رئيس اتحاد كرة القدم د. معتصم: مُبادرة لم الشمل ليست مجرد مناورة…!
الخرطوم : الصيحة
الجلوس مع الدكتور معتصم جعفر، رئيس الاتحاد العام لكرة القدم بعد عودته الظافرة إلى منصبه بقرار تاريخي من محكمة التحكيم الرياضي الدولية “كاس”، من الأهمية بمكان لمعرفة في ما يفكر الرجل وما هي خُططه وبرامجه لإدارة اتحاد الكرة في المرحلة المقبلة، ولماذا أطلق مُبادرة لم الشمل من أول يوم لعودته لإدارة الاتحاد بعد أن توقع الكثيرون أن يميل معتصم لحسم كل من سعى لتشويه سُمعته وإبعاده عن السباق الانتخابي مع سبق الإصرار، كل هذه المحاور وأكثر تحدث عنها الدكتور معتصم جعفر عبر إفادات مهمة لـ”المكتب الإعلامي” نطالع كل ذلك عبر المساحة التالية:
في البدء شكر الدكتور معتصم جعفر، كل شرفاء الوسط الرياضي الذين لم تهتز ثقتهم في شخصه وصمدت في مواجهة الباطل والأكاذيب التي كانت تستهدف إما إبعاده من خوض السباق أو هز ثقة القاعدة التي تسانده فيه حتى يسهل عليهم اكتساح الانتخابات، وأضاف: لكن بفضل الله وثقة الشرفاء لا هذه تحقق ولا تلك وعدنا لا نحمل في أنفسنا إلا كل خير حتى في مواجهة من سعوا مع سبق الإصرار لتشويه سُمعتنا وإقصائنا من السباق الانتخابي، وأكد الدكتور معتصم أن دعوة لم الشمل التي أطلقها لتنقية الأجواء مبادرة صادقة ونابعة عن قناعة حقيقية، وتعهّد بأن يعمل باجتهاد من أجل إنجاح تلك المبادرة حتى تحقق مراميها وتجعل كل الأسرة الرياضية على قلب رجل واحد حتى نستعد إلى رحلة الانطلاق إلى الأمام، وأضاف: الكرة السودانية دفعت ثمن الصراعات والأزمات وتصفية الحسابات والرغبة في الانتقام والانتصار الشخصي ونحمد المولى عز وجل أن حصّننا من كل هذه الأمراض، نفوسنا خضراء وأيادينا بيضاء وقلوبنا لا تعرف الحقد والتشفي والرغبة في الانتقام، لذلك لن نعمل على تصفية أي حسابات في وجه من قال لنا لا في صندوق الاقتراع، لأن ما دار فيه انتهى بفتحه والإعلان عن ما بداخله، ولأن من وقف ضدنا لم يرتكب جريمة يُعاقب عليها القانون، بل مارس حقه بكل ديمقراطية، لذلك سيجد نفسه في مرتبة واحدة مع من قال لنا نعم وساندنا بفكره وماله وجهده، لأنني الآن لم أعد رئيساً لمجموعة التغيير التي قدّمتني لرئاسة الاتحاد، بل أصبحت رئيساً لكل الاتحادات المحلية وكل مكونات الجمعية العمومية وسأقف على مسافة واحدة من الجميع، أسعى بينهم بالخير والتوافق ولم الشمل من أجل مصلحة الكرة السودانية ورفعتها وتقدمها.
واعتبر الدكتور معتصم جعفر، الحرب التي شنّها تجار الحروب ضد دعوته للوفاق بأنها أمر طبيعي ولم يمثل مصدر مفاجأة بالنسبة له، لأن من درجوا على الارتزاق من مثل هذه المعارك الانصرافية والتي لا تفيد الكرة السودانية في شيء لن يسمحوا بطي صفحات الصراع والخلاف وفتح صفحات بيضاء عنوانها العريض توحد الجميع ولم الشمل والعمل المشترك لما فيه مصلحة الكرة السودانية، وأكد الدكتور معتصم أن التشكيك في مصداقية الدعوة والعمل على إفساد المبادرة قبل انطلاقها لن يزيده إلا عزيمةً وإصراراً من أجل المضي فيها قدماً حتى نوفر أجواءً نقية تسمح للكرة السودانية بأن تتقدم إلى الأمام.
وكشف عن أبرز الأهداف التي يسعى لتحقيقها بعد أن تولى مهامه رسمياً في رئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم، وتعهّد بالمضي في خطوات طه فكي الذي تحرّك في كل الاتجاهات في فترة توليه رئاسة الاتحاد بالتكليف من أجل حل أزمة الملاعب، ولفت معتصم إلى رغبتهم في الانفتاح أكثر على المؤسسات الدولية والاستفادة من الدعم الذي تقدمه الفيفا لمشاريع البنيات التحتية من أجل إنقاذ وضع الملاعب في السودان التي أصبحت عبارة عن أطلال بعد أن عانت الإهمال وتعرّضت لتخريب ممنهج، وأكد أن الاتحاد لن يهدأ له بَالٌ حتى يُعيد الخضرة والجمال إلى تلك الملاعب، مبيناً أنهم وجدوا ترحيباً كبيراً من كل المؤسسات الدولية والإقليمية، الأمر الذي يمكنهم من تحقيق مكاسب كبيرة للكرة السودانية حتى تنطلق إلى الأمام لأن إصلاح البنيات الأساسية يمثل نقطة الانطلاق إلى الأمام.
ورفض جعفر، الربط بين دعوته للم الشمل ومطالبة اللجان العدلية لبعض الذين تجاوزوا النظام الأساسي وأخلوا بالانضباط المثول أمام تلك اللجان، ونبّه لاستقلالية تلك اللجان بالكامل وأنّ مجلس إدارة الاتحاد لا سلطة له على تلك اللجان والتي يمكن أن تحقق وتُحاسب حتى رئيس الاتحاد، لكن معتصم عاد وأشار إلى أن تفعيل مبادرة لم الشمل من شأنه أن يُوقف تلك التجاوزات التي تُعرّض للمُساءلة والمحاسبة وأن توجّه الجميع في اتجاه العمل الإيجابي الذي يخدم مصلحة الكرة السودانية.
وقلّل جعفر من أهمية الحديث عن تزامن عودتهم مع تأجيل مباراة الهلال الأفريقية واعتبار البعض بأنّ عودته رفقة زميله أسامة تعني عودة المُجاملات، وأكد أن اللجان لها تقديراتها الخاصة وأن منهج الاتحاد يقوم على تقديم كل المُساعدات المُمكنة للأندية التي تمثل السودان في البطولات الأفريقية، وإن مثل هذه الأمور تقوم على التفاهم والتنسيق ولا يُمكن اعتبار مثل هذه التفاصيل مُجاملات مضرة بالنشاط الكروي.
كما سخر من الحملة التي انطلقت بالتزامن مع عودته لرئاسة الاتحاد رفقة نائبه الأول أسامة عطا المنان ومحاولة الوقيعة بينهما، وقال إنّ مَن يطلقون تلك الأكاذيب الغبية لا يعلمون متانة وقوة العلاقة التي تربطه بأخيه أسامة عطا المنان والتي امتدّت لعقود من الزمان ووصلت إلى مُستوى الأسر بعد أن ربط بينهما العمل العام والكفاح المُشترك من أجل أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، وأكد معتصم أن علاقته مع أسامة ستظل قوية وراسخة ومتينة مهما اجتهد دعاة الفتنة للوقيعة بينهما.
وقدم جعفر تحية خاصة للرئيس المكلف طه فكي الذي تصدّى للمهمة في ظل ظروف بالغة التعقيد، وقال جعفر إنّ فكي نجح بدرجة امتياز وفرض هيبة الاتحاد بصرامة وقام بتفعيل سلاح القانون لردع كل من حاول الخروج على الاتحاد وقام بجهد كبير في توفير رعاية مُميّزة لمسابقة الدوري الممتاز وجعل المنافسة تنطلق وتمضي بطريقة سلسة، وأضاف: لا أحدٌ ينكر التحركات القوية التي قام بها طه فكي والذي وظّف كل علاقاته مع قيادات مجلس السيادة من أجل القيام بعمل كبير يستهدف صيانة وتأهيل الملاعب وقد تمخّضت تحرُّكاته عن تكوين لجنة عليا لصيانة وتأهيل الملاعب سيتم الإعلان عنها خلال ساعات لتتولى المهمة الصعبة ولتقوم بدورها في صيانة الملاعب وتأهيلها بما يُلبِّي كل مطلوبات “كاف”، وأكد الدكتور معتصم أن ما قدمه طه فكي في فترة رئاسته بالتكليف عمل كبير في وقت وجيز يؤكد وجود كوادر قيادية تستطيع إدارة دولة، ناهيك عن اتحاد رياضي، وشكر معتصم جعفر في ختام حديثه كل من وقف معه وزميله أسامة عطا المنان في فترة معركتهما القانونية في “كاس”، وخصّ محمد سليمان حلفا بتحية خاصة لما بذله من جهود قانونية مُخلصة كان حصادها الانتصار التاريخي وإحقاق العدالة التي لم تُوفِّرها لنا مُؤسّساتنا العدلية المحلية والتي عملت الجمعية العمومية على إصلاحها حتى لا يحتاج غيرنا لطرق أبواب العدالة بالخارج.