محمد أدم عربي يكتب : وداعاً السر قدور
1ابريل 2022م
. قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت) وقال (كل شيئ هالك الا وجهه)
. رحل عن دنيانا الفانية الأربعاء ٣٠ مارس (٢٠٢٢) الشاعر والملحن والفنان الأستاذ السر قدور بعد عمر مديد قضاه في خدمة المجتمع والفن ونحن إذ ننعيه نذكر محاسنه ومنها جليل أعماله التي قدمها و على سبيل المثال لا الحصر برنامجه (أغاني وأغاني) وعبر هذا البرنامج المحضور داخل السودان وخارجه عرف الأستاذ السر قدور بمواهبه المتعددة وذاكرته الحديدية رغم تقدم سنه، استطاع عبر هذا البرنامج عالي المشاهدة إن يوثق للأغنية السودانية عبر العصور حقيبة وفن حديث، بمعرفة لصيقة للفنانين والشعراء في آن واحد، بجانب الذكريات الجميلة التي يرويها بأسلوبه العذب الذي نال إعجاب الناس في كل ما خفي عن الفن السوداني الأصيل وما يدور في عالم الفن نشره السر قدور.
كما أسلفت رغم تقدمه في السن الا ان ذاكرته ظلت حاضرة ومتقدة، امتاز عليه الرحمه، بمقدرته على شرح المعاني بل يبدأ بالظرف والمكان وحال الشاعر والملحن في آن واحد.
كما أنه يتابع ويعد البرنامج ويختار الفنانين الشباب ويعرف أسماءهم من الجنسين كما امتاز بمقدرة فائقة على السرد الشيق عندما يتناول الاغنية وشاعرها والملحن.
كان كل ذلك يعتبر ثوثيقا للأغنية السودانيه وكان برنامجه شبيه لبرنامج القامة الإعلامي عمر الجزلي أسماء في حياتنا.
. امتاز السر قدور بضحكته المميزة، الفريدة والتي تعتبر ماركة مسجلة حصرية ملتصقة باسمه صارت كايقونة للسر قدور بل كانت جزءاً من روعة برنامج أغاني وأغاني.
. السر قدور رجل اجتماعي من الطراز الفريد، تجده في كل المناسبات الاجتماعية، حضورا طاغيا، حيث يتحلق الناس حوله فيزيد ألق الجلسة بين الفينة والأخرى بالضحكة الماركة فيضحك الناس فيزيد ويزداد الناس ضحكا.
اذكر دعوة دافئة وصلتني من الأستاذ الصحفي النابه الأمير جمال عنقره كان فطورا في إحدى المطاعم في رمضان العام الماضي، فإذا بي أرى أمامي الأستاذ القامة السر قدور بلحمه ودمه وهذه أول مره أراه رأي العين فذهبت إليه وصافحته وقلت له انك مثل نخيل بلادي بلادي ومثل جبالها الشاهقة فضحك واعجب وقال لي أول مره أسمع مثل هذا الاطراء وشكرني. وعقب الإفطار تحلق الناس حوله وكان الحضور نوعيا عدد من مديري الفضائيات وعدد من رؤساء التحرير وعدد مماثل من كتاب الرأي والاعمدة اليومية بالصحف ورموز الصحافة بالبلد همست في أذن الاستاذة الصحفيه مني ابو العزائم قائلا هل يستطيع وزير الثقافة الاتحادي أن يجمع هؤلاء الكوكبة كما فعل الأمير جمال عنقره قالت لي لا يستطيع ووقتها تحدث الأستاذ الراحل المقيم السر قدور عن عمق العلاقات الثنائية بين السودان ومصر لا سيما ما يجمع ومنها الثقافة والإعلام وقال لا عداء سافر كما يحدث في السياسة ثم أطلق ضحكته المدوية فضحك كل الحضور حتى بدت نواجزهم وهو يزيد ويزيد الناس في الضحك. حتى خيل إلى أننا بالمسرح القومي وفي حضرة الفاضل سعيد وخطوبة سهير وعشمانة
. للسر قدور عشق قديم متـأ صل لا سيما مع الاعلام ووسائطه ولكن له مع الإذاعات صولات وجولات. فتعاون مع الإذاعة القومية. كما أن وجوده بمصر كان بمثابة سفير فتراه مستضافا بيرامج عديدة، لا سيما إذاعة ركن السودان التي تبث من القاهرة كان داعم للثقافة استطاع أن يعكس ثقافة السودان وادبه وفنه مع تسليط الضوء على الشعراء والفنانين.
. السر قدور له اسهاماته التي لا تخطئها العين في الأغنيه السودانية فكان له سهم. حيث الف قصائد عديدة تغنى بها عدد من الفنانين الكبار. أمثال، الفنان الكاشف.، والفنان صلاح ابن البادية، والفنان محمد ميرغني، والفنان صلاح محمد عيسى. اقول اختصارا. ان السر قدور كان موسوعة. شاعرا وملحنا وقاصا وناقدا وروائيا.، وفوق كل ذلك كان سودانيا يحب ويعشق تراب وطنه.
. اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة (انا لله وانا اليه راجعون)