م. صلاح غريبة يكتب : اليوم العالمي للمياه.. معادلة الطاقات المتجددة والمياه الجوفية
23مارس2022م
يصادف يوم 22 مارس من كل عام اليوم العالمي للمياه وهو اليوم الذي أقرّته الأمم المتحدة وحثت دول العالم للاحتفاء به وبذل الجهود على كافة المستويات للمحافظة على المياه وتنمية مصادرها واستخدامها الاستخدام الأمثل الذي يحقق استدامتها. ونظرا لارتباط المياه بكل شيء في هذا الكون فيتم في كل عام اختيار شعار لليوم العالمي للمياه وشعار هذا العام هو “المياه الجوفية.. جعل غير المرئي مرئياً”.
وكذا الماء والطاقة عنصران مهمان متلازمان يعتمد في الغالب كل منهما في الظروف العادية على الآخر. الماء ضروري لتوليد الطاقة والطاقة ضرورية لتحلية وتنقية ونقل المياه.
فتستخدم الطاقة في استخراج المياه الجوفية من الآبار، وفي معالجة المياه الجوفية لإزالة الاملاح وغيرها من الملوثات, وتستخدم كذلك في تحلية مياه البحر, وفي نقل المياه من مناطق الانتاج الى مناطق التوزيع وكذلك في توزيع المياه عبر الشبكات العامة في المدن. فتستخدم في تجميع ومعالجة نقل مياه الصرف الصحي.
يتساءل البعض عن كيفية وصول المياه من الخزانات الارضية إلى الخزانات العلوية في المنازل بدون طاقة، وكيف يتم تسخين المياه في الشتاء وتبريده في الصيف بدون طاقة وغير ذلك الكثير. أما استخدام المياه في إنتاج الطاقة فتتمثل في تبريد مولدات الطاقة.
ندرة المياه العذبة عامل أساسي في زيادة الطلب على الطاقة. توفر الوقود الاحفوري في دول مجلس التعاون عامل مهم في توفير مياه البحر المحلاة، وعمليات تحلية مياه البحر من العمليات التي تستهلك طاقة كبيرة.
وتمثل المياه الجوفية الجزء الأكبر من المياه العذبة السائلة في العالم. ولما كانت الحياة مُمكنة من دون المياه الجوفية. وتعتمد معظم المناطق القاحلة في العالم بشكل كامل على هذا المورد. فالمياه الجوفية توفّر نسبةً كبيرة من المياه التي نستخدمها لإنتاج الأغذية وفي العمليات الصناعية. كما تتّسم المياه الجوفية بأهمية حاسمة بالنسبة لحسن أداء النظم الإيكولوجية، مثل الأراضي الرطبة والأنهار.
يشكّل النمو السكاني والتوسُّع الحضري السريع والتنمية الاقتصادية بعضًا من العوامل التي توجّه زيادة الطلب على المياه والطاقة والأغذية. وتمثل الزراعة القطاع الأكثر استهلاكًا لموارد المياه العذبة في العالم. وسوف يتطلّب إطعام سكان العالم الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050 زيادة في إنتاج الأغذية بنسبة 50 في المائة.
وتُستخدم اليوم نسبة 70 في المائة تقريبًا من عمليات السحب العالمية للمياه الجوفية في القطاع الزراعي، لإنتاج الأغذية والمحاصيل الحيوانية والصناعية، وما زال الاعتماد على المياه الجوفية لإنتاج الأغذية يزداد على المستوى العالمي، بما يؤدي إلى استخدام أكبر للزراعة المروية، والثروة الحيوانية والعمليات الصناعية ذات الصلة. بالفعل، تأتي نسبة 30 في المائة تقريبًا من مجمل المياه المستخدمة للري من المياه الجوفية، حيث تعتمد الأقاليم بشكل كبير على المياه الجوفية لأغراض الري، كما في أمريكا الشمالية وجنوب آسيا.
وقد حرّرت المياه الجوفية ملايين الأشخاص من براثن الفقر وحسّنت إلى حدّ كبير الأمن الغذائي، وبخاصة في الهند وشرق آسيا، خاصة وأن استخدام التكنولوجيات للحفر وتوفير مصادر الطاقة للضخّ أُتيح بشكل واسع للمزارعين الريفيين في النصف الأخير من القرن العشرين.
إذن، فالمعادلة تتكامل ما بين ندرة المياه، وضرورة الاهتمام بالمياه الجوفية والطاقات المتجددة في هذه المنظومة.
وللحديث بقية