2 ابريل 2022م
أن تكون مبدعاً فهذه هبة ربانية خصّك بها الله والإبداع قد يكون في كل المجالات المهنية والفنية وهذه ليست القضية التي بصدد الحديث أو الكتابة عنها، فأوجه الإبداع كثيرة ومتعددة من الصعب حصرها، فما وددت الكتابة عنه هو التميز والخُصُوصية والبصمة الخاصة التي تُميِّز كل مبدع عن الآخر بحيث تعرف كل مبدع من خلال إبداعه وبصمته الخاصة به واختلافه عن الغير وهذا يُعد تطوُّراً وتجويداً للموهبة والإبداع.
فالمُبدع المُتميِّز هو الذي استطاع أن يدع أعماله تتحدث نيابة عنه ويعرف بها من خلال عالم متشابه وفيه كثيرٌ من التنافس والندية والبقاء فيه لصاحب البصمة المُختلفة والإنتاج المختلف، وإذا تحدّثنا عن الإبداع في إطار حديثنا عن الفن فكم من فنان لم يستطع أن يضع بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره هذا بخصوص الفن، وهناك مجالات أخرى كثيرة يمثل فيها الإبداع جزءاً كبيراً جداً من منتوجها وودت الحديث تحديداً عن إذاعات (الأف أم) ويوجد منها الغث والثمين ومحل تنافس كبير جداً وأن تكون متميزاً وسط هذا الكم الكبير فأنت مبدع متميز جداً جداً.
محور كل هذه المقدمة (إذاعة المساء) فهي إذاعة متميزة جداً وتجبرك على إدارة الزر نحو (101) غصباً عنك وذلك للتنوُّع الكبير والإنتاج المفيد جداً والتشويق الذي تقدمه هذه الإذاعة بكل سلاسة، وليس غريبا أن تكون متميزة، فكل ما سنحت الفرصة للاستماع للإذاعة تكون هي الاختيار الأول رغم أنني أقدم برامج في إذاعات أخرى لكن تبقى (المساء) هي اختياري الأول وهذا الإبداع تقف خلفه بكل تأكيد مجموعة كبيرة من المبدعين ولكن القائد المتميز يبقى هو الإبداع المتميز وهو الأستاذ الإعلامي الرقم (حسين خوجلي) .
اذكر في إحدى المرات جمعتني الظروف مع إحدى اليساريات المؤثرات جداً، وكنت استمع لإذاعة المساء في برنامج شيق جداً وكان المتحدث هو الأستاذ (حسين خوجلي) وهي تتابع هذا البرنامج بشغف شديد، وسألتني عن هذه الإذاعة عندما أخبرتها أنّ الإذاعة هي (المساء) والمتحدث (حسين خوجلي)، لم تكن بالإنصاف المطلوب وتراجعت الدّهشة تلقائياً، فهذه واحدة من عيوب النُّخب السودانية عدم الاعتراف بجماليات الآخر نسبةً للاختلاف الأيديولوجي.