البرهان في السعودية.. الخرطوم _الرياض علاقات أساسها التعاون وتبادل المنافع
تقرير- عوضية سليمان. 22 مارس 2022م
أعرب السودان، عن إدانته بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الجديدة التي شنّتها جماعة الحوثي الأحد الماضي على منشآت مدنية ونفطية حيوية داخل المملكة العربية السعودية. وطالبت وزارة الخارجية في بيان صحفي، باصطفاف إقليمي دولي واسع النطاق لمواجهة خطر الحوثيين على المنطقة. وأكد البيان “تضامن السودان، الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في وجه ما تتعرّض له من اعتداءات تخريبية جبانة من جماعة الحوثي الإرهابية.”
وقالت الخارجية، إن “تكرار اعتداءات جماعة الحوثي الإرهابية على أهداف مدنية داخل السعودية يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة المملكة، وخرقاً للمواثيق الدولية التي تنص على حماية المدنيين وعدم الزج بهم في أي صراع”. وأكدت مواقف السودان الداعمة للمملكة العربية السعودية، مشددة على أهمية رفض كافة أشكال الاعتداءات من قِبل الحوثيين، والتنديد برفض الجماعة الانقلابية الجنوح إلى السلم واتخاذ تلك الاعتداءات المتكررة وسيلة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
التوافق الوطني
وتزامنت إدانة السودان مع زيارة يقوم بها حاليا رئيس المجلس السيادي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان الى المملكة العربية السعودية, التي كانت قد تأجّلت الأسبوع الماضي, وسيرافق البرهان خلال الزيارة عددٌ من المسؤولين في الدولة، حيث يتوقع أن يجري البرهان مباحثات مع القيادة السعودية تتناول العلاقات الثنائية وسُبُل تعزيزها, فيما توقّعت مصادر خليجية في وقت سابق أن يشدد الجانب السعودي على أهمية الحوار بين شركاء المرحلة الانتقالية لتجاوز الأزمة السياسية، وصولاً إلى التوافق الوطني الذي يقود البلاد إلى الاستقرار والوحدة وتوجيه الجُهُود نحو البناء والتنمية.
الوقت الصحيح
ويرى المحلل السياسي الرشيد أبو شامة أن استهداف الحوثي للمملكة العربية السعودية ليس له أي ارتباط بزيارة البرهان للمملكة. موضحا بأن الاعتداء الحوثي ليس بجديد، وإنما يحدث منذ سنين وفي حالة مستمرة. وقال لـ”الصيحة” إن بيان الخارجية هو عمل سياسي دبلوماسي بارع، مشيراً لوجود إدانات سابقة من الخارجية السودانية لأي عدوان حوثي على المملكة أو الإمارات. ولفت الى وجود جنود سودانيين يحاربون ضد الحوثيين، بالتالي من الطبيعي إدانة العملية, ووصف بيان الخارجية بأنه شئٌ طبيعيٌّ ينطلق من موقف السودان الثابت
. لحظة تاريخية
أكد العميد دكتور الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي للقائد العام، رئيس مجلس السيادة، على أزلية وتميز العلاقات بين السودان والمملكة العربية السعودية، موضحاً أن العلاقات بين البلدين ترتكز على أساس التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار أمن البلدين، واستثمار الإمكانات والقُدرات الهائلة في الموارد التي يتمتّع بها البلدان، وأوضح أن القيادة السودانية بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ومنذ التغيير، وجّهت بتوطيد هذه العلاقة في شتى المجالات، مُشيراً إلى الدور السعودي المتمثل في دعم إنجاح الفترة الانتقالية، ونوه أنه وفي إطار الحديث عن عُمق العلاقات بين البلدين لا بد من الإشارة إلى قمة الخرطوم – قمة اللاءات الثلاثة – التي عُقدت سنة 1967 والتي أدّت إلى تغيير الواقع العربي. كما أشار إلى أن البُعد السياسي والاقتصادي قاعدة أساسية في العلاقة بين البلدين وخاصةً في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني، وقال إنّ العلاقة في الفترة الأخيرة شهدت تطوراً مضطرداً، خاصة في الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها اقتصاديات البلدين. كما أشار إلى الدور السياسي والدبلوماسي العالمي الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية، وذلك في جهودها لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم الانفتاح العالمي للسودان بعد التغيير، وأكّد أبو هاجة أنّ هذه الزيارة لرئيس مجلس السيادة والوفد المُرافق له تأتي في مرحلة تاريخية حسّاسة يشهدها المُحيط الإقليمي والدولي
اِسْتهدافٌ مُمنهجٌ
يُذكر أن الدفاعات الجوية لقوات التحالف العربي دمّرت طائرة بدون طيار لمليشيات الحوثي استهدفت المملكة العربية. وذكرت تقارير إعلامية ان المليشيات استهدفت بطريقة ممنهجة، المنطقة الجنوبية للمملكة, مما عدّ عملاً إرهابياً من قبل الحوثيين وقد تعرّضت المملكة في وقت سابق الى استهداف وتعرّض أمنها إلى الخطر.
ولقد ظَلّ السُّودان يُدين الهجمات الحوثية على السعودية وصدر بيان الخارجية السودانية ليؤكد رفض السودان القاطع للهجمات الحوثية على المملكة الشقيقة.
.