ياسر زين العابدين المحامي يكتب : الأفق المسدود والمجهول!!!
4 ابريل 2022م
قد تكون الأسباب الاقتصادية سبباً
للتردي…
لكن السياسية عاملٌ حاسمٌ للانهيار…
فالعاملان توأمان سياميان لا ينفصلان
ووجهان لعملة واحدة…
فالأمر مناط بالسياسة والاقتصاد…
متى أحسن القادة إدارتهما كان هناك
استقرار والعكس صحيح…
بلادنا إبان العهد البائد كان بها أسوأ
نموذج للسياسيين والاقتصاديين…
بدليل النتائج الكارثية الحادثة وقت إدارتهم للشأن العام…
فقد وضعوا مصالحهم فوق مصالح
الشعب والبلاد…
ما قادنا للخراب والدمار والفساد
والاستبداد…
استدانوا لتمويل فسادهم وأنفقوا المال لتعزيز سلطتهم…
حكموا بمنطق الظلم والبطش والقهر
والترويع…
بعد اقتلاعهم ورث الشعب تركة مثقلة
وصفراً كبيراً…
انخفاض الجنيه باضطراد مخيف…
ارتفاع بنسب العطالة وسط الشباب
بصورة مُريعة…
شحٌ في الموارد وضعف بالخدمات…
وورطة الديون الخارجية ومأزق بقائنا
بدائرة الدول الراعية للإرهاب…
فمن خلف الإنقاذ ينبغي عليه ترتيب
حاله وحلوله لمُواجهة الأزمات…
يقدم خططه لينفذها بوقف النزيف…
فيصلح العطب ويخيط الفتق ويسد
الرتق ويعيد التوازن…
طبيعيُّ أن لا يعود القهقري من نقطة
مبارحة العهد البائد…
فلا نرضى ببكائه على لبن مسكوب…
فما هكذا ذرائع يُمكن هضمها وقبولها
والتعويل عليها…
لأنها تقودنا لفشل مُتراكم…
تدفعنا لمصير مجهول يتجهّمنا والى
الجحيم…
الحلول غائبة ولا بارقة أمل وثمة يأس اعترى الناس…
ضاقوا ذرعاً بانسداد الأفق السياسي
والاقتصادي…
النتائج تداعياتها بدت تظهر بصورة
جلية…
المركز السوداني المُستقل للدراسات
الاجتماعية والاستشارات أجرى دراسة للرأي العام…
نتائجها صادمة تفصح عن عدم رضاء شعبي…
أُصيب الناس بخيبة أمل من النظام
السياسي والمالي…
عدد مقدر منهم لن يذهب للاقتراع…
40% قيّموا التغييرات بالدولة بشكل
سلبي…
فضلاً عن أنّ 51% تقريباً رفض أنشطة
الشوارع ضاقوا بها ذرعاً…
كما أنّ 60% يعتقدون البلاد تمر بأسوأ أزماتها…
الحكومة لم تهتم بالأولويات…
ما قامت بصيانة الموارد المنهوبة ولم
تستغلها أفضل استغلال…
لم تجذب موارد مُهدرة توظفها لصالح
البلاد…
أهملت السياسة الداعمة للاستثمار… لم تصلح الجمارك ولم تحوكم المصارف..
لم تشخص العلة لتقدم علاجاً ناجعاً
بل مضت نحو المجهول…
لن يصلح العطار ما أفسده السياسيون
والاقتصاديون والناشطون…
الآن نمضي نحو أفق مسدود بلا حل
نحو المجهول…