الخرطوم: آثار كامل 25مارس2022م
تَعيشُ البلاد عقب أحداث (25) أكتوبر من العام الماضي 2021، حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية في ظل فترة انتقالية مليئة بالتعقيدات على كافة الصعد، حيث تحمّل المواطن المغلوب على امره تبعات فشل الحكومة، وأصبح عاجزاً عن تغطية تكاليف المعيشة اليومية، وانعكست الأزمة السياسية والتناطح السياسي بين الفرقاء سلباً على معاش المواطن، وأصبحت جزءاً من معاناته اليومية.
وفي خضم كل هذا التردي المُستمر وفي غياب رئيس مجلس الوزراء، انتظر المواطنون أن يهب المجلس السيادي من غفوته ويعمل على تقديم رؤية إسعافية تساهم في حل الأزمة بخاصة لأعضائه الجدد الذين تم اختيارهم لشغل مقاعد المجلس بعد تجميد شراكة الحرية والتغيير، حيث رأى بعض المراقبين أن عمل السيادي انحصر في قضايا انصرافية بعيدة عن هموم المواطن، ويبقى السؤال ملحاً وبشدة أين أعضاء السيادي من الأزمات الحالية وما هي المعالجات التي اتخذت للتخفيف عن المواطن.
عزلة السيادي
قال محمد إسماعيل مقرر الجبهة الثورية إن المجلس السيادي منعزل عن المواطن ويعمل في قضايا انصرافية ولا يلتفت الى قضايا المواطن التي أسقطت النظام البائد، ولفت في حديثه لـ(الصيحة) بأن السودان الآن يعيش في وضع مختلف وفي فترة مختلفة في ظل تأزُّم الوضع بصورة يومية من (مواصلات ووقود ودولار ودواء)، والتي قال إنها أصبحت ضغوطاً ثابتة ومع ذلك ينوم السيادي في العسل وغير قادر على التحرك تجاه أي قضية جوهرية تهم الناس!! وأضاف قائلاً: والدليل اعتراف بعض اعضاء السيادي بذلك في إشارة لاعتراف عضو السيادي الطاهر حجر بفشلهم، واشار اسماعيل الى ان الحل يكمن في حكومة يتراضى عليها الجميع، وقال لا بد من وجود حلول واضحة وحلول حقيقية تقنع المجتمع الدولي، ولا بد ان يكون هنالك تمويلٌ لتدوير عجلة الإنتاج خاصّة في الزراعة، وقال: في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية سوف تكون هنالك فجوة غذائية.
وكان عضو المجلس السيادي الطاهر حجر قال في تصريحات صحفية: نعم وعلى أنفسنا نقولها للشعب السوداني، لقد فشلنا كحركات ومكون عسكري وقوى الحرية والتغيير( 2) جناح الميثاق من بعد 25 أكتوبر.
فشل
فيما يرى المحلل السياسي محمد النور بأن المجلس السيادي بجميع أعضائه الذين ارتضوا المشاركة وتم اختيارهم لتحمُّل المسؤولية بعد الإجراءات التي تمت بواسطة رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين، كان عليهم أن يقدموا حلولاً ليثبتوا بها أنهم أكفاء ومؤهلون لإدارة الدولة، بحسبان أن السيادي الآن هو مَن يَقُود دَفّة الحكم، وأضاف بأن المجلس السيادي فشل في تقديم أي حلول منذ أن تتابعت الأزمات دون وجود بوادر للانفراج أو حلول لرفع المُعاناة عن كاهل المواطن، وقال إن الحياة تسير نحو شلل تام مع تفاقم الأزمات، خَاصّةً الاقتصادية وسط غياب تام لأجهزة الدولة الرسمية وغياب مجلس السيادة، مضيفاً: لم نرَ أي معالجات من المجلس السيادي ولا معالجات من الحكومة المكلفة بإدارة شؤون الدولة، وعلى المجلس السيادي والحكومة المكلفة النظر لقضايا المواطن وترك الأمور الانصرافية وترك المعارك السياسية التي لا تفيد المواطن في شيءٍ.
ظروف مختلفة
يرى أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية الهادي عبد الله لـ(الصيحة) بأن المجلس السيادي بعيدٌ كل البُعد عن هموم ومُعاناة المواطن، ولفت الهادي بأن السيادي الآن يعمل على تحسين العلاقات الخارجية والعلاقات الدولية والاستراتيجية مع الدول في ظل وضع سياسي مُحتقن وانهيار مُتسارع للاقتصاد وغياب تام للدولة عن المشهد وعدم إدارة الأمور بشفافية!! ويرى الهادي بأن على رأس الدولة معالجة الإشكالات الداخلية التي تقود المواطن والبلاد الى وضع حالة انفجار، وعلى جميع الأطراف استصحاب النقاط الأساسية المتفق حولها ومُراعاة مصلحة الوطن والمواطن للخروج من النفق المُظلم وعدم الانزلاق نحو المجهول، وزاد قائلاً: لا بُدّ لأعضاء السيادي الذين ارتضوا بالمنصب تحمُّل المسؤولية ومعالجة التقصير والنظر للقضايا برؤية مختلفة والنزول من الأبراج العالية وحل المعاناة المُتزايدة، مضيفاً بأن العلاقات الاستراتيجية مهمة، ولكن في وضعٍ مُختلفٍ.