د. عبد الله فتحي يكتب : المجتمع الدولي.. والمعايير المجحفة.. متى نفهم؟!
31مارس 2022م
رشفة أولى:
القنوات الفضائية الأوروبية والأمريكية ووكالات الأنباء الدولية ومراسلو الصحف العالمية تنقل تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا لحظة بلحظة.. والصور والفيديوهات المأساوية تقول للمشاهد في العالم بوضوح (انظروا الدب الروسي المتوحش المفترس كيف ينهش الجرو الأوكراني الوديع).
4 جولات للتفاوض بين الوفدين الروسي والأوكراني.. و4 حزم من العقوبات السياسية والمالية والاقتصادية فُرضت من أوروبا والولايات المتحدة على روسيا.. و4 أسابيع تدخلها الحرب الروسية الأوكرانية أو بالأصح الحرب الروسية الأوروبية.. أو بشكل أكثر دقة الحرب (الروسية الأمريكية).
والعالم يلتفت برأسه كاملاً نحو الحرب في أوكرانيا (الحدث الأول في العالم) مُتناسياً ومتجاهلاً أحداث وحروب ضحاياها ملايين.. مستمرة أمام أعينه بل بدعمه عدة سنين؟!.
وغوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة يخاطب الرئيس الروسي بلغة تراجيدية مؤثرة فيها الترجي أكثر من الطلب:
(الرئيس بوتين.. باسم الإنسانية.. أعد قواتك إلى روسيا).
رشفة ثانية:
سقط 2 من الضحايا المدنيين في مدينة (خاركييف) وإذا بمجلس حقوق الإنسان يعقد جلسة طارئة ويصنف الهجوم الروسي بأنه إنتهاك صريح لحقوق الإنسان.. بينما جرائم روسيا ذاتها بقنابلها وصواريخها ومجنزراتها التي سحلت ودفنت الآلاف من الضحايا في (سوريا) وما زالت لم تجد رد فعل إنساني مُوازٍ؟!.
الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا دعموا الدول التي تستضيف اللاجئين الأوكرانيين بأكثر من 13 مليار دولار.. بينما (السودان) يستضيف ولسنوات ملايين اللاجئين الهاربين من الحرب والموت قادمين من دول مسجلة في منظمة الأمم المتحدة والسودان لم يحصل على دعم يسد حاجتهم ليوم واحد؟!.
عقوبات أمريكية أوروبية صارمة على روسيا لأنها اعتدت على أراضي دولة مستقلة لمدة أربعة أسابيع.. بينما دولة (مصر) لأكثر من 4 سنوات تحتل مدناً سودانية حرة وتستنزف مواردها البيئية والمعدنية والزراعية وتضطهد مواطنيها وتحاول إغواءهم بأساليب ساذجة للانفصال عن السودان لتصير (حلايب) و(شلاتين) مثل جمهوريتي (لوغنيتسيك ودونيتسيك)؟!.
رشفة أخيرة:
ازدواجية وقحة وإجحاف ظالم واختلاف معايير عنصري وموازين مختلة تطعن قيم الإنسانية بخنجرٍ مسمومٍ فتسقطها جثةً هامدةً.
العبرة.. إن المجتمع الدولي أو العالم الغربي يقول للإنسانية بوضوح وقسوة وبلا خجل: (واهمة الدول الضعيفة التي تعشم في مُساندتنا لتقوى.. إن لم تنهض معتمدة على قدراتها الذاتية، ستظل تتمرّغ في مُستنقع الوهن إلى حد الغرق.. وسنساعدها على ذلك بكل ما أوتينا من قوة.).. و..معاكم سلامة.