الغالي شقيفات يكتب : بث الكراهية
24مارس 2022م
يتصدّر خطاب الكراهية والتعبئة العنصرية والاستقطاب والاستقطاب المضاد هذه الأيام بعض المجموعات السودانية في مجموعات كلوب هاوس (Clubhouse)، وهو تطبيق شبكات اجتماعية للدردشة الصوتية يسهل الاتصال السمعي من خلال الغُرف التي يُمكن أن تستوعب مجموعات تصل إلى 5000 شخص، يستضيف التطبيق الصوتي فقط غُرفًا افتراضية للمُناقشات الحيّة، مع إعطاء الفرص للأفراد للمشاركة من خلال التحدث والاستماع ولا يُمكن الوصول إليه إلا عن طريق الدعوة. وهجر عددٌ من النشطاء مجموعات الواتساب وقبلها سودانيز أون لاين الى كلوب هاوس.
ودرجت بعض المجموعات على بث خطاب التفرقة والكراهية وسط الشعب السوداني الذين باتوا لا يستمعون إليهم وأصبحوا مجموعات معزولة، ومثل هذه الخطابات إن أُطلق لها العنان سوف تُساهم في تعميق الأزمة وتمزيق النسيج الاجتماعي والجُغرافي.
وعلى مُروِّجي خطاب الكراهية النظر إلى أهمية تماسُك الشعب السوداني وصون نسيج الوطن الاجتماعي، وليس هنالك أحدٌ مُفوّض للحديث إنابةً عن أي جهة أو كيان، فعليه أي أحدٍ أن يلتزم حدود تفوّضه.
نعم البشر هم مخلوقات اجتماعية، ويعتمد وجودهم على إقامة علاقات مع الناس المُحيطين بهم، والتواصل هو مفتاح تكوين روابط مع الآخرين، وتبادل الخبرات، والأفكار، والآراء، كما يحتاج التواصل إلى وسائل معينة، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة وسائل تُسهّل على الناس البقاء على اتصال، لذلك مع تطور وازدهار الإنترنت، تطوّرت هذه الوسائل، كما أنّ لوسائل التواصل الحديثة تأثيراً كبيراً على حياتنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض، واليوم أصبحت هذه الوسائل بمثابة الروح والرئة التي نتنفّس بها يومياً، ولكن يجب توظيفها التوظيف الأمثل، وتمزُّق الوطن سوف يدفع ثمنه الجميع دُون فرز.
واستغرب جداً لشخص يعيش في دول الغرب المُتحضِّرة والتي تقبل التنوُّع أن يدعي لتكوين قوات عرقية وتحالفات عُنصرية، في وقتٍ تحرم فيه دساتير تلك الدول مثل هذه الأفعال ويُعاقب الذي يدعو إلى مثل هذه الأفكار بالقانون، وقد يجد هؤلاء يوماً ما، أنفسهم أمام القانون والمُحاسبة بتهمة التحريض للقتال وبناء تحالف عرقي على أساس اللون، كما أنّ دعوات الانفصال وتمزيق الوطن هي مسؤولية السُّلطات الحاكمة في أي بلد وهو واجبها تجاه شعبها ووطنها.
كما أن على الجماهير المستمعين أن لا تنساق وراء هذه الدعاوي المدمرة لأصحاب الأجندات الخاصة والطموح المزدوج.