف أقل من شهر ونصف، كما ليس من العدالة حرمان بقية الأندية نفسها حال أرادت تسويق عددٍ كبيرٍ من اللاعبين لتوفير موارد مالية من الخطوة، لأنها ستدخل متبقي مبارياتها المُؤجّلة بكشف ناقص غير النقص الإضافي بسبب الظروف الأخرى كالإصابات والإيقافات، كما ليس من العدالة في شئ حرمان اللاعبين الجدد من ممارسة نشاطهم لشهر ونصف الشهر وهي فترة من شأنها أن تقلص من فُرص دخولهم للتشكيلة بعدها، خصوصاً وأنّ الدورة الثانية ستنطلق فور نهاية المباريات المؤجلة.
من حق أندية القمة أن تخوض المباريات المؤجلة بكشف مكون من “30 لاعباً” وهو ذات الحق الذي تملكه بقية الأندية في بقية مبارياتها المؤجلة، وطالما أن الفترة أساساً للإحلال والإبدال، وطالما أن كل ناد سيقيد لاعبا قادما من ناد آخر مكان لاعب غادر إلى ناد آخر، فمن العدالة أن يشارك الجدد على الفور ويكون باب المشاركة مفتوحاً لكل اللاعبين وباب الاستفادة من المقيدين في الكشوفات مفتوحاً لكل الأندية.
القرار الذي أصدره الاتحاد اليوم يكشف رغبة الاتحاد تحميل مسؤولية اخطائه وتهاونه واستهتاره ولا مبالاته في تأجيل مباريات القمة، للأندية وللاعبين لأن الاتحاد كان بمقدوره أن يحافظ على سير برنامج منافساته جنباً إلى جنب مع مشاركة القمة افريقياً كما يحدث في كل العالم طالما أن كشف الفريق يضم 30 لاعباً، ومن الغريب والغريب جداً أن تؤجل للقمة مبارياتها وكشفها يضم 30 لاعباً ثم تفرض عليها لاحقاً خوض المباريات بكشف مكون من 15 أو 20 لاعباً يمكن أن يكون من بينهم خمسة أو سبعة مصابين.
لو تمسك الاتحاد بالتعميم المُخل الذي أصدره اليوم “اليوم الثالث للتسجيلات”، فإنّ الضحية الأولى سيكون المنتخب الوطني الذي تنتظره تصفيات أمم المحليين “الشان وأمم أفريقيا “الكان” في مطلع يونيو لأن أغلب الجدد الذين سيحرمهم التعميم المُخل من اللعب لشهر ونصف “حتى الأسبوع الثالث من مايو” هم من اللاعبين الدوليين، كما أن التعميم يعني خوض المُباريات المُؤجّلة للقمة بعناصر محدودة في ملاعب نجيل صناعي أو أرضية سيئة، وبالتالي سيكون أغلبها عرضة للإصابات وعلى أفضل الفروض الإرهاق الشديد ولن يجد المُنتخب خيارات جاهزة للاعتماد عليها في التصفيات، ما يعني أنّ المنتخب هو أول من سيدفع ثمن خطل الاتحاد.
إن كان حق التسجيل والشطب متاحا لكل الأندية، وبالتالي حق دخول المباريات المُؤجّلة بكشف مكتمل متاحا لكل الأندية، فكيف تكون العدالة في حرمان الجدد من اللعب وإجبار أندية على خوض مبارياتها المؤجلة بعدد محدود من اللاعبين.
أقول قولي هذا مع أنني شخصياً ضد الاتجاه السائد في المريخ للقيام بمجزرة شطب والتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الوطنيين لأن جل القادمين لن يكونوا أفضل من المُغادرين، ولو كان هدف النادي ظهور قاري أفضل في الموسم القادم، فالحل في انتداب عناصر أجنبية مُميّزة مع الاكتفاء بعدد محدود من اللاعبين الوطنيين ووفق معايير محددة وصارمة، فليس كل ما يلمع “بفعل السماسرة” ذهباً.