*ذكر أحد المواقع الإلكترونية أنّ حَاجّاً صينياً، قرّر أن يتبع التقاليد القديمة للحج، وأن يتخلّى عن رفاهية الرحلات الجوية، فجاء لأداء الحج على الدّراجة وقطع مسافة 8150 كيلو متراً وعبر العديد من الدول ودامت رحلته نحو 4 أشهر، ووصل لأداء شعيرة الحج وهو سعيدٌ بهذا العمل.
*في العام الماضي كانت قيمة تذكرة الطيران من الخرطوم الى جدة أقل من خمسة عشر ألف جنيه قبل أن يقترب مُوسم الحج، وما أن فعل حتى وَصَلَ سعر التذكرة إلى ستة وثلاثين ألف جنيه كأعلى سعر يصله الطيران من الخرطوم الى جدة التي لا تبعد سوى ساعة ونصف الساعة من الخرطوم على أعلى تقدير.
* على غير العادة وضحت الرؤية أمس لحج هذا العام، حيث كان أهل السودان يعرفون تكاليف الحج في كل عام عند مُنتصف شهر رمضان الكريم، ولكن هذا العام الذي يُعتبر استثناءً بدءاً من ثورة ديسمبر، فقد تأخّر إعلان شروط ورسوم الحج حتى أُعلنت أمس.
*في المُؤتمر الصحفي الذي عُقد بوكالة السُّودان للأنباء، وَضَحَت الكثير من الصُّور التي كانت ضبابيةً لحدٍّ ما في وَقتٍ سَابقٍ، فعرف الكثيرون كلفة الحج لهذا العَام التي تَصل بعد الرُّسوم الإدارية لإدارة الحج والعمرة قرابة الـ (145) ألف جنيه.
*عند تفاصيل الحج دهشة لسعر تذكرة الطيران بين الخرطوم والأراضي المُقَدّسَة التي وَصَلَت إلى (38) ألف جنيه “في الظروف الطبيعيّة”.
*هذا السعر يجعلنا نتوقّع أن يرتفع سعر التذكرة مع اِقتراب ذي الحجة إلى خَمسين ألف جنيه باعتبار أنّ العام الماضي كان سعر التذكرة عند البعثة الرسمية تقريباً سبعة عشر ألف جنيه وارتفع عند الحج إلى ستة وثلاثين ألف جنيه.
*مؤتمر الحج أمس أوضح الارتفاع الذي وضعته بعض الجهات السعودية على الحج في هذا العام ومن بينها رسوم الوكلات الموحّد الذي كان ألف ومائة ريال في العام السابق ووصل هذا العام إلى ألف وستمائة ريال سعودي.
*الكثير من الأشياء جعلت حج هذا العام ترتفع كلفته، رغم أنّ تَوجيهات عُليا جاءت من المجلس العسكري بتوفير الريال لإدارة الحج والعُمرة من بنك السودان، وهذا يعني أنّ التّعامُل كان بسعر ريال البنك وليس ريال “السوق الأسود”.
*الكثير من أهل السودان يسعون لأداء هذه الفريضة، ولكن التّكلفة العالية هي التي تقف في طريق هذا المسعى، وإن أراد البعض تطبيق ما فعله الحاج الصيني الذي جاء بدراجة إلى الأراضي المُقَدّسة.
*نسأل الله تعالى أن يُعين القائمين على أمر هذه الشعيرة في السودان والمملكة لتوفير سبل الراحة كَافّة لحجاج بيت الله الحرام، وأن يجعل عملهم هذا في ميزان الحسنات، ونسأل الله أن يُحقِّق مقاصد الجميع بالوصول إلى بيته الحرام وأداء مناسك الحج بسُهولةٍ ويُسرٍ.
*واختم هذه الزاوية بطرفة تحكي عن حجاج من الشقيق العراق، حيث أعلنت شركة “الطيران العراقية” في ثلاثينيات القرن الماضي، عن أول رحلة طيران إلى المملكة، وعملت على طمأنة الحجاج الخائفين بأنّه في حَال سَقطت الطَائرة وماتوا فإنّهم سَيدخلون الجنة على الفور، لحُصُولهم على ثواب السعي للحج.
وبعد إقلاع الطائرة، تَفَاجأ قائدها بترنُّحها نظراً لوجود عددٍ من المَطَبّات الهوائية، وبعدها وجد أنّ الطائرة تَهبط بأنفها إلى أسفل، فأرسل مُساعده لرؤية الأجنحة، فأخبره أنّ كل شيء بخير، قبل أن يتفاجأ بأنّ الحجاج يصلون في الطائرة جماعة، فكلما سجدوا تَسبّبوا في تغيير مسار الطائرة، وكلّما وقفوا تعود الطائرة الى طبيعتها.