لا تزال مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان تُعاني العطش رغم كثرة المبادرات والمقترحات لإيجاد حلول جذرية لمياه المدينة رغم بدء تنفيذ مشروع التغذية من حوض بارا الجوفي بواسطة الشركة اليوغسلافية الذي أخذ تنفيذه عددا من السنين في ثمانينات القرن الماضي، ولم يكتمل فغادرت الشركة. أعقبت ذلك عدة محاولات لتنفيذ بقية المشروع الذي يعتمد على زيادة الآبار التي توفر أكبر كمية من المياه ليتم ضخّها لمدينة الأبيض. زادت الآبار، وكان هناك اجتهادٌ واضحٌ لتوفير الطلمبات الغاطسة ومنها الساحبة. فبدل أن نحصد المياه، أتت فكرة زيادة السدود بالمصادر الجنوبية وبالفعل تم التنفيذ واستبشر الناس خيراً، حيث كان شعار المرحلة “مويه، طريق، مستشفى” وانتظرنا المويه والشبكة الجديدة حيث تم فرض رسوم جديدة لهذه الشبكة الجديدة ودفع المواطن تلك الرسوم وانتظر الناس المويه.
وفي ذاكرتنا الشعار، كانت البداية مبشرة وتدفقت المياه من المصادر الجنوبية والشمالية، ولكن سرعان ما عادت المشاكل إلى السطح وزادت ومعها زيادة عدد سكان المدينة إلى أضعاف مضاعفة وامتدت شبكة المياه وزادت حوجة المواطنين للمياه داخل وخارج الشبكة.
إن عدم وجود مشاريع تنموية كبرى ربما يكون أحد أسباب شُح المياه وتجد المسالخ أو مصانع المواد الغذائية والمُنتجات الأسمنتية وغيرها تحتاج إلى وفرة المياه للبناء والتشييد من ثَمّ التشغيل.
الجانب الأهم في أزمة مياه مدينة الأبيض وجود مهندسين وخبراء وعلماء أصحاب تجارب وخبرات في مجال مشاريع المياه من أبناء ولاية شمال كردفان، فلماذا لم نرهم في المقدمة، ونسمع عن بعض المبادرات أو ربما نقرأ عنها في الاسافير وعبر الوسائط.
ألم يحن الوقت لتوحيد جهود الخبراء والعلماء وأصحاب المبادرات فلتكن بدعوة كريمة من حكومة ولاية شمال كردفان لتجمع كل ألوان الطيف من داخل حضن الوطن وخارجه ننادي كل مغترب ونسمع كل مهاجر ان هلموا الينا وتعالوا الغرة في انتظاركم ومدينة الأبيض تعاني من أزمة المياه. الماء أساس الحياة ولا وجود للتنمية بدون مياه.
أطلق لكم “نداء الغرة للمياه والتنمية” وهو مؤتمر جامع لوضع خطة التنفيذ والبدء فورا فحتى نتجاوز أزمة المياه، لا بد من وضع هدف اخر وهو التنمية لتكون تحديا ودافعا لبلوغ النجاح وتجاوز الأزمات حتى الوصول إلى الرفاهية من برامج الحلول الذكية وهي من” منتجاتي الفكرية ” التي أتمنى أن تطبق على أرض الواقع.
نسأل الله التوفيق والنجاح.
عبد الرازق مأمون