المؤتمر التداولي أخرجها للسطح .. خلافات الثورية.. هل تنسف اتفاق جوبا؟
الخرطوم: آثار كامل 29مارس2022م
ختمت الجبهة الثورية، المؤتمر التداولي الأول الذي تم بعاصمة اقليم النيل الأزرق مدينة الدمازين، حيث لخصت مخرجات المؤتمر في عدة قضايا، منها غياب المشروع الوطني في ظل الأزمة السياسية الراهنة، وعدّدت الحل في التوافق الوطني حول الثوابت للوصول الى تسوية سياسية شاملة، بجانب ترحيب الثورية بأي تعديلات في الوثيقة تسهم في التسوية الشاملة شريطة أن لا تمس باتفاق سلام جوبا، وختمت المخرجات بضمان المكون العسكري بأنه شريك نجاح ثورة ديسمبر وشريك الفترة الانتقالية بحكم الوثيقة الدستورية، بجانب عدم تجزئة سلام جوبا المحمي بوضع دستوري، وتناولت بند الترتيبات الأمنية باعتباره مهماً لإصلاح المؤسسة العسكرية وبناء جيش وطني، فيما تناولت الوضع الاقتصادي الذي يتطلب الإصلاح العاجل.
ولقد انعقد المؤتمر التداولي الأول للجبهة الثورية, وسط حديث عن خلافات بين الحركات المسلحة الممثلة في الجبهة الثورية التي قادت عملية التفاوض في جوبا.
تأثير المدى البعيد
قال محمد إسماعيل مقرر الجبهة الثورية، إن مخرجات المؤتمر التداولي الأول تعتبر أساسية واجبة التنفيذ على ارض الواقع، ونوه بانها تناولت المشكلات الاساسية التي تعرقل مواصلة الفترة الانتقالية وإنهاء التشاكس والازمات الاقتصادية واكمال الترتيبات الأمنية ومواصلة الحوار مع كافة المكونات، وأضاف بأن المكون العسكري شريك في الأزمة القائمة، فمسألة استبعاده من الحوار غير منطقية لأن طرفي الصراع الآن مدنيون وعسكريون، مضيفاً بأن المؤتمر تقبل الآراء بصدر مفتوح، لافتاً الى مناقشة الإشكالات العامة وقبول الآراء التي تدفع حركات الكفاح المسلح جميعها الى بناء مستقبل مشرق، وأشار الى أنهم كأطراف في عملية السلام يرون انّ خلافات الجبهة الثورية لا تؤثر على سلام جوبا لأنها اتفاقية لها نصوص واضحة، واضاف: في اعتقادي لا تؤثر حالياً، بل ستؤثر على المدى البعيد، ولفت في حديثه لـ(الصيحة) بأن على الاخوة الرفاق ان يكون لهم هيكل واضح حتى تكون الجبهة متماسكة، ونوه إسماعيل بأن هذه الخلافات ليست بالجديدة، بل ظهرت قبل اعتصام القصر بأيام وكانت حول قيام الاعتصام حول محيط القصر أو عدمه، ووقع هنا الخلاف، ونرى ان العدل والمساواة حركة كبيرة عليها ان تحكم صوت العقل والتريث، لأن مثل هذه الخلافات تؤدي الى تشتت الجبهة الثورية وينعكس ذلك على المواطن بأن الحركات المسلحة حركات مصالح، فلا بد من تدارك الخطأ. ويرى محمد إسماعيل بأن مخرجات المؤتمر التداولي الأول خرجت بمخرجات حول الوضع الراهن لحل الاحتقان السياسي الذي يدور الآن، وأضاف بأنها خطوة كبيرة لإخراج مبادرة لحل الأزمة السياسية وتقديمها للفاعلين من بينهم قوى الحرية والتغيير، واضاف بأنها خطوة إيجابية لأن الجبهة هي جزء من الحرية والتغيير، خصوصاً بأن هناك ثلاثة اعضاء مجلس سيادة (مالك عقار, الطاهر حجر والهادي إدريس) يمكن ان تأتي منهم حلول تكون مقبولة لدى الشارع.
تغيير العقلية
يرى د. عبد الرحمن أبو خريس الخبير الاستراتيجي والباحث الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية في حديثه (للصيحة) بأن الجبهة الثورية هي تجمع لمجموعة من الحركات كوّنت لمواجهة نظام الإنقاذ، ونجد أنه لا يوجد تصور فكري وسياسي لإدارة الجبهة ما بعد النظام السابق، نفس التجربة تكررت مع الحرية والتغيير, ولفت بأن الحركات توحدت ضد نظام قائم وطبيعتها عسكرية، والآن نحن في مسرح سياسي، وهنالك بعض الحركات تشعر بافتقارها للقدرات وتشعر بالتهميش، مما يؤدي الى صراعات، وقال لا بد من تغيير العقلية والتحول الى أحزاب خصوصاً بأن بعض الحركات لديها حواضن اجتماعية وسند، فلا بد من التنافس في العمل العام، ويرى أبو خريس بأن الخلافات قديمة وظهرت في المؤتمر التداولي بالنيل الأزرق وهذا شئٌ طبيعي ولكن غير الطبيعي بأن تكون في إطار الطراز العسكري القديم.
تجنب العنف
وأشار الى أن الخلافات داخل المدن لها تأثير كبير، فلا بد من معالجته بعيداً عن المواطن ولتجنب العنف الدموي، وأضاف على الحكومة معالجة الامور وتلافي مثل هذه الخلافات السياسية، وبسؤاله هل ستؤثر هذه الخلافات على اتفاقية جوبا، اجاب بأنها ستؤثر في ضعف مشاركتها في العمل العام، بجانب عكس صورة سلبية لدى الجميع وخاصة المواطن بأن هذه هي الحركات التي وقعت السلام وتدعم السلام على خلاف.
دستور الثورية
قال المحلل السياسي صابر الحاج (للصيحة) إن الواضح بأن الخلافات داخل الجبهة الثورية ليست بالجديدة، بل قديمة جداً، حيث بدأت في الظهور من خلال وجود أطراف بالجبهة الثورية في اعتصام القصر واطراف أخرى بقوى الحرية والتغيير واخرى محايدة تترجم بأن هناك شدا وجذبا بين مكونات الثورية ووجود قوى غير راغبة فيما يحدث داخل الجبهة الثورية، فيما ظهر الخلاف الآن بصورة واضحة عقب قيام المؤتمر التداولي الأول بالنيل الأزرق، ولفت بأن ما يحدث الآن من تعقيدات يشير الى انقسام الجبهة الثورية وخروج بعض الحركات منها، فلا بد من معالجة الوضع بصورة جادة وحازمة والرجوع الى اتفاقية سلام جوبا والالتزام بها والرجوع الى دستور الجبهة الثورية، واشار الى أن مخرجات المؤتمر التداولي شكلياً ليس بها عيوب فتبقى مسألة التنفيذ معضلة أمام الجميع حتى تساهم في حل الأزمات الحالية.