بستان الحلنقي
حسن عوض أبو العلا:
كان الشاعر الراحل حسن عوض أبو العلا طالباً متفوقاً ومبرزاً وجاء قدومه للإسكندرية تلبية لرغبة ابن عمه سعد والذي كان يُدير أعمال شركات أبوالعلا بمصر وطلب من حسن مرافقته لقضاء جزء من الاجازة بالإسكندرية وذلك قبل عودتهم للسودان … وكانت أولى محاولات حسن هي قصيدة (سفري) وكان يحكي فيها حاله مثلما كانت أغنياته الباقية مثل غرام قلبين ووين يا ناس حبيب الروح وقربو يحنن ولاحت بشائر العيد وأنا الوحيد حيران وأيام وليالي وحرام يا زازا وأعتقد أن زازا هي محبوبته التي تغنى من أجلها وغالباً هي ابنة عمه.
عمر الطيب الدوش:
* تصوف الشاعر الراحل المقيم عمر الطيب الدوش في آخر أيامه وصار مثل حمامة المسجد لا يفارق أركانه الوضيئة ليل نهار، أذكر أن أول لقاء تم بيننا أيام كان أستاذاً في مدرسة الدوش الوسطى في خريف من عام 1968 وقد كنت أزوره هو والأخ الجميل القاص عيسى الحلو في منزل تعرشه الابتسامة وتنام على أبوابه المحبة في مدينة أم درمان اذكر أن الليل كان ينام من حولنا ونحن ننام على طرف من الصباح بعد رحلة من الأنس موزعة بين أنفاسنا شعراً وجمالاً وموسيقى. أهداني صاحب الحزن القديم ليلة عرسي قارورة من العطر العمري وهو يتمنى أن تتعطّر بها أيامي، ليته يعلم أن العطر من بعده لم يعد عطراً وأن الأعراس من بعده لم تعد تثمر إلا أحزاناً.
عمر الحاج موسى:
كان عمر الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام الأسبق في حكومة الرئيس الراحل جعفر نميري يميل إلى التوقيع على أوراقه الخاصة والعامة بحبر لونه أخضر باعتبار أنه يمثل خضرة النيلين في يوم خريفي، أما شاعر (صه يا كنار) محمود أبو بكر فإنه لم يكن يتناول ثمرة من البرتقال حين سُئل يوماً عن السر في ذلك أجاب لأنه سرق مني لون زوجتي، أما شاعر المستحيل إسماعيل حسن فقد كان يؤكد دائماً أن الشاعر سيد عبد العزيز هو أعظم من كتب أغنية الحقيبة، أما شاعر البحر القديم مصطفى سند فقد كان يقول لأصدقائه من أحباء الحرف الأخضر ليتني كنت شاعراً في قامة شرقاوي نحيل ويقصد بذلك محمد عثمان كجراي، أما أنا ولو أنني لن أصل إلى درجة الومضة بين هؤلاء العباقرة طالما تمنيت أن أكون نفحة عطر من بستان اسمه عبد الرحمن الريح.
شرحبيل أحمد:
يتميز بأدائه الجذاب و ألحانه الراقصة التي هي نتاج لتمازج الإيقاعات السودانية المختلفة والكلمات الشعبية و باللغة الدارجة مع الألحان قصيرة الجمل الموسيقية، وظف شرحبيل أحمد كل جهوده لتطوير الاغنية السودانية الراقصة بكل يمكن من توظيفه من حداثة مع الحفاظ على الروح القومية للاغنية . من اشهر و اجمل اعماله (مين في الأحبة) (وخطوة خطوة) و (لو تعرف الشوق) وهو ابتكر بوصفه فناناً و رساماً شخصية العم تنقو الكاريكاتيرية و التي تميزت بها مجلة الصبيان .. كانت زوجته زكية ابو القاسم تعزف معه على آلة الجيتار و هي أول سودانية تشارك في العزف الموسيقى مع فرقة موسيقية.