بعد تحقيق (الصيحة) تحركات لتلافي آثار التعدين عن الذهب بمحلية الردوم
* قائد الدعم السريع بالولاية يحث قواته بحُسن معاملة المعدنين
تزويد القوات الخاصة بدراجات نارية تبرع بها الدعم السريع
* القوات المشتركة تدفع بـ(١٠٠) عربة لتأمين مناطق التعدين
* تفعيل القرار القاضي بحظر عمالة الأطفال بالمناجم
* ضبط كميات من براميل السيانيد متجهة الى مناطق التعدين الأهلي
مناطق التعدين: حسن حامد 23مارس2022م
امتداداً لما تناولته الصحيفة سابقاً عن الواقع المرير بمناجم التعدين الأهلي عن الذهب بمحلية الردوم بجنوب دارفور بغياب أدنى وسائل السلامة المهنية للمعدنين، بجانب الآثار السلبية المترتبة على صحة الإنسان والبيئة جراء استخدام المواد المستخدمة في استخلاص الذهب ومنها الزئبق والسيانيد والثيوريا والخلاطات المحظور استخدامها في التعدين الأهلي والتي بدأت تتسرّب تدريجيا وبطريقة خفية الى بعض مناجم جنوب دارفور بعد أن تمت محاربتها من قبل الشركة السودانية للموارد المعدنية بمناجم التعدين الأهلي بالولاية الشمالية.
بدأت الشركة السودانية للموارد المعدنية بالتعاون مع حكومة ولاية جنوب دارفور في تصحيح هذه الأعمال الخاطئة ووضع صحة المعدن والبيئة أولوية قصوى من خلال حملة الإرشاد التعديني التي نفّذتها لإزالة التشوهات التي تضر بصحة الإنسان والبيئة بمناطق التعدين الأهلي بمحلية الردوم.
إزالة التشوهات
قبيل انطلاقة حملة الإرشاد التعديني وإزالة المخالفات كان احتشاد القوات النظامية المشتركة التي دفعت بها لجنة أمن الولاية لإنهاء قضية حوادث النهب المسلح التي تتصيّد المعدنين في الطرق المؤدية إلى المناجم والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين. وقد أعلنت القوات المشتركة في حفل مشهود بمنجم أغبش، عن نهاية قضية قطّاع الطرق وفرض هيبة الدولة بكافة المناجم.
رسائل مفتوحة
ممثل لجنة أمن جنوب دارفور قائد الدعم السريع قطاع جنوب دارفور اللواء بشير آدم عيسى وخلال مخاطبته، القوات المشتركة التي قادها لمناطق التعدين بعدد (٢٥) عربة قتالية، بعث برسالتين، إحداها للقوات بأن تحسن المعاملة مع المعدنين وأن تتعامل بالقوة والحسم مع المتفلتين وقطّاع الطرق، وتابع: (ابسطوا هيبة الدولة وتاني ما دايرين ظواهر سالبة في الأسواق أو شخص يرتدي الكدمول أو يحمل سلاحا غير مصرح له به وهذه مسؤوليتكم). أما الرسالة الثانية فبعث بها إلى المواطنين بالتعاون مع القوات المشتركة والتبليغ عن أي ظاهرة تخل بالأمن، وزاد (مدونا بالمعلومة وخلوا الباقي علينا).
قوات خاصة
وأكد بشير بأن لجنة الأمن سوف لن تتهاون في حفظ أمن المواطنين، مطمئناً المعدنين بأن القوات المشتركة ستصل بعدد (١٠٠) عربة، وقال إن القوات الخاصة تم تزويدها بالدراجات النارية وسيكون هدفها ملاحقة الحرامية الذين يستقلون ذات الوسيلة في ممارسة عملياتهم الإجرامية، وتابع مُخاطباً القوة الجديدة (محل ما دخل قطّاع الطرق بمواترهم أن تلحقوا بهم بمواتركم، لأن ما أُخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة، والمطاردة والمتابعة لازم تتم وفقاً للقانون، ومن اليوم تاني ما دايرين ظواهر سالبة).
حسم الظواهر
فيما قال مدير شرطة المعادن المقدم محمد أحمد التجاني، إن قوات الشرطة ستظل موجودة بالمناجم لحسم الظواهر السالبة وإزالة التشوهات الضارة، فلا بد من التعاون معها، وأضاف (جئنا لثلاثة أشياء، حفظ أمن المواطن في سكنه وترحاله وأمواله.. وتانى سرقوه ونهبوهو وقتلوه دي مافي ولا عذر لمن أُنذر).
الأمن والسلامة
الإدارة الأهلية بمحلية برام الكبرى، أكدت سندها للقوات الأمنية والشركة السودانية للموارد المعدنية في تحقيق مشروع السلامة للمعدنين والقضاء على التفلتات الأمنية. وقال ناظر عموم الهبانية يوسف علي الغالي إنهم ظلوا ينشدون الفزع إلى أن جاءت القوات المشتركة، وتابع (سعدنا بقوة المواتر لأن المتفلتين زي ما بنهبونا بالمواتر يتم حسمهم بهذه المواتر، ونشكر قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو الذي أوفى لنا بوعده بهذه المواتر التي تعزز الأمن في هذه المناطق الوعرة التي يصعب فيها التعامل مع المتفلتين بواسطة العربات). وتقدم الناظر بالشكر للشركة السودانية للموارد المعدنية في مهمتها الرامية لتحسين البيئة السليمة للمعدن والقضاء على المُخالفات التي تضر بصحة الإنسان والبيئة، مؤكداً وقوفهم كإدارات أهلية لتحقيق تلك الغايات.
لجنة الأمن
فيما أكد المدير التنفيذي لمحلية الردوم أبو سن أحمد الإحيمر، حرص حكومته على تطبيق كافة القواعد التي تضعها الشركة بمناطق التعدين بمحليته، وقال إن اجتماع ممثل لجنة أمن الولاية بلجنة أمن الردوم خرج بالعديد من القرارات بعد مناقشة الأوضاع الأمنية ومحاربة الخلاطات واستخدام المواد الضارة في استخلاص الذهب والتي صدر بها قرار من والي الولاية. وأضاف أبوسن أن الاجتماع أمّن على تفعيل القرار السابق القاضي بمنع تواجد الأطفال بالمناجم، بعد أن تم حسم أمر تواجد النساء. ووجه أبو سن كافة المعدنين بالاستجابة لأي قرارات بشأن مُحاربة المواد الضارة بالصحة والبيئة.
نتائج الحملة
أسبوع كامل قضاه وفد الشركة السودانية للموارد المعدنية الاتحادي والولائي تجوالا في مناطق التعدين الأهلي بمحلية الردوم لإزالة التشوهات والخلاطات، بجانب تقديم الإرشاد للمعدنين. حيث كشفت الشركة عن ضبطها للعديد من المخالفات التي تضر بصحة الإنسان والبيئة بمناطق التعدين التقليدي بمحليتي الردوم وشرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور.
مخالفات عديدة
وفي تنوير للصحفيين بنيالا عقب الانتهاء من الحملة، أشار رئيس الحملة ومسؤول الولايات بالشركة السودانية للموارد المعدنية مهندس عباس التجاني عابدين إلى أن الحملة بدأت منذ أكثر من عام بظهور مخالفات عديدة في نشاط التعدين التقليدي.
نقاط العبور
وكشف عباس عن ضبط كميات من المواد الكيميائية الضارة بصحة الإنسان والبيئة في نقاط العبور بالولاية، حيث تدخل هذه من دول الجوار، مضيفاً أن حملة الإزالة بدأت من سوق أغبش وتم فيه ضبط مواد كيميائية كبيرة وفتحت بلاغات في مواجهة أصحابها، بينما هرب البعض، مما يؤكد ضلوعهم في مخالفات يعاقب عليها القانون، مضيفاً ان الحملة التي استمرت لثمانية أيام شملت كذلك مناطق اخرى منها جمبانا ، كسرة، كفي كنجي، سرفاية، ضرابة وثريا، وتمت من خلالها إزالة كافة التشوهات.
واقع مرير
وكشف عباس بأن زيارتهم لمواقع التعدين بمحلية شرق جبل مرة في الجزء الشمالي من ولاية جنوب دارفور كشفت عن واقع مرير، ورسم صورة قاتمة للواقع البيئي من خلال ضبطتهم لعدد (6) خلاطات وكميات من مادة السيانيد وغيرها من المواد الكيميائية، كانت لها أضرار كارثية على البيئة بالمنطقة، مشيرا إلى ضبط (3) براميل سيانيد متجهة الى مناطق التعدين الأهلي.
تحقيق الأهداف
وقطع عباس بمواصلة الشركة في حملاتها للقضاء على كافة مهددات البيئة والسلامة، وأكد ان الحملة ستستمر حتى تحقيق اهدافها بإزالة اي خلاط عشوائي بالولاية، وتابع (الشركة تشجع الانتاج، لكن وفق الضوابط التي تصدر من الشركة بواسطة ادارة البيئة والسلامة).
الطابع التقليدي
فيما اكد مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية بولاية جنوب دارفور حافظ إبراهيم دبكة ان النشاط التعديني بالولاية طابعه تقليدي، لذلك كان لزاماً عليهم التدخل لحمايتهم وتنظيمهم والمحافظة على سلامتهم والبيئة، مضيفا أن الدولة تتحصل فقط 10% رغم أن القانون يمنح 20%، وعزا الخطوة لظروف الولاية. وقال إن هناك موجهات لموظفيهم بعدم الدخول في مشكلة مع أي معدن أهلي، وأضاف “الإيرادات يتم تقسيمها مناصفة بين حكومة الولاية والاتحادية، هذه القسمة سبّبت لنا مشكلات مع المجتمع المحلي لأنهم يعتقدون ان الشركة تأخذ الضرائب والتحصيل دون تقديم خدمة، الأمر الذي دفع المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية لتغيير هذا النظام وطلب من وزير المالية إعادة تقسيم الأنصبة، ووافق على ذلك بأن منح المحلية 20% والولاية 20% والاتحادية 40%”.
مخالفات خطيرة
مسؤول البيئة والسلامة بالشركة السودانية ابراهيم سيد أحمد قال إن الحملة كشفت عن مخالفات بيئية كبيرة جداً في مناطق التعدين بالغة الخطورة تقشعر منها الأبدان، متخوفا من ظاهرة عمالة الأطفال على صحتهم وسلامتهم في المستقبل، منوها إلى ضرورة تدخل السلطات المختصة بإيقاف عمل الأطفال أو ذهابهم إلى المناجم. وقال إبراهيم إنهم وخلال الحملة كثفوا نشاطهم في توعية المواطنين بمخاطر التعدين الأهلي دون اتباع الإرشادات واستخدام أدوات السلامة. وكيفية تقليل الحوادث بالمناجم، فضلاً عن مخاطر الحريق واستخدام مادة الزئبق والسيانيد والسيوريا وخطورتها وأضرارها المستقبلية على الإنسان والبيئة