عبد الله مسار يكتب :الحرب بين أوكرانيا وروسيا (8)
6 ابريل 2022م
ماذا يحدث لو قطعت روسيا الإنترنت؟
الحرب التي تُجرى الآن بين روسيا وأوكرانيا هي حربٌ خطيرةٌ، ومتوقعٌ استعمال أسلحة كثيرة جداً فيها، اقتصادية وإعلامية وتكنولوجية وحتى النووية، بل واردٌ قطع الإنترنت ولو جزئياً، ولو توقّف الإنترنت، فإن العالم سيعود إلى العصر الحجري، بل سيكون تأثير ذلك بالغ الخطورة لأن العالم كله يعتمد عليه.
إذن فلننظر إلى نتائج ذلك
(1) انهيار مصادر الطاقة
ستقف مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وواتساب وانستغرام” وتفقد مئات المليارات من الدولارات من عائدات الإعلانات، وتفقد ملايين العملاء، وستصبح الشركات الضخمة مثل غوغل وأمازون كأنها لم تكن، بل ستخسر شركات مثل مايكروسوفت، بل قد تتوقّف نهائياً بعد زمن وجيز، وتتوقّف المصارف وشبكات الهاتف السيار والثابت وتُقطع الكهرباء من معظم أنحاء العالم من المنازل والطرق والشركات والمعامل والمصانع وكافة الخدمات.
وتتوقّف وسائل النقل في البر والبحر والسماء، فلا قطارات ولا سفن ولا طائرات، ويتوقّف تدفق النفط والغاز في الأنابيب، ويحصل شللٌ تامٌ للطائرات الحربية والمدافع وحاملات الطائرات والسفن وأجهزة المخابرات والأمن العالمية.
وبسبب انقطاع الكهرباء يحدث فسادٌ للمواد الغذائية في الثلاجات والسيوبر ماركتات، وتحدث أعمال شغب نتيجة للبحث عن الطعام، ولعدم وجود قوات أمنية، تضطرب كل أوضاع العالم، بل يموت عدد كبير من المواطنين بسبب البرد وشدة الحرارة ونقص الطعام، ويتصارع الجميع من أجل البقاء، وتتعطّل كل المُعاملات المالية بين المصارف العالمية وتختلط الحسابات بعد أن تحوّلت الأموال الى أسهم وسندات وعقود إلكترونية ورسائل بريدية ونقود إلكترونية، ويفقد الأغنياء أموالهم، ونعود الى نقطة مالية صفرية، ويتساوى الجميع في الفقر وستضيع معظم المعاملات التجارية في العالم، ويفقد أغلب البشر أعمالهم وتتوقّف المصانع ويرجع الوضع في العالم للعصر الحجري إن لم تقم القيامة.
أعتقد أن العالم في طريقه الى انتكاسة كبرى حال انقطع الإنترنت، وتستطيع روسيا قطع الكيبلات بالبحار والمُحيطات وتحدث شللاً جزئياً في العالم، حيث إنها تملك هي والصين وأمريكا شبكات انترنت خاصة بها ويحدث انهيار جزئي أو كلي في العالم للإنترنت.
وسائل الحياة الجديدة ذات منفعة وضرر وصار الإنسان شخصاً آلياً اغلب أعماله تتم بهذه الأجهزة، بل سيطرت هذه الأجهزة على حياة الناس عموماً، ولذلك العالم يحتاج إلى أن يتعاون من أجل تسيير شؤون هذا الكون، لأنه عندما يضطرب يؤثر على الكل، إن التطوُّر العلمي المُذهل جعل حياة الناس تحت رحمة هذا النظام، وقد نصل إلى مرحلة يتفوّق العقل الصناعي على البشري، فالحرب لم تعد فقط باستعمال الأسلحة المعروفة، ولكن صارت هنالك وسائل أخرى.
بقدر ما ينبسط الإنسان الآن على التطور الذي حدث لحياته، بقدر ما يتحسّر لحاله لو اضطرب الكون، ومعلومٌ أن كل كمال الى نقصان.