ازدادت وتيرتها .. زيارات الوفود السرية لتل أبيب.. آخر الدواء الكي!
تقرير: مريم أبشر 3 ابريل 2022م
يدور في الساحة السياسية حديث تناقلته الوسائط أن وفداً رفيع المستوى من الأجهزة الأمنية و العسكرية زار سراً الدولة الإسرائيلية.
ولقد جرت الزيارة على نحو من السرية رغم أن سعي الحكومة لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب لم يعد سراً وقد شهد التوقيع على إعلان المبادئ الخاص بالتطبيع بين الخرطوم وتل ابيب كل العالم بنهاية فترة الرئيس الامريكي دونالد ترمب، و ذلك في القمة الاسفيرية من البيت الأبيض.
ويقول دبلوماسيون إن ما يجعل الزيارات سرية لانها تركز فقط على ملفات التعاون العسكرى الاستخباراتي على غيرها من ملفات دبلوماسية وسياسية وحتى الاقتصادية.
الوفد حسب مصدر لـ(الشرق) الذي زار تل ابيب ضم قيادات رفيعة المستوى من القوات المسلحة وهيئة الاركان والاستخبارات و ان الوفد لبى دعوة رسمية من تل ابيب، و عقد خلال الزيارة التي استغرقت عدة ايام، مباحثات مع نظرائهم الإسرائيليين ركزت في المجمل على ملفات التعاون الثنائي والعسكري.
السرية لماذا؟
زيارة الوفد العسكري السوداني وفق متابعين يرون انها ربما وجدت الرد السريع من قبل حلفائهم الجدد الإسرائيليين، حيث رشحت معلومات اعلامية أن وفداً اسرائيلياً عسكرياً آخر ربما يكون وصل الخرطوم أمس. وان الزيارة تأتي لمتابعة الملفات التي نُوقشت بتل أبيب. وشاب الزيارة المزعومة هي الأخرى السرية، غير ان رئيس المجلس السيادي الفريق البرهان قال في حوار له قبل ايام نشرته “الشرق الأوسط” عن تطبيع العلاقات بين السودان والزيارات السرية التي تتم من حين لآخر، إن إقامة علاقات مع إسرائيل هدف من ورائه خلق علاقات طبيعية من أجل مصلحة السودان.
ونفى في ذات الحوار وجود زيارات لتل ابيب على مستوى عال حتى الآن، وقال ان الزيارات التي تجرى حالياً الهدف منها تبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلوماتية ولا يحتاج الأمر لإعلانها بشكل رسمي او ان تنفذ في السر وهو ما تم في الزيارة الأخيرة، غير أنّ التسريبات الإعلامية نبهت الى ان الوفد الأخير الذي زار تل ابيب يضم قيادات رفيعة من الأاجهزة الأمنية.
لكن الواضح برأي مراقبين، أن محاولات إصلاح العلاقات مع إسرائيل من الجانب العسكري تحديداً في الحكومة الانتقالية بما فيها الحكومة السابقة ظل الطابع السري لها هو العامل المشترك فيها، بما في ذلك لقاء عنتيبي الشهير الذي سربه الجانب الاسرائيلي حينها.
البحث عن منقذ:
محللون اعتبروا ان اللجوء لإسرائيل للبحث لاي شكل من المساعدات او التعاون سواء عسكرياً، امنياً، استخباراتياً او حتى سياسياً بأنه لجوء لا يفضي الى مساعدات متكاملة لأن اسرائيل ليست الدولة المنقذة للسودان ولانها لا تملك حلولاً لجهة انها ليست ذات قوة اقتصادية او عسكرية كبيرة، ويعتبرها الخبير الدبلوماسي الطريفي كرمنو في افادته لـ”الصيحة” احدى الولايات التابعة لأمريكا، لافتاً إلى أن تل أبيب تعتمد بالمجمل على الولايات المتحدة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، مضيفاً أن كل المكاسب التي حققتها إسرائيل بدعم امريكا، واكد في هذا بأن الولايات المتحدة تعد الدولة الأكثر استخداماً لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن ومعظمها كان لصالح دعم المواقف الإسرائيلية.
واشار الى أن تل أبيب ومنذ إعلان خطوات التطبيع مع اسرائيل لم تقدم للحكومة شيئاً بخلاف ما صدر حينها بتقديم منحة قدرها خمسة ملايين دولار قمح للسودان، وزاد: حتى هذه لم يصدر ما يؤكد وصولها.
وقال كرمنو إن إسرائيل لا تزال غير مقبولة لدى الشعب السوداني، وشدد على أن الحكومة الحالية ليس بإمكانها الاعتراف بإسرائيل باعتبارها غير مفوضة من قبل الشعب. ولفت إلى أن اسرائيل نفسها لديها مشكلات امنية مع إيران ومع الحوثيين وغيرها من توترات أمنية ليس في استطاعة السودان دعمها، أضف الى ذلك فإن حليفتها الولايات المتحدة مشغولة هي الأخرى بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها، واضاف حتى الاجتماع الأخير الذي عقدته إسرائيل مع دول التطبيع لم يحضره السودان وربما يكون لم يدعُ له في الأساس، و طالب الخبير الحكومة والقوى السياسية بالسعي لحل المشكلة السياسية من الداخل، لافتاً لاستشهاد حوالي 93 شاباً منذ الخامس والعشرين من اكتوبر بخلاف الجرحى والمصابين والمفقودين يحتم تحكيم صوت العقل والنظر للقضايا بواقعية وليس البحث عن الحلول في اسرائيل لأن فاقد الشئ لا يعطيه.