أعلنت الإدارة العامة للحج والعُمرة، الضوابط والترتيبات النهائية لأعمال حج العام 1440ه وذلك في مؤتمر صَحفي بوكالة السُّودان للأنباء ظهر الخميس المُنصرم بحُضُور رئيس المجلس الأعلى للأوقاف والتّوجيه والإرشاد السيد/ أبو بكر عثمان إبراهيم وسفير المملكة العربية السعودية السفير علي حسن بن جعفر وعددٍ من شركاء الحج من مُؤسّسات الشرطة والقوات المُسلّحة والصحة، وتَعهّد الأستاذ/ عمر مصطفى المدير العام للحج والعُمرة المُكلّف، للإعلاميين والشعب السوداني بإعمال الشفافية والوضوح والنزاهة في كل مراحل إنجاز حصة السُّودان التي بلغت في مُجملها هذا العام (32) ألف حاج وحاجة واعتماد الرقم الوطني كعُنصر أساسي في كل معايير توزيع الحصة الأساسية للسُّودان، مُشيراً إلى أنّ (95%) من تكلفة الحج تذهب للخدمات التي تُمكِّن الحاج من أداء المَناسك بارتياح وهي ميزانية وتكاليف تمّت إجازتها بواسطة المجلس الأعلى للأوقاف والتوجيه والإرشاد، الذي يضم في لجانه المُتخصِّصَة المركز والولايات وأعطيت الولايات هذا مساحة تحرُّك كافية في كل الإجراءات والتحضيرات لعملية الحج وضوابطه وترتيباته المُتعدِّدة التي تشمل الهجرية والشرعية والتقديم الإلكتروني والقرعة الإلكترونية والنقل وضوابط الوكالات والشركات السياحية.
عمر مصطفى من خلال معرفتي به وخبرته التي حَصَلَ عليها من خلال وُجُودِهِ في دهاليز مُؤسّسة الحج والعُمرة فهو رَجلٌ شَفّافٌ وحقّانيٌّ في قول الحق وتَبَايُن الحقيقة.. عُمر منذ وجود المدير السّابق المطيع محمد أحمد كان يقوم بعملية النصح والإرشاد بكثيرٍ من الاجتهاد وأسهم في كثيرٍ من الإصلاحات الهيكلية والإدارية بالحج والعُمرة، وله علاقات مُتَمَيِّزة مع كل العاملين وبالتّالي وُجُوده على رأس المُؤسّسة يُمثل مَكسباً كَبيراً ومُتوقّعاً يسهم في تَحقيق كَثيرٍ من الإنجازات والإصلاحات بمُعَاونة زُملائه بالإدارة وبخبراتهم الطَويلة في تَرتيبات وتَنظيم إجراءات الحَج والعُمرة برغم كُبر أرقام الحجاج وتنوُّع فئاتهم، لكن الحج والعُمرة ظلّت تظفر بإشاداتٍ كبيرةٍ من السُّلطات التي تهتم وتلتزم بالمُواصفات التي توضِّح لعملية الحج.
إنّ ترتيبات حج هذا العام جاءت مُنضبطة، والتّحضير لها كان بدقةٍ مُتناهيةٍ سهّل توصيل عمليات توسيع المعلومات للمُستهدفين، وهذا يُعتبر تحدياً إضافياً لإدارة الحج بأهمية ابتداع وسائل وآليات إعلامية واسعة للتّثقيف والتّعريف بالإجراءات والضَوابط المَوضوعة للتّعامُل معها باحترافيةٍ.
السفير السعودي في كلمته، انتهز الفُرصة والمنبر للتّعريف بالتّحوُّلات الكبيرة التي تَشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إنفاذ رُؤية المملكة للعام 2030م، سَيما الخَاصّة بإجراءات الحج وصناعة الضيافة وتقديم أفضل الخدمات لضُيوف الرّحمن والتّسهيلات الكَبيرة، وتَسخير كُل موارد المملكة البشرية والإمكانيات لخدمة الحُجّاج والمُعتمرين، وقَطَعَ بتعهُّدات السعودية بتقديم الخدمات اللازمة بسُرعة وجودة في جميع الأوقات والمواسم.
الخليفة أبو بكر عثمان الأمين العام للمجلس الأعلى للأوقاف والتوجيه، طَرَحَ حزم الإجراءات المطلوبة والجداول الزمنية لعمليات الحج لهذا العام التي كَانت وَاضحةً، حَيث غَابَ هذا العام أيضاً الحَديث عن حج المُؤسّسات الذي ظَلّ يَحدث الضجيج كُل عام سلباً وإيجاباً، على الرغم من الإيجابيات الكَبيرة التي ظلّ يُقدِّمها لبعض الشرائح الضعيفة داخل المُؤسّسات وهو في أحايين أقرب للمكرمة للبعض، لكن تعرّض هذا النوع من الحج إلى حملات ضُغُوط من أصحاب الوكالات حتى يكسبوا كوتات كبيرة، وكان بعض نُوّاب البرلمان قد تضامنوا معهم وزجّوا بالقضية في البرلمان أكثر من مرة حتى تَمّ حل إدارة المُؤسّسات التي كانت ترتِّب وتُنظِّم هذا النوع من الحج.
نختم بمُقاربة ومُقارنة محدودة لتكلفة حج هذا العام مع بعض دول الجوار بالريال السعودي، فإننا نجد مثلاً مصر العربية (17000)، ليبيا (275587) ودولة إثيوبيا الفدرالية (135277)، بينما متوسط قيمة حج السودان (7975).
على القارئ الكريم أن يلحظ الفرق، على الرغم من أنّ هناك فروقات مُستوى دخول الأشخاص بهذه الدول، لأن مُستوى دخل الفرد أيضاً يُؤثِّر على أرقام تكاليف الأشياء بهذه الدول.