تحدى الإعاقة واصبح رقماً قياسياً في موسوعة (غينيس) .. رمضان رحمة الله: سعيد لأنني بين العظماء وأهدي الرقم لشعبي
الخرطوم: معتز عبد القيوم 26مارس2022م
احتفت الجالية السودانية بالفتى المناضل رمضان رحمة، والذي سافر إلى دبي لاستلام شهادة غينيس للأرقام القياسية بعد ان تحدى الإعاقة ومصاعب الحياة التي عاشها وظل يعاني منها طوال حياته، بينما يطمح الرياضي العالمي رمضان لمتابعة شغفه في هذا المجال، من خلال العديد من الأنشطة.
رمضان ينتصر
بساق خشبية وعزيمة كالفولاذ، انتصر رمضان رحمة، لاعب كرة القدم على 36 عاماً من الإعاقة، وحفر اسمه في التاريخ، محققاً رقماً قياسياً عالمياً لأكثر عدد ضربات جزاء خلال ساعة “تصنيفات البتر الأحادي فوق الركبة”، بواقع 365 ركلة احترافية.
بداية الإعاقة
هذا وكان رمضان رحمة قد تعرّض لحادث مروري عندما كان عمره 6 سنوات فقط، وذلك في عام 1986م، مما أدى إلى خسارته لإحدى ساقيه، لكنه اختار أن يكون مثالاً للصمود والعزيمة والتحدي والعزيمة والاصرار لاجل الوصول الى ما يسعى اليه من حلم يراه البعض مستحيلاً.
العلاج والتفوق
هذا وقضى رمضان رحمة عاماً ونصف من العلاج، والتأهيل ورغم تأخره عن نظرائه في التعليم والتحصيل الدراسي، إلا أنه استدرك ما فاته وتفوق على أقرانه رغم الإعاقة التي كادت أن تمنعه من ممارسة هوايته المحببة في ممارسة كرة القدم، ليحصل على إجازتين، هما درجة البكالوريوس في المحاسبة والتجارة، ودبلوم في البنوك والمصارف.
العمل والهواية وتحدي الإعاقة
وظل رمضان رحمة يعمل لسنوات في بعض البنوك، ثم في شركة خاصة، كما اتّجه لممارسة كرة القدم في الحواري والشوارع والأزقة، ويقول رمضان عن ذلك: “لم أكن جيداً في البداية في ممارسة كرة القدم، ولم أعرف حتى قوانين هذه اللعبة المعقدة بعض الشئ، كنت أعتقد أن الركل عشوائيٌ في أي مكان، لكنني اليوم أصبحت هدافاً، وواضعاً للخطط الاستراتيجية في اللعبة فيما يتعلق بكرة القدم خصوصاً أصبح عقلي وجسدي وحتى من حولي أكثر قبولًا لواقعي الجديد الذي أتعايش معه الآن”.
أعشق رونالدينيو “روماضينيو”
وقد عاصر رمضان رحمة الجيل الذهبي لبرشلونة، وعشق نجمه البرازيلي رونالدينيو، وهو ما جعله يسمي نفسه فيما بعد مجاراة للاسم ولما يحبه (روماضينيو).
غينيس للأرقام القياسية
ويضيف رمضان رحمة: “حاولت كثيراً نيل اللقب الثمين (لقب غينيس للأرقام القياسية).. لا أستطيع إدراك أنني فعلتها أخيراً.. أنا مُمتنٌ لكل شيء حولي، مُمتنٌ للحادث ولأسوأ لحظات حياتي، التي جعلت مني رياضيًا عالميًا.
الإعاقة هبة رضيت بها
وقد أصبح هذا الحادث بمثابة هبة لرمضان رحمة، حيث تأثّرت قدمه اليسرى بالإعاقة، وأصبحت تتقوس إلى جهة اليمين، وهذا ما جعل اللاعب السوداني يسدد كرة القدم بطريقة خاصة، ويحرز أهدافاً ساحرة.
رمضان رحمة: حلمي تحقق
ويقول رمضان رحمة عن ذلك: “لم تثنني إعاقتي عن تحقيق أحلامي، فقد أصبحت ألعب كرة القدم لمدة 90 دقيقة.. ورغم حركتي المحدودة في الملعب، إلا أنني موضع ثقة في الهجوم للكثير من اللاعبين.
كبار النجوم وحب المريخ
ويؤكد أنه ظل يتدرب لسنوات طويلة مع كبار نجوم الكرة السودانية، أمثال فائز نصر الدين وموسى عجب والزين آدم، وأنه لو كان يسير على قدمين لارتدى على الفور قميص المريخ، الذي يعشقه بشكل كبير، وأضاف رمضان رحمة عندما أدخل أرض الملعب أكون مثل جميع اللاعبين، أحياناً أشعر بأنني أفضل من غيري رغم أنني أتدرّب مع نجوم كبار لعبوا لأندية المريخ والهلال والموردة وكوبر، وعندما أحرز الأهداف أنسى أنني أسير على قدم واحدة، وأشعر بأنني امتلك قدمين وأطير في الفضاء من كثرة الفرحة.
الصحافة الرياضية
ورغم دراسة رمضان رحمة للتجارة في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، إلا أنه يفضل العمل الصحفي والإعلام عموماً، ولا يزال حلمه كبيراً بأن يكون صحفيًا رياضيًا، يشاهد المباريات ويكتب عن تجربته الخاصة.
رمضان رحمة: أهدي التميُّز لشعبي
وكشفت (الصيحة) التي تحصلت على تسجيل صوتي للبطل السوداني رمضان رحمة الله محتفياً بما حققه من رقم قياسي في موسوعة غينيس، حيث قال ان هذا العمل الذي تكلل بالنجاح حالياً جاء بعد مثابرة ونشاط ومتابعة منه ومن الأسرة التي وقفت الى جانبه وساندته طوال سنوات من الإعاقة، وأشار الى ان هذا العمل بعد مراسلات ومُخاطبات ومكاتبات مع المنظمة وجدت الاستحسان في تسجيل رقم مميز فيه كل التحدي والإرادة والطموح الذي وضع فيه فرحاً تراكمياً، لأنه سعيد بأه الآن ضمن العظماء في الموسوعة وانه سعيد جدا جدا بانه استطاع ان يخلد اسمه كرقم سوداني اصيل في تاريخ الموسوعة العالمية (غينيس) وأهدى رمضان هذا الحلم الذي تحقق الى جميع من وقف معه وسانده، داعياً الجميع الى التحدي والحضور في كل محفل.