2 ابريل 2022م .
الذكرى العاشرة تمر على رحيل أبو الفن طيب الله ثراه و ما زال الألم يعتصر قلوب محبيه وعشاقه في كل مكان .. رغم أني قد أشرت باكراً لعدم إحياء الذكرى في تاريخ وفاة الفنان وتحويل فعاليات الاحتفاء به في ذكرى ميلاده، وبالفعل امتنعت جهات كثيرة عن إحياء الذكرى في يوم الرحيل المر.
ساقتني الصدفة لأن أشاهد عبر قناة الخرطوم برنامج أقامه الفندق الكبير ومنتدى العمدة إحياءً للذكرى العاشرة لرحيل أبو الفن محمد وردي – طيب الله ثراه – ولا أخفي أن تلكم الفقرات التي شاهدتها جاءت دون المستوى الذي يليق بقامة أبو الفن وفنان أفريقيا الأول ، إعداداً وأداءً حيث قدم هواة ، أغنيات أبو الفن محمد وردي بصورة رديئة جداً لا تحترم تاريخ القامة السامقة في تاريخ الفن في السودان والمنطقة العربية والإقليمية .
وبينما أني لم أزل في امتعاضي ذاك حتى جاء استطلاع متخللاً فقرات البرنامج التلفزيوني، مقدماً شخصاً لأول مرة أشاهده عرفه مقدم البرنامج على أنه (صلاح الباشا) كصحفي وموثق، ولعل هذا قد زاد من امتعاضي أضعافاً مضاعفة لما قدمه من معلومات مغلوطة حول أبو الفن إذ استهل أولى معلوماته الخطأ بأن الشاعر خليل أحمد كتب لوردي أغنية (ليالي اللقاء) وخليل أحمد ليس بشاعر أصلاً بل ملحن فقط، وهذه معلومة الجميع، يعرف أن أبو الفن هو من كتب ولحن كلمات هذه الأغنية التي اشتهرت بمطلعها ( أول غرام) وسجلها بنفسه بأنها كلمات الأستاذ علي ميرغني و لهذه قصة معروفة وثق لها الموسيقار أبو الفن بنفسه.
و بصراحة لم أفق من دهشتي و استغرابي حتى أردف الأستاذ (الموثق ) أن أ. الحلنقي قد كتب عشر أغنيات لأبو الفن محمد وردي و هذه معلومة خاطئة أيضاً، فالموسيقار وردي قد لحن سبع عشرة أغنية للشاعر إسحاق الحلنقي منها أغنية ( الوداع ) وهي أيضاً مشهورة بمطلعها (الدموع دائما حبايبي ) وقد أهداها أبو الفن بعد ثلاثين سنة تقريبا للمطرب الشاب طه سليمان.
وأيضاً أغنية (عناقيدك ) للفنان علي السقيد ، وليت ( الموثق ) اكتفى بهذه الأخطاء، بل أردف قائلاً إن الأستاذ أبو آمنة حامد كتب أغنية واحدة لأبو الفن ( بنحب من بلدنا ) ، إذا كان ذلك كذلك ، فمن الذي كتب لأبو الورود أغنية ( فرحة ) المشهورة بـ( حققنا أحلامنا ) و ( بين الريد و الهوى)؟!!
حقيقة لا أدري من أين يستقي هذا الموثق توثيقاته المزعومة ، و لعل الغريب أنه عوضاً عن الاعتذار عن أخطائه ومعلوماته المغلوطة أرسل تسجيلاً عبر الواتساب لا يخلو عن عنجهية زائفة بأنه لم يخطئ في البخاري.
فيا أسفي المتمدد على هذه الشاكلة من مدعي التوثيق الذين يقدمون معلومات خطأ و يزيفون الحقائق بكل جرأة.