Site icon صحيفة الصيحة

منى أبو زيد تكتب : سيرة الناس..!

منى أبوزيد

5ابريل 2022م

“لا تكترث النميمة لما يخفى من فضائل الآخرين”.. برتراند راسل..!

 

(1)

اتفقت سهام وبخيتة على تجنب المحادثات الهاتفية طيلة نهار شهر رمضان من أجل الحفاظ على صومهما سليماً خالياً من التجريح بسبب “القطيعة” وسيرة الناس التي كانت تملأ تفاصيل مسامراتهما كل يوم. وقد تضمن الاتفاق تحديداً لموعد جديد يكون مُخصّصاً “لونسات التلفون” اليومية “بعد صلاة التراويح من كل ليلة”..!

في نهار اليوم الأول قامت بخيتة بخرق الاتفاق لأنها كانت تحتاج إلى وصفة شوربة كريمة الدجاج على طريقة سهام فقامت بمهاتفتها للضرورة:

ـ معليش يا سومة اضطريت اتصل بيك عشان آخذ منك وصفة شوربة الدجاج بالكريمة.. يلا أوصفيها لي بسرعة عشان ما نتكلم كتير والكلام يجيب الكلام..!
ـ مش كدا؟!.. شوفي يا ستي بعد ما تعملي الشوربة وتصفيها تكوني مجهزة خلطة الكريمة..
ـ إنت يا سهام الشوربة دي مش كان علَّقت عليها هنادي في العزومة بتاعتك السنة الفاتت..؟!
ـ أيوا.. أسكتي ساكت غايتو كان يوم.. قال شنو. دي شوربة شنو والمقطع فيها دا شنو.. ح يكون شنو يعني.. ما شوربة دجاج بالكريمة مقطع فيها دجاج.. “اللهم إني صايمة”..!
ـ لأ.. إنت ما فاهمة قصدها.. هي عارفاه دجاج لكن قاصدة تقول ليك دجاج الشوربة كان “مهرود” شديد ..”اللهم إني صايمة”..!
ـ “يهرد” مصارينها.. “اللهم إني صايمة”..!

(2)

بعد صلاة ظهر اليوم التالي اضطرت سهام إلى الاتصال بصديقتها وجارتها بخيتة لأخذ وصفة البسبوسة الجديدة التي كانت قد عثرت عليها في أحد مواقع وصفات الحلويات على شبكة الإنترنت:

ـ معليش يا بخ بخ.. اضطريت اضرب ليك عشان وصفة البسبوسة الجديدة.. قلت أعملها الليلة بطريقتك بدل ما أعملها زي كل مرة..!
ـ أيوا.. جداً.. يلا أكتبي عندك.. كبايتين سميد.. كبايتين لبن بودرة.. كباية سكر.. علبتين قشطة.. صباعين زبدة..
ـ صباع الزبدة يا تو حجم الكبير..؟!
ـ أنا غايتو بضيف ليها صباعين من الحجم المتوسط..!
ـ الحجم المتوسط دي ذكرتني كلام حنان اليوم داك..!
ـ قالت شنو..؟!
ـ اليوم داك كنا في بيتهم.. شفتيها قالت شنو.. قالت هي بتحمد ربها على إنها من ذوات الحجم المتوسط..!
ـ متوسط.. أمال الحجم العائلي بيكون كيف يا ربي؟!.. خلاص نكمل بعد الفطور عشان ما نجرح صومنا.. “اللهم إني صايمة”..!
ـ أيوا كدا أحسن.. “اللهم إني صايمة”..!
(3)

لا تزال سهام وبخيتة تعقدان اتفاقاً جديداً كل عام، ولا تزالان تخرقانه كل يوم في نهار رمضان المُبصر..!

munaabuzaid2@gmail.com

Exit mobile version