المواطن والخُبز.. شكاوى واشتباكات!!
الخرطوم: رشا التوم 22مارس2022م
الزيادة الكبيرة في سعر الدقيق والخبز مؤخراً، ضاعفت من مُعاناة المواطن وانعكست بصورة سالبة على معاشه اليومي، وعادت مجدداً ظاهرة الاشتباكات والمناقشات بسبب التسعيرة الجديدة للخبز بواقع ٥٠ جنيهاً للقطعة، في ظل رفض واضح من قِبل المواطنين وإصرار أصحاب المخابز على البيع بالسعر الجديد.
ويرى اقتصاديون ان عدم استقرار السياسات الاقتصادية والمالية في ظل رفع الحكومة يدها عن دعم الخبز، يصعب عملية توفيره بالأسعار التي يتطلع إليها المواطنون. وذكروا ان الحكومة لم تتمكّن من تحقيق الاستقرار في ملف الدقيق حتى بعد رفع الدعم بصورة نهائية. وتدرج سعر قطعة الخبر من ٥ جنيهات الى ٥٠ جنيهاً في فترة وجيزة، وعلى إثر ذلك ارتفعت الشكاوى من قبل المواطنين منددين بعدم اهتمام الدولة بمعاش المواطن، وطالبوا بفرض رقابة على الدقيق والخبز وإلزام المخابز بتسعيرة تتناسب ودخول المواطنين الذين عجزوا تماماً عن شرائه!!!
وبحسب تصريحات عضو تجمع أصحاب المخابز عصام عكاشة، فإن سعر الرغيفة الواحدة ارتفع الى ٥٠ جنيهاً عقب زيادة اسعار الدقيق بعد تراجع قيمة العملة الوطنية أمام الاجنبية، مضيفاً أن هناك ملامح ازمة منتظرة في الدقيق، منوهاً الى وجود مشكلة في إمداد غاز المخابز من الشركات، ووصف الوضع بالفوضوي من ناحية التوزيع!!
وفي السياق نفسه، أكد صاحب مخبز لـ(الصيحة) عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بموقف الامداد من حصص الدقيق والغاز، وأكد أن شركات الدقيق بدأت التحفُّظ في توزيع الكميات المقررة للمخابز تحوطاً لحدوث زيادات كبيرة في سعر جوال الدقيق، وشكا من زيادات كبيرة في أسعار مدخلات انتاج الخبز، مبينًا تراجع الأرباح الهامشية لقلة الطلب على الخبز، وجزم بإقرار أصحاب المخابز زيادات جديدة في السعر بناءً على المستجدات في موقف الدقيق، وجزم بأن ٥٠ جنيهاً للقطعة لا يفي بحجم التكلفة لصناعة الخبز، حيث ارتفع سعر الجوال ٥٠ كيلو من ٢٦٥٠٠ جنيه الى ٣٠ ألف جنيه، وأعرب عن قلق كبير من أصحاب المخابز تجاه تذبذب الإمداد للغاز، ونوه إلى اللجوء لاستخدام الجازولين للاستمرار في انتاج الخبز. وأردف قائلاً: صناعة الخبز في خطر واذا لم تتوفر مدخلات الإنتاج فإن المخابز مهددة بالتوقف عن العمل خلال شهر واحد فقط، وشكا من عدم توفر عربات كافية لتوزيع غاز المخابز، وقال ان شركات الغاز غير ملتزمة بمواعيدها، وانهم يتعرّضون لخسائر كبيرة جراء توقف العمل يومياً، وتخوف من انحدار الموقف بالمخابز نحو الأسوأ عقب دخول فصل الصيف وقطوعات الكهرباء لساعات طويلة مما يضاعف تكلفة الإنتاج، وأعرب عن استياء بالغ من صمت الحكومة وسياساتها المتعلقة بالدقيق والخبز!!!
وقال المواطن محمد عثمان، انه تراجع عن شراء الخبز لعدم مقدرته المالية لأسرته التي تتكون من ٦ أفراد واتجه الى البدائل مثل الكسرة والقراصة لسد الحاجة، ورغماً عن ذلك هناك زيادة في دقيق الكسرة البلدي وارتفاع سعر دقيق سيقا، وأكد أن الحياة المعيشية فاقت قدرته المالية، ووصف الخبز بأنه أصبح رفاهية بالنسبة لأسرته، وأضاف: أصبحنا نعاني من أزمة ضمير، فالحكومة والمسؤولون منشغلون بقضايا اخرى بعيداً عن معاش الناس، وشدد على أنّ المواطن فقد القدرة على مجاراة الأسعار ومُجابهتها، وزاد: “أصحاب المخابز يفرضون تسعيرتهم ويعلمون أن لا رقابة أو مُساءلة”!!!!
ومن جانبه، قال صاحب مخبز بأم درمان لـ(الصيحة) ظللنا نطالب الجهات التنفيذية بتوفيق الأوضاع ودعم مدخلات الإنتاج على رأسها الغاز والجاز ولكن ارتفعت اسعار مدخلات إنتاج الخبز بصورة خيالية ووصلنا مرحلة اذا حدث عطل لا نستطيع إصلاحه نتيجة ارتفاع أسعار الاسبيرات، مضيفاً بأن الحكومة لا تهتم بالمواطن وفي غياب تام عن ما يجري من عراك وشجار بسبب تسعيرة الخبز!!!
وقال المواطن عصام محمد علي من منطقة شمال بحري، ان اسعار الخبز تمثل هاجساً كبيراً في ظل زيادة الصرف اليومي على السلع الأخرى، منوهاً الى أن أسرته تراجعت بعض الشيء عن المطالبة بالخبز وتوفيره في كل الوجبات وتم تخصيصه للإفطار ووجبات المدارس فقط، وطرح سؤالاً عن “العقلية التي تُدير ملف الخبز.. ووصفها بأنها لا تملك أي حلول ولم تحرك ساكناً تجاه قضايا المواطن المعيشية”!!!
والتقت “الصيحة” بعدد من المواطنين سردوا معاناتهم في الحصول على حصتهم من الخبز، وأجمعوا بأن السعر الجديد فاق جميع التوقعات، وتم رفض التعامل به في عدد كبير من المخابز من قِبل المُواطنين، مَا أدى إلى سجال ومناقشات واشتباكات مع أصحاب المخابز.!!!