الغالي شقيقات يكتب : الفلاتة والرزيقات
31مارس2022م
تُفيد الأنباء الواردة من ولاية جنوب دارفور، أنّ قتالاً اندلع في مناطق سرقيلا وما حولها بين الرزيقات والفلاتة، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، وقد زار والي ولاية جنوب دارفور محلية سرقيلا ولم يصدر أي بيان يُوضِّح تفاصيل الأحداث، والتي تقول إن مجموعة تقوم بالنهب المسلح في محلية الردوم ومناطق سنقو وقتلت ضابطاً واقتفى أهله أثر الجُناة إلى قرية يقطنها الفلاتة وتم القبض على المشتبه بهم.
ومعلومٌ أن الحرب المُنتصر فيها مهزومٌ، حيث يفقد الطرفان عدداً من الشباب الذين يعتبرون هُم القوى الحيّة، والفلاتة والرزيقات مصيرهم واحدٌ ومشتركٌ، وهم أصحاب حضارة وتاريخ، وتوجد بينهم الكثير من المُصاهرات وصلة الدم، وتصنيفهم حتى في صراعات دارفور واحد، فعليهم الانتباه واليقظة لأن هنالك من يريد لهم الذي حدث في جنوب دارفور، وأكيد هنالك طرفٌ خفيٌّ حرّك هؤلاء، وقد تسأل الفلاتة والرزيقات والناشطين منهم عن القتلة، لا أحدٌ يعرف منهم أحداً كله مجهول في مجهول، وعسكري إن مات في واجبه، الدولة هي المسؤولة عن مُحاسبة الجُناة، وعلى القبائل كذلك عدم التستُّر على الذين يُمارسون النهب المسلح وأكالي اموال الناس بالباطل.. إلى متى تعيش دارفور في دوامة الحروب القبلية وغياب القانون؟! والذين يسعون لضرب النسيج الاجتماعي لا تغلبهم الحِيلة في تجنيد أبناء القبائل لخلق فتنة وتزويدهم بالمال والسلاح لأجندة أكبر قد لا ينتبه لها الفلاتة والرزيقات، وهُم لهم من الكوادر الأمنية والاستخباراتية القادرة على كشف المُؤامرة، والمُواطن البسيط قادرٌ على توفير المعلومة في حالة مرور الجُناة بقريته، الفلاتي بتاع تلس يُميِّز بين مَن هو قادمٌ من أفريقيا الوسطى أو دول الجوار الأخرى، وكذلك الرزيقي يُميِّز بين السوداني منهم والتشادي، وكذلك معلومٌ مَن هُم في الحركات المُسلّحة لأجنداتهم المختلفة، وأكيد هنالك طرفٌ خفيٌّ في هذه الحرب اللعينة وإلا لا نفهم شخصاً واحدا قُتل تقوم حرب بين قبيلتين، والكل مسلح ويصل إلى أرض المعركة في زمن قياسي.
ولذلك على الفلاتة والرزيقات الانتباه ثم الانتباه.. فعليه نُناشدكم بنبذ الحروب، والاتّجاه نحو الصلح والتعايش السلمي، وتفويت الفرصة على عدوّكم المشترك وعدم الالتفات للبيانات الوهمية التي تُوقّع باسم جهات مجهولة وغير معروفة فقط موجودة في الأسافير، وعلى الدولة أن تتحّمل مسؤوليتها الكاملة في حفظ الأمن خاصة في الأرواح والممتلكات، واتفاقكم يعني استقرار الولاية، وعليكم بأخذ العِبرة من تحالف العرب والفلاتة الذي تمثل في يوسفو وبازوم والذي أتى بالأخير رئيساً للنيجر.