كلام في الفن .. كلام في الفن
مهاب عثمان:
وواقع الحال يقول بأنّ مهاب عثمان وجد فرصته وأكثر ولكنه لم يستثمرها بطريقة ذكية لتقديم نفسه كفنان من الممكن أن يُشكِّل إضافية نوعية وعددية.. ولكنه منذ لحظة ظهوره وحتى الآن ظلّ واقفاً في ذات المكانة التي بدأ منها، حيث لم يتطوّر صوتياً ولا أدائياً ولم يقدم ما يشفع له بالاستمرار كفنان صاحب رؤية أو مشروع غنائي.
انحسار قيم:
كان أحمد المصطفى وابراهيم الكاشف وعثمان حسين وحسن عطية نماذج أخلاقية قبل أن يكونوا فنانين لهم إرثهم الغنائي الكبير الذي أثّر على معظم الأجيال التي أعقبتهم كوردي ومحمد الأمين وأبو عركي البخيت وغيرهم من الأفذاذ نتوقّف عندهم على سبيل المثال وليس الحصر.. وواقع الأمر والراهن يقول إن ذلك البناء الأخلاقي انهار وانحسرت القيمة المجتمعية للفنان.
أسرار بابكر:
كانت أسرار بابكر بمثابة دفقة ضوء في نفق الغناء المعتم .. شكّلت حضوراً بديعاً رغم قصر فترة تواجدها في الوسط الفني والغنائي تحديداً.. ولعل انسحاب أسرار بابكر جعلنا نتحسر كثيراً على فقدان فنانة فرضت وجدها وأصبحت (مدرسة أدائية).. وذلك بفضل قدراتها الصوتية الفذة والخارقة والتي صقلتها بالعلم من خلال كلية الموسيقى.
خضر بشير:
خضر بشير.. اسم له وقعٌ خاصٌ عند الشعب السوداني .. فهو واحدٌ من أساطين الطرب .. وهو أيضاً من الذين ساهموا في نقل الأغنية من طابع الحقيبة والشكل الكلاسيكي الى التجريب والتجديد في الموسيقى.. ومن ينظر لقائمة أغنياته الوسيمة يدرك أنّ الرجل أسدى للموسيقى السودانية خدمات جليلة لا تقدّر بثمن .. ولكن أغلب مؤرخي الموسيقي تغافلوا عنه ولم يمنحوه حقه ومستحقه الأدبي.
متحف محمود عبد العزيز:
ولو لم يكن محمود أسطورة وغير قابل للنسيان والتكرار لما بكينا عليه كل هذا البكاء.. ويبقى الأهم أن نبحث في كيفية التوثيق لحياته وتجربته الغنائية الطويلة وأن نقرأ في تجربته بعمق بعيداً عن عبارات الإعجاب الأعمى.. ولأن محمود لم يكن فناناً عادياً، يجب علينا أن نتوقّف قليلاً في الدعوة التي تنادي بحفظ أشيائه ومتعلقاته الشخصية في متحف خاص.