الخرطوم: نجدة بشارة 1 ابريل 2022م
أكدت مجموعة أصدقاء السودان في بيان لها أمس، دعمها للجهود المشتركة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان (يونيتامس) الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيقاد) لتسهيل العملية السياسية التي يقودها السودان بهدف استعادة الحكم المدني في البلاد، وأعربت المجموعة عن تطلعها للإطلاق الوشيك للمرحلة التالية من المحادثات بهدف بناء توافق في الآراء حول هيكلة مؤسسات ذات مصداقية بقيادة مدنية ستقود السودان خلال فترة انتقالية وتتوّج بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة.
الفرص والتحديات
في الأثناء، تباينت وجهات النظر وسط مُراقبين بشأن الدعوة التي أطلقها أصدقاء السودان في ظل الأزمة السياسية الخانقة، واتساع رقعة القطيعة بين المكونات العسكرية والمدنية والشارع في الجانب الآخر، وتساءلوا هل هنالك فرص حقيقية لإعادة الحكومة الانتقالية للمدنيين كما يتطلع اصدقاء السودان، أم أن التحديات ستقف حجر عثرة في تحقيق أمانيهم وتطلعاتهم؟ .. وما هي أدوات تسهيل العملية السياسية؟
وكان بيان أصدقاء السودان قد عبّر عن التفاؤل بالتقدم الذي تم إحرازه حتى الآن من خلال تعاون أصحاب المصلحة السودانيين والجُهود المشتركة لـ(يونيتامس) والاتحاد الأفريقي والإيقاد لإنجاح هذه العملية السياسية، مشددين على ضرورة وجوب خلق بيئة تمكينية تسمح لجميع أصحاب المصلحة بالمشاركة والتعبير عن آرائهم بحرية، كما يجب إعادة بناء الثقة لتحقيق هذه الغاية.
مَن هُم أصدقاء السودان؟
وتضم مجموعة اصدقاء السودان كلاً من كندا ، فرنسا ، ألمانيا ، إيطاليا ، المملكة العربية السعودية ، هولندا ، النرويج ، إسبانيا ، السويد ، الإمارات العربية المتحدة المملكة المتحدة ، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وتعهدت هذه المجموعة بتقديم دعمها الكامل للشعب السوداني.
طوق نجاة
قال المحلل الاستراتيجي والدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامة لـ(الصيحة)، إن أصدقاء السودان يمثلون انعكاسا لآراء دول الترويكا ، امريكا ، الشرق والغرب، ومشاورات فولكر تمثل طوق النجاة الذي تنتظره هذه الدول التي تطلق على نفسها الأصدقاء لتزين به جيد السودان، وبالتالي فإن فولكر مدعوم ومسنود من كل هذه الدول، وزاد: على السلطة في الخرطوم ان تدرك أن من الصعب تجاوزه، وأن أي إشارات سالبة تجاه البعثة الأممية سوف تكون القشة القاصمة للحكومة السودانية، لا سيَّما وأنها ترجى الكثير من هذه الدول من مساعدات اقتصادية وإنسانية.
بين القبول والرفض
وذهب أبو شامة الى أن هنالك فرصا كبيرة في مشاورات فولكر ، خاصة وأنها شملت كل قطاعات المجتمع الأحزاب السياسية ، لجان المقاومة ، المكون العسكري النساء والشباب، وقال: أعتقد أن المكون العسكري سوف يتوافق مع نتائج المشاورات نسبةً لأن القيادات العسكرية صرحت في أكثر من مناسبة بزهدها في السلطة وأنها تنتظر تسليمها الى حكومة مدنية مُنتخبة يتوافق عليها كل المكونات وهذا ما يُظهر الحكومة الحالية بمظهر المرونة لدى أصدقاء السودان، ولكن أبو شامة أشار إلى وجود تحديات بجانب الفرص تتمثل في رفض بعض الأحزاب السياسية للمُشاورات برمتها، والتمسُّك بلاءات الشارع الثلاث، لذلك يرى أن المبادرة الأممية مازالت في الهواء ولا نستطيع التنبؤ بالنتائج، رغم أنها المبادرة الوحيدة المطروحة بقوة في الساحة وتجد التأييد الدولي.
تدويل القضية
في السياق، كان تجمع المهنيين قد كشف عن اتّجاه للتسوية يمضي حاليًا بدعم إقليمي ودولي مع بعض من وصفهم بالأصدقاء وأدعياء مناصرة خطّ الثورة.
لكن بالمقابل، اعتبر المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي د. عبد الرحمن أبو خريس في تعليقه لـ(الصيحة) اعتبر ان دعوة ما يسمون بأصدقاء السودان خطوة تجاه تدويل القضية السودانية، وقال: حتى فولكر لم يشترط عودة المدنيين، وأضاف بأن الدعوة لعودة المدنيين مُجرّد تلميحات خاطئة للمُشاورات، وزاد الآن هنالك إجماعٌ من قبل السودانيين لرفض أي تدخلات خارجية في شأن الأزمة الداخلية، وأردف هذه خطوة للتدويل واختراقٌ مرفوضٌ للشعب السوداني، وأعتقد كان يفترض أن يدعموا الحلول السودانية السودانية دون التدخُّل في الشأن الداخلي وفي السيادة.