في يومه الأول.. التتريس يشمل أجزاءً واسعة من الخرطوم 

الخرطوم: آثار كامل    23مارس2022م 

عقب إعلان تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، عن جدول تصعيدي جديد، شمل وقفات احتجاجية ومخاطبات عن الإضراب والعصيان المدني، بجانب مواكب دعائية حددت كذلك يومي الثلاثاء والأربعاء للتتريس والتصعيد الكامل لكل شوارع الخرطوم وأم درمان وبحري، تمهيدا لمليونية (24) مارس, فيما دخل المعلمون في تنفيذ المرحلة الثانية من الإضراب الشامل.

واستجابةً للدعوات التي أطلقت في اطار التصعيد الثوري  بأمر المتاريس، رصدت “الصيحة” أمس، إغلاق طرق رئيسية وفرعية بواسطة الثوار في كل من الخرطوم وام درمان وبحري، حيث شمل الإغلاق صينية الأزهري وأم درمان القديمة والموردة وشارع الأربعين بانت والعرضة، فيما تم تتريس شارع المزاد ببحري بالطرق الرئيسية والأحياء، وبالخرطوم تم تتريس طرق رئيسية ببري وشارع جبرة الرئيسي والشارع العرضي بين محطة سبعة وكهرباء جبرة وتم حرق الإطارات.

فيما أدى التتريس الى ازمة مرورية طاحنة في عدة طرق بالعاصمة واختارت المواصلات العامة طرقاً بديلة ووجدت مشقة في الوصول إلى مواقفها النهائية.

فيما خلا وسط الخرطوم في منتصف نهار أمس من المارة وأغلقت كثير من المحال أبوابها خوفاً من المجهول، بينما ظلت معظم الكباري مفتوحة امام المارة بما فيها كوبري المك نمر القريب من القصر الجمهوري.

وفي الوقت الذي استجاب فيه الثوار لدعوات التتريس في أنحاء واسعة من الخرطوم، لم ينفذ التتريس في أماكن متفرقة في شرق النيل وظلت الحياة فيها عادية .. بينما خلا وسط الخرطوم السوق العربي من التتريس.

خطوات جديدة

وكشف محمد عمر عضو لجان مُقاومة بُرِّي لـ(الصيحة)، عن نجاح التتريس بنسبة (80%) بمنطقة بري، وأضاف بأنه تم تتريس شارع أوماك والمعرض ورويال كير وتتريس كوبري المنشية، بجانب حرق الإطارات بالكوبري، ولفت عمر بأن تنسيقيات لجان مُقاومة الخرطوم ستقوم بخطوات جديدة، رفض الإفصاح عنها وبتفاصيل جديدة وتكتيك جديد ومختلف حتى بعد مليونية (24) مارس، لافتاً بأن هنالك مُفاجآت، وأضاف عمر بأن التتريس وسيلة من وسائل الضغط ومن الوسائل السلمية التي بدأت بها الثورة، لافتاً بأن الثورة ماضيةٌ في سلميتها، وأفصح محمد عن استعدادهم التام  للمليونية المعلن لها غداً الخميس, وكشف عمر عن ترتيبات بين التنسيقيات وصولاً الى هدفهم المُعلن بتحقيق الحكم المدني.

نجاح بنسبة (90%)

وفي ذات السياق، كشفت عضو لجان مُقاومة ديوم بحري الهام لـ(الصيحة) عن نجاح التتريس ببحري بنسبة (90%) مع وجود حركة قليلة، منوهاً بأن التتريس شمل الشوارع الداخلية والرئيسية ابتداءً من المزاد والمعونة والنص وشارع الشهيد مطر، بجانب حرق إطارات، منبهة بأن قوة مشتركة حضرت لفتح شارع الشهيد مطر بعد إغلاقه، وأكدت بان لجان مقومة أحياء بحري سوف تواصل التتريس حتى اليوم الأربعاء والاستعداد لمليونية (24) مارس وما بعدها ووضع خطط وبرامج وجدول تصعيدي حتى مليونية (6) أبريل.

الولايات حضوراً

حسب متابعات (الصيحة)، نفذ المعلمون بعدة ولايات الإضراب الشامل بنسبة (90%)، بجانب ولاية الخرطوم وحقق نجاحًا كبيرًا، وواصل المعلمون إضرابهم الحقوقي والمضي حتى تنفيذ المطالب، فيما واصلت بقية الولايات بتنظيم وقفات احتجاجية تضامناً مع معلمي مدينة نيالا ضد الانتهاكات والاعتقالات التعسفية.

أدوات ضغط

قال عضو لجان مُقاومة أم درمان علي حسين لـ(الصيحة) إن لجان  المقاومة ماضيةٌ في تحقيق أهدافها التي خرجت من أجلها، ولفت حسين بأن دور لجان المُقاومة لن ينتهي بتحقيق الدولة المدنية فقط، بل تثبيت قواعدها ورسم المُستقبل للأجيال القادمة، منوهاً بأن كل تنسيقيات المُقاومة بالخرطوم وبحري وأم درمان على الموعد شاهرة ادواتها السلمية حتى تحقيق المطالب، ولفت بأن التتريس نجح بنسبة (100%) بأم درمان، مشيراً إلى أنه أداة من أدوات الضغط على السلطة، مبيناً بأن الموقف السياسي العام شق الصفوف وخلق عزلة، ولكن لجان المقاومة ما زالت ثابتة، مضيفاً بأنه لا بد من التمسك بالسلمية ومن حق الثوار التعبير ومواصلة المظاهرات, موضحاً أن لجان المقاومة ستواصل على مبادئ الثورة ومواصلة النضال وصولاً الى الدولة المدنية المنشودة وتحقيق العدالة.

ثقافات ثورية

قال الناشط محمد ابراهيم لـ(الصيحة) إن لجان المقاومة ظلّت تُواجه العديد من الاتهامات وأصبح متنازعا عليها، لافتاً إلى أن كل التنسيقيات ماضية في تصحيح مسار الثورة بكل أدواتها السلمية وصولاً الى الحكم المدني، وقال  ان التتريس الكامل والإضراب الشامل هما من الثقافات الثورية المتبعة منذ قيام الثورة ومُجرّبة ولديها نتائج ناجحة وهي وسيلة ضغط لتحقيق اهداف الثورة، مؤكداً بأن التتريس نجح بصورة طيبة في يومه الأول الثلاثاء، مؤكداً بأن كل تنسيقيات المقاومة بالعاصمة والولايات ماضيةٌ في البناء القاعدي واستخدام الوسائل السلمية، بجانب الاضطلاع بمهامها في مرحلة البناء الوطني والإسهام في مشروع بناء سودان يحترم التعدُّد والتنوُّع والعمل بشكل مباشر على تحسين معاش الناس، بالإضافة إلى استمرار التنسيق وتحقيق أهداف الثورة.