كلام في الفن .. كلام في الفن
السر قدور:
من المؤكد أن السودان كله افتقد الأستاذ الراحل السر قدور .. والفقد ليس محصوراً فقط في برنامج أغاني أغاني .. فهو برنامج موسمي ولكن السر قدور موجود في ذاكرة الشعب لأعوام طويلة جداً.. فهو صاحب حضور طاغ وملهم ومتفرد ومتعدد الأدوات الإبداعية .. ورغم تعدد تلك الأدوات فهو كان يتقنها كلها في حالة شبه مستحيلة أن تتقن كل ما تفعل وذلك يخالف قوانين الطبيعة.
غزارة المعلومات:
كغيري أكون أكثر حرصاً على متابعة برنامج أغاني وأغاني .. لأن المُحتوى دسم وجاذب وفيه قدر عال من التشويق والإمتاع .. ولكني اختلف عن الآخرين بالتدقيق والتمحيص في المعلومات التي يذكرها الراحل السر قدور.. فهو أولاً يثري معلوماتي ويضاعفها .. كما أنني أجد متعة خاصّة في الرصد المعلوماتي بتصحيح بعضها.. كان الرجل معلماً وملهماً بالنسبة لي.
زمن هاشم هارون:
هنالك حقائق بائنة وجلية يخاف البعض أن يذكرها أو يتذكرها .. بسبب المواقف السياسية .. ولكني أقول وللتاريخ وللحق ان الأستاذ هاشم هارون حينما كان يشغل منصب وزير الثقافة والشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم في العهد البائد .. كان الرجل شعلة من النشاط وتحديداً في شهر رمضان حيث كانت الأندية تشتعل بالليالي الثقافية وتتنافس في ما بينها وتقدم ليال ذات بعد ثقافي عال.. أذكر هاشم هارون لأنه لم يأتِ وزير بعده يُحرِّك ليالي الخرطوم الكاسدة.
ليالي عقد الجلاد:
في أزمان ليست ببعيدة ولا تحتاج لذاكرة نشطة .. كانت فرقة عقد الجلاد في شهر رمضان تكون أكثر نشاطاً وحضوراً وفاعلية وتقترب من جمهورها أكثر من خلال الأمسيات الغنائية التي كانت تقيمها بمنتزه عبود ببحري في أمسية كل خميس .. كانت الفرقة أقرب لجمهورها من خلال لقاء أسبوعي ولكن الإشكالات التي تعانيها الفرقة باعدت بينها وبين جمهورها .. أتمنى صادقاً أن تعاود الفرقة ذات النهج الجميل.
بوتين .. وحش العصر:
حينما قامت إسرائيل بضرب مصنع اليرموك قبل عدة أعوامٍ كُنت وقتها أسكن بحي أبو آدم وموقع سكني كان قريباً جداً من مصنع اليرموك.. عايشت وقتها وأسرتي الضربات الصاروخية والانفجارات المُفزعة والمُخيفة.. كانت ليلة سوداء شاهدت فيها الكثير من المواقف المُؤلمة ومدى الرُّعب الذي انتاب سكان المنطقة.. ولَعلّ ذلك يجعلني أتعاطف كلياً مع الشغب الأوكراني الذي يُعاني من الغزو الروسي بسبب قرار أهوج من وحش العصر (بوتين) والذي يستحق لقب (سفاح) بامتياز وجدارة.