26مارس 2022م
حكى الأصمعي قال، كنت أغشى رجلاً لكرمه فأتيته بعد مدة فوجدته قد أغلق باب بيته
فأخذت رقعة وكتبت عليها
إذا كان الكريم له حجاب
فما فضل الكريم على اللئيم
وبعثت بهذه الرقعة إليه
ووقفت انتظر الجواب
فعادت وعلى ظهرها مكتوب
إذا كان الكريم قليل مال
تستر بالحجاب عن الغريم
ومع الرقعة صرة بها خمسمائة دينار
فقلت والله لاتحفن أمير المؤمنين المامون بهذه الحكاية
وذهبت إليه وحكيت له القصة ووضعت الرقعة والصرة بين يديه
فتأمل الصرة، وقال يا أصمعي هذه الصرة بختم بيت المال فأحضر الرجل الذي دفعها إليك.
فقلت الله الله يا أمير المؤمنين الرجل قد أولاني خيراً
قال المامون لا بد منه
فقلت غير مروع
قال غير مروع
فأعلمته مكانه فبعث إليه
فحضر
فنظر إليه أمير المؤمنين ثم قال له ألست أنت الرجل الذي وقف بموكبنا بالأمس وشكا إلينا رقة حاله وكثر عياله.
قال نعم أمير المؤمنين
قال وأمرنا لك بخمسمائة دينار
قال نعم وهي هذه يا أمير المؤمنين
وقال ولم دفعتها للأصمعي على بيت من الشعر
قال استحيت من الله من أرد قاصدي إلا كما ردني بالأمس أمير المؤمنين
قال لله درك. ما أكرم خلقك وأوفر مروءتك
ثم أمر له بألف دينار
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ
ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣــﺪٍ
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕُ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ
ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕُ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ
هذه شيم وقيم عاشت بين الناس دهراً من الزمن
مازالت مكارم الأخلاق ديدن الكثير من سُكّان البشرية.
إنّ هذه القيم تعيش بين الناس.